بنغازي مدينة منكوبة واشتباكات تغلق مطار معيتيقة...]
في تحذير يدق ناقوس خطر جديد في ليبيا، أعلن مجلس النواب الليبي، المعترف به من الأسرة الدولية، بنغازي «مدينة منكوبة»، بينما اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة طرابلس، أدت إلى إغلاق مطار معيتيقة، رافقها مقتل أربعة أشخاص في اشتباكات بين أهالي منطقة تاجوراء وميليشيات «فجر ليبيا»، فيما أدانت دول مجلس التعاون الخليجي بشدة التفجير الذي وقع أمام سفارة الإمارات العربية المتحدة في طرابلس الخميس الماضي.
وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي د. عبداللطيف بن راشد الزياني إن «هذا العمل الإرهابي الجبان يعد انتهاكاً سافراً لكل القوانين والأعراف الدولية، واستخفافاً بأرواح الأبرياء والممتلكات، وتعدياً على حرمة مقار البعثات الدبلوماسية».
ودعا د. الزياني «إلى ضرورة تقديم مرتكبي هذا العمل الإرهابي إلى العدالة، وحماية مقار البعثات الدبلوماسية وعدم التعرض لها وفقاً للأنظمة والقوانين الدولية».
إجراءات لإنقاذ بنغازي
في الأثناء، ذكر مجلس النواب الليبي، في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمه فرج بوهاشم، أن «الأوضاع التي تشهدها مدينة بنغازي، والصراع الحتمي بين قوات الجيش الوطني والشعب المنتفض من جهة والجماعات الإرهابية من جهة أخرى، وما أسفرت عنه من خسائر بشرية وأضرار مادية، وانعدام فرص تقديم الخدمات للمواطنين، دعت المجلس إلى اتخاذ عدة إجراءات، من بينها إعلان المدينة منكوبة».
وأكدت مصادر محلية أنه سُمع دوي انفجارات عنيفة في وسط مدينة بنغازي في الأحياء والشوارع التي تشهد مواجهات مسلحة.
اشتباكات طرابلس
أما في العاصمة طرابلس، فقال سكان ومسؤولون إن اشتباكات اندلعت في المدينة، الأمر الذي أدى إلى إغلاق المطار الرئيسي العامل فيها.
وشهدت طرابلس هدوءا إلى حد بعيد منذ سيطرة قوات «فجر ليبيا»، وهي فصيل مسلح مرتبط بمدينة مصراتة، على العاصمة في الصيف، وتشكيل حكومة غير معترف بها، موازية لحكومة رئيس الوزراء عبدالله الثني.
ولم تتضح الأطراف المشاركة في الاشتباكات، كما لم ترد تأكيدات من السلطات الصحية بشأن وقوع خسائر بشرية.
وقال الناطق باسم هيئة الطيران المدني إن مطار معيتيقة أغلق بسبب الوضع الأمني. وأصبح معيتيقة المطار الرئيسي في العاصمة منذ أن تسبب القتال خلال الصيف في إلحاق أضرار بمطار طرابلس الدولي وإغلاقه.
قتلى في تاجوراء
وبالتوازي، قتل أربعة أشخاص في اشتباكات بين أهالي منطقة تاجوراء وميليشيات «فجر ليبيا» شرقي العاصمة طرابلس.
وكان أهالي منطقة تاجوراء خرجوا في تظاهرات مؤيدة للجيش والشرطة، قبل أن يتعرضوا لإطلاق النار من قبل الميليشيات، ما أدى إلى وفاة أحد المتظاهرين واندلاع اشتباكات بين الطرفين.
وتقوم الميليشيات بمحاصرة المنطقة، مانعة سكانها من الدخول إليها أو الخروج منها.
وقالت مصادر محلية إن المسلحين المتشددين أطلقوا الرصاص على المتظاهرين في ميدان القدس وسط العاصمة، ما أسفر عن إصابة عدد من الأشخاص بجروح.
تأجيل جلسة
في الأثناء، أجّل المؤتمر الوطني العام، غير المعترف به، جلسته التي كانت مقررة أمس في طرابلس لتاريخ غير معلوم، وكان من المفترض أن تناقش موضوع الحوار الذي ترعاه الأمم المتحدة بين الفرقاء السياسيين، إضافة إلى موضوع الأعضاء المقاطعين للمؤتمر.
وذكرت تقارير إخبارية أن أعضاء المؤتمر كانوا يعتزمون ارسال رسالة إلى الأمم المتحدة مفادها أن المبعوث الدولي إلى ليبيا برناردينو ليون أصبح شخصا غير مرغوب فيه.
إغلاق سفارة
من جانبه، قال السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل آرون إن إغلاق السفارة البريطانية في ليبيا «يعود لأسباب أمنية وسياسية، في ظل تواجد حكومتين للأراضي الليبية».
وأضاف آرون أن «المملكة المتحدة لا تدعم حكومة طرابلس برئاسة عمر الحاسي، وتفاديا للمواجهة، كان من الأفضل التواجد خارج ليبيا».
محاكمة رموز
إلى ذلك، أجلت محكمة استئناف طرابلس الجنائية أمس محاكمة رموز ومسؤولي النظام الليبي السابق إلى 30 الجاري، بناءً على طلب محامي الدفاع في قضية قتل المتظاهرين.
