حسينه امرأه مسلمه آسيويه في بلدها الأم اعتادت على مصادقة الرجال ولكن لا تختلي بهم او تخرج معهم لأنه حرام فقط تحادثهم في الأماكن العامه وفي عمر الثلاثين انتقلت للعمل في دوله خليجيه كعاملة منزل فلاحظت ان اناث الاسره التي تعمل في منزلها لا يحادثن الرجال من خارج الاسره وسمعت قصص عن حالات لنساء تشوهت سمعتهن بسبب مخالطة الرجال وتعلمت ان الانثى لا يجب ان تحادث الرجال الغرباء .. نعم تعلمت المبالغه في العفه والانعزال عن الرجال . وبعد سنتين من العمل عادت لوطنها الأم وقد تغيرت لم تعد حسينة القديمه فحسن صديقها التي كانت تحادثه بحريه اصبحت تبين انزعاجها منه لوجوده امامها وعندما اراد صديقها ضامر ان يطلب منها معروفاً تبرأت منه وتظاهرت انها لا تعرفه حتى عمها الذي هو احد محارمها اصبحت تتجنب مجالسته لقد لاحظت نساء جيران حسينه تغيرها فاصبحت منعزله عن الناس تقريباً .
فلجأت نساء جيران حسينه لأحد نساء بلدها وهي تعرف حسينه جيداً فزارتها ودار بينهما الحوار التالي
شاهده : اهلا بكِ اختي حسينه اشتقنا لكِ ماذا تعلمتِ في تلك الدوله العربيه فقد سمعت انكِ تغيرتِ كثيراً .
حسينه : لقد تعلمت ان اعزل نفسي عن الناس حتى لا تتشوه سمعتي .
شاهده : كلامكِ صحيح ولكن كل ما زاد عن حده ينقلب ضدك . هل تعلمي ان اغلب اهل النار هم من النساء لأنهن ينكرن المعروف وهذا احد الاسباب .
حسينه : هل يُعقل ان اضحك في وجه الشباب واتنزه معهم ؟
شاهده : انا لم اقل ان تفعلي ذلك كل ما قصدته ان تفعلي الخير في الناس نعم لا تضحكي للشباب ولا تخرجي معهم ولكن إن اراد احد الشباب المسلمين ان يطلب منكِ معروفاً فاستمعي له . وإن لاحظتي انحراف احد اخوانك المسلمين عن الحق لا مانع بنصحه .
حسينه : لكني تعلمت في السنتين التي عملت فيها في تلك الدوله العربيه ان كلام الناس لا يرحم .
شاهده : جميع الناس في منطقتك ينظروا لكِ باحترام ولا احد قلل منكِ او اساء الظن بك . فكري بمنطق هل في فالفتره التي عشتي فيها منذ ولادتك وحتى بلغتي سن الثلاثين هل هناك من شوه سمعتك او اساء الظن بك ؟ جميعنا اخوه واخوات فلا تخافي ولا تبالغي في الحياء .
فكري في كلامي جيداً يا حسينه .
تأليف : أحمد الغيثي
