دراسة علمية للمحافظة على إنجاب الذكور
لا ينكر أحد أن للتدخين مساوئ عديدة تسبب الأمراض الخطيرة وتؤدي في الكثير من الأوقات إلى الإصابة بأمراض مزمنة مميتة، فالإنسان المدخن لا يؤثر ويضر نفسه فقط، بل يضر من معه من محبيه وهو لا يعلم بذلك.
هذا ما كشفته دراسة علمية حديثة قام بها فريق من الباحثين في جامعة "أوبسالا" في السويد، حيث أكدت أن المدخنين الذكور أكثر عرضة لفقدان الكروموسوم "واي" الذي يلعب دوراً مهماً في تحديد الجنس، حيث يختفي من خلايا الدم عند المدخنين بمعدل زيادة ثلاث مرات ممن لم يدخنوا مطلقاً أو أقلعوا عن التدخين، وقد وجد الباحثون أن فقدان الكروموسوم "واي" لدى المدخنين الرجال يعتمد على معدل التدخين، وتطرح نتائج الدراسة إجابة محتملة عن سبب ارتفاع إصابة الرجال المدخنين بالسرطان عن النساء المدخنات.
يشار إلى أن الكروموسوم "واي" هو أحد الكروموسومين المحددين لجنس البشر، ويحتوي على جين "إس أر واي" الذي يحفز تطور العملية الجنسية لدى الرجال، فهو أسرع الأجزاء تطوراً في الجينوم البشري.
الجدير بالذكر، أكدت دراسة أجراها باحثون في جامعة السويد في وقت سابق من العام أن كروموسوم "واي" لدى الرجال له دور في إطالة أعمارهم ومقاومة السرطان، حيث شارك فيه 1153 من كبار السن من الرجال، وأن من خسروا جزءاً من كروموسوم "واي" توفوا بفارق حوالي خمس سنوات ونصف عمن احتفظت أجسادهم بالكروموسوم كاملاً، وقال الباحثون: "إن العلاقة بين فقدان كروموسوم "واي" والوفاة المبكرة مثيرة للاهتمام، وذلك بعد تعديل النتائج حسب السن والحالة الصحية للمشاركين".
كما أشارت الدراسة إلى أن فقدان خلايا الدم لكروموسوم "واي" قد يرتبط بأنواع مختلفة من السرطان، بما فيها تلك التي لا تصيب الدم، وأضاف الباحثون: "إن السبب قد يرجع إلى أن كروموسوم "واي" يعزز من مقاومة الجهاز المناعي، إذ يتعرف على خلايا الأورام ويقضي عليها، مما يقي من السرطان".
