أرسمكِ طفلة بضفائرها على لوح الطين
يا ضيفة الحُلم العتيق
يا من حررت مولدي بـ أيامكِ
ونهاياتي بـ لقيا ك
أنصتي إلى نبضي وهو يناديكِ
في ارتجاف الليل
وهو يقرع أبواب السراب
بين حُلم خُلق في أنفاسك
وأخر ينتظر بين ذراعيك
في رعشة المطر الذي يزمل عطشنا
في ليلة شتاء ماطر
نبني فيها مدينة للعشق
نفتق فيها جنون الهوى
نفترش أرصفتها من نبضك
ونغرس أضواء أعمدتها من أهدابك
ونسدل ستائرها بحرير همسك
ونظل نتهجد الليل في صخب عينيك
نزرع فيها حقول الربيع
المبلل نرجسها بزمزم أوتاركِ
التي يأخذني عطرها إلى فراشات قلبك
لـ أشق نبضك نصفين
نصف لمحراب تلاواتي
حتى تستقيم وهي تتلو
فرائضك المسجاة على نوافذ محرابك
.
.
وهي تشرعُ في رسمك داخل عيني أنثى
تعذر أن يكتمل رسمها إلا بـ أنفاسي
التي رحلت إلى نصفك الأخر لـ ترتوي هناك
من غيمات نصبت على خمائل صدركِ
تنزل قطراتها على شراييني العارية عشقًا
فـ تؤويني في مدفئة ضلوعك
وتتركني بمد بصرك
أحيا في قشعريرة جسدك
حتى يوقظها مطر الشتاء في عين الليل
وأنا أرتجف متدثراً في مخدع قلبك
لـ أدفئ في حطب ضلوعك المبللةُ
من قطرات جبيني المتصبب شوقًا
وهو يعتلي كبرياء جنونكِ
و ينادي بنايات الهيام
أن تصب علي من دفء قلبك
على شقوق الحنين التي اتسعت
بين مساماتي
وهي تغترف من إشتهاءات عشقك
التي باتت جمرات تذيب جليد الشتاء بداخلي
فـ تعالي يا قبلة المطر أرعدي شفتاي
وأنبتي عليها الزهر
واقطفيهِ والضميهِ على رعشات جسدكِ
وافتني به مدينة عشقي واجعليها تتوحد من أجلكِ
وأقيمي قوانينها من أهداب المطر
تقبل فجرها من شفاه الشمس
وتلقي بـ أجنة عشقها في أنين القمر
لـ يصبحوا جنوداً في سماء وطنكِ
يحصدون العشق بـ أكفٍ مخضبةً بـ ابتهالاتي
التي نذرتُها في عباءتكِ
.
.
تعالي واغمسي أصابعك في جروح وحدتي
وخذي زفرات الأمس المرتدية ألمًا
وتسولي بها في أرصفتك
وأخيطِ جيوبها في كفيكِ
ولملمي غربة مشاعري الممزقةُ ثيابها
وشللي فراغاتها المفتقرة إليكِ بـ قليل من عشقكِ
الذي بتُ أتهجدهُ في أحلاميِ
وفي كل الأمنيات الذائبة على شفاه صمتي
كيف يعتليها الاصطبار
وأنتِ تقفي على سدرة
أحلامي المترامية على خصر السماء
أنتظر أن تصلني قوارب أوراقكِ وتحملني إليكِ
يا أنثاي التي ثقبت مآذن العشق بداخلي
تعالي واختبئي في خلاياي
وأبني بداخلها كهوفًا نعيش بداخلها
لـ نعود إلى نطفة الحياة
نعود إلى جاهلية العشق
إلى براءة المشاعر
نرتشف من ريق الشفق
ونتوسد ظلال القمر نستمع إلى أحلامنا في أنية السهر
التي أودعناها منذ أن تبرعمت بذور العشق في قلبينا
هل كبرت أحلامنا وأنجبت قبائل العشق
أم بقى العشق فيها خديج يستحي أن يصرخ
ليملئ الكون بـ اعترافاتنا
وبكل خطايا عشقنا
التي لا نرغب غفرانها
وبكل حماقةٌ استباحتها طفولتنا
.
.
تعالي نكسر الأغاني على جناح الغيم
و نهرب من أعين البشر وصوت الشجر
نستمع فقط إلى نبض قلبينا كيف يتحدثا
عند مدفئة الشتاء
وعزف المطر يظل يراقص مشاعرنا
لـ نهرب إلى العراء و نمارس كل طفولتنا
أبلل ثوبك وأغمض عينيك
و أرسمكِ طفلة بضفائرها على لوح الطين
وأظل أتحسس كل تفاصيلك
وهي تنبض بحروفي المحفورة داخلكِ
تعالي نفترش ضحكاتنا في كل زوايا الكون
ونترك الكواكب تنادينا
ونحن في سكرات العشق نعيش سرمدا
خذيني إليك وقيديني في أهدابك
وعلقي على قلبي أجراس تناديكِ كلما نبض قلبي
لـ تشدي وثاقي من جديد
.
.
فـ أنا رجلاً ثملت من كأس عشقك
وتركت روحي في باحات صدرك
تُقيم مأدبة العشق إسرافًا
وتزهد حين تعانقها الشهقات
فـ تأخذني إلى سراب حُلمي
الذي بات في نبضك صلوات
سـ تظل تُرتل
حتى تفيق أحلامي
