قصــــة منقووووووولة (علاقة حميمة لمستقبل آمن)
منيرة طالبة في الصف الأول الإبتدائي، تحاول منيرة صباح كل يوم التملص من المدرسة بالشكوى من آلام وزكام وحمى. حاولت الأم معرفة أسباب رفض منيرة الذهاب إلى المدرسة وتوقعت أن يكون السبب مضايقة الطالبات أو الخجل. مالم تتوقعه أم منيرة أن يكون السبب هو المعلِمة والتي تقول عنها منيرة " الأبلة ما تحبني". تصرفت أم منيرة بحكمة أن قابلت معلمة منيرة وأخبرتها بحال ابنتها. فوجئت المعلمة بكلام الأم واعترفت بعدم إعطاء منيرة الوقت الكافي من الاهتمام لتميز منيرة الأكاديمي، وأردفت أن عدد الطلاب الكبير في الفصل وصغر سنهم يجعلها تبدي اهتماماً للبعض دون الآخر حسب احتياجاتهم، ووعدت أن تهتم بمنيرة. ولكن هل يكفي هذا ؟ وماذا عن بقية الطلاب؟
إذا أراد المعلم أن يتعلم الطلاب فأول ما يجب توخيه هو بناء علاقة حميمة مع الطلاب يسودها الاحترام والاحساس بالأمان. الأمان أن يخطئ الطالب في الإجابة دون أن يغضب المعلم، والأمان أن يحاول الطالب الإجابة دون تهكم الطلاب منه، والأمان أن يحس بالاحترام وقيمته وقيمة أفكاره مهما بدت بسيطة. وبناء العلاقة الحميمة ليس اختياراً ولكنه واجب على المعلم المسئول. هناك عدة وسائل تساعد المعلم على تكوين مثل هذه العلاقة مثل أن:
يعاملهم وأسرهم باحترام
يعاملهم بعطف
يشعرهم باهتمامه بهم وبمستقبلهم وكتاباتهم وهواياتهم
يستمع لهم
يجعل بيئة الصف آمنة بعيدة عن التهكم والانتقاص وفقد الأعصاب
يستقبل إنجازاتهم وكتاباتهم وجهدهم مهما كان بالحفاوة والتقدير
يجعل بيئة التعلم غنية ومتنوعة
يستغل هواياتهم في التدريس
يقدرهم كل على حدى
العلاقة الآمنة لا تتنافى مع هيبة المعلم بل إنها من صميم دوره، كما أنها لا تعني أن يقصر المعلم في الجوانب الأخرى كتحسين مستواه كمعلم والعمل على جذب انتباه الطلاب بأسلوبه وطريقة تدريسه. لا يكفي أن يحب المعلم الطلاب ولكن يجب أن يحبه الطلاب. على قدر أيمان المعلم بالطالب تتشكل فكرة الطالب عن نفسه ويبنى جهوده على آمال هذا المعلم وإيمانه. المعلم الجيد دائم التحفيز ورفع همة الطلاب كأن يقول: "أنا متأكد أنك في نهاية الأسبوع ستكون قادرا على قراءة هذا النص أو الإملاء الجيد".
العلاقة الآمنة كذلك تحتضن النجاح لجميع الطلاب باختلاف مستوياتهم. في الصف نجد القارئ المتميز والقارئ المتوسط والطلاب ذوي الصعوبات. التعليم الجيد هوالتعليم الذي يكفل وصول المعلومات إلى جميع الطلاب. والتعليم الجيد هو التعليم الذي يدفع الطالب للأمام ويوقد جذوة حب العلم. من العبارات التي تتكفل بذلك عبارات التشجيع كقول: أنا مقتنع أنك تستطيع التوصل للحل، لقد توصلت للإجابة، لقد عرفتها، لقد توصلت للإجابة بنفسك، يبدو لي أنك فكرت جيداً قبل الإجابة، أستطيع القول بأنك فكرت. أخبرني المزيد عما وجدت، يعجبني أنك لم تيأس، تعجبني مواظبتك على تكرار المحاولة.
العلاقة الآمنة قائمة على احترام الطالب وبيئته ولغته الأصليةأو لهجته ولغة أسرته. كما أنها قائمة على احترام عادات وتقاليد الطلاب باختلاف جنسياتهم. ومن الاحترام التأكد بأن كل طالب أخذ حقه في الإجابة والإدلاء برأيه.
والعلاقة الآمنة كذلك تسودها القراءة الجهرية يومياً بتمثيلٍ وتعبير. عندما يختار المعلم النصوص المرحة أو المعلومات العامة أو القصص الواقعية
القصيرة يسود الصف جو من السكينة والألفة وهذه حظوة قد تقتصر على معلم اللغة العربية.