( تعلم أن تقول لا لا لا )
كلمة (لا) كلمة شديدة على النفس فلا أحد يحب أن يقابل مطلبه بالرفض وكلنا يتمنى أن يقال لنا في كل آن وحين:( تامر) (حاظر) (لبية) ..!
بيد أننا كثيرًا ما نكون مجبرين على قولها وفي أحيان أخرى يجب أن نقولها !
قد يطلب منك صديقاً طلباً مزعجًا وانت تعلم أنك ستتضرر إذا قمت به، فهل تقبل على استحياء أم تقول ( لا ) ؟
قد يتصل بك أحد الأشخاص الأعزاء ويطلب مقابلتك بشكل ملح في وقت قد خصصته لعائلتك وأولادي وتنتظرة طوال الأسبوع بفارغ الصبر فهل تقبل مقابلته على مضض أم تقول ( لا ) ؟
قس على ذلك قائمة مطالب لا تعد من جميع من حولك مجرد قبولك لها يحول حياتك إلى دوامة وأعباء تعييك ووعود تثقل كاهلك.
فما الحل في نظركم ؟
هل الحل هو في قول { لا } صراحة ؟؟
نعم إنه في قول ( لا ) وبوضوح !!
فأعلم أن قول ( لا ) صعب ومخجل وأعلم أن عدم تمكنك من قولها تعود
لاسباب منها : -
• أنك لا تريد أن يغضب منك أحد .
• لأنك لا تحب أن يقولها لك أحد.
• تريد قولها لكنك تستحيي من نطقها .
• خوفًا من ردة الفعل التي سيقابل بها الطرف الآخر رفضك .
ولكنك يجب أن تتعلم قولها وتتفن في فنّ الاعتذار وذلك لأسباب هامة منها
• خصوصياتك وأعمالك وطموحاتك ومشاغلك والتي قد تكون قول ( نعم )
يضر بها ويعمل على إفشالها.
• لأن الإحجام عن قول ( لا ) يثقل كاهلك مما يسبب لك إرهاقاً وإجهاداً يؤثّر على حياتك الشخصية والمهنية.
• استحيائك من قول (لا) قد يدفعك للدخول في وعود لا تستطيع الوفاء بها، أو على الأقل لست متأكدًا من الوفاء بها.
والسؤال الآن هو:- كيف تقول (لا) ؟
وهذه أربع مهارات تساعدك في هذا الأمر
• قلها وأنت تبتسم ابتسامة المعتذر ولا تقُلها بسرعة واحذر أن تلقيها بلامبالاة أشعرالطرف الآخر أنك آسف على عدم استطاعتك مساعدته.
• يفضل أن تسرد له مبررات رفضك لة ومعاذيرك فكلمة (لا)
وحدها قاسية وشديدة على النفس.
• قدّم له اقتراحات تساعده ولتكن اقتراحات عملية لا تجعلها تظهر بمظهر المتهرب من تلبية مطالبه .
• لا تختلق معاذيرأومبررات وإياك والكذب مهما حاول الطرف الآخر مجادلتك وإثناءك عن رفضك.
إنني لا أطالبك أخي القارئ بالتخلي عن تقديم يد المساعدة أوالتهرب من تلبية مطالب الآخرين وتغليب لمبدأ الأنانية وحب النفس لكنني أطالبك أن توازن بين ذاتك وما تحمله هذه الذات من طموحات وأفكار ومشاريع وخطط مستقبلية
وبين السعي في حاجة الناس وتلبية مطالبهم، فلا يجوز تغليب طرف على الآخر.
أعرف أن الناس تستحي من قول (لا) وفي ظنهم أن هذا سيوطئ لهم الأكناف وتأتي النتيجة العكسية وهي أن إسرافهم في قول (نعم)
كان مصيبة عليهم فالحياة فوضى والأولويات مبعثرة، وفوق هذا لم يستطيعوا أن ينفذوا وعودهم ويلبوا مطالب قد وعدوا بالقيام بها مما أسخط عليهم الآخرين ووجدوا ما هربوا منه واقعاً !
فاالحل في تعلم قول "لا"، وبالطريقة التي لا تؤذي أو تجرح.
وهذا الحل على استثقاله أول الأمر هو الذي سينقذك من كثير من المواقف
وشيئًا فشيئًا ستجد من حولك قد تعودوا على طريقتك وستجد أنك غير مجبر على قبول شيء فيه صبغة (التورط ) .
