رسالة معلمة تقنية معلومات
http://up.3dlat.com/uploads/13579217326.gif
وزارة التربية والتعليم وسباتٌ لا أدري متى سيُنفخُ في البوقِ فيُحشرُ العلم حياً
بدايةً أنوّه أنني معلمة تقنية معلومات أُدرِّس الحلقة الأولى
وأنني دخلتُ هذا المجال حباً في التدريسِ وبرغبةٍ صادقة في أن أؤدي رسالةً أُقابلُ بها ربي بوجهٍ حسن
ولكن وزارتنا أو القائمين عليها يأبون إلا أن ينسفوا أحلامنا وأهدافنا دون أن يلتفتوا للأمانة المُلقاة على عواتقهم
وقبل أن أبدأ الخوض في الكثير من الأمور سأترك لكم هذا الموضوع في الرابط أدناه لقراءة الردود
http://forum.moe.gov.om/showthread.php?t=582680
النشرة التوجيهية لمادة تقنية المعلومات للعام الدراسي 2014/2015م
وكما يتضح فإن الخطة المُدرجة من قِبل الوزارة هي ذاتها منذ العام 1999م ـ بداية تشكيل التعليم الأساسي في سلطنة عمان ـ
في كلِّ عامِ تُحلل المناهج، وفي كل عام نوضح بأن المنهاج غير قابل للتطبيق بسبب سوء بعض البرامج من ناحية وبسبب عدم مراعاة البيئة التعليمية والمستوى العلمي لطلاب السلطنة من ناحية أخرى، ولكن القائمين على هذا القسم وباعترافٍ منهم لا يأبهون بالحلقة الأولى وجُلّ تركيزهم على تطوير مناهج الحلقة الثانية، ونسوا أو تناسوا بأن البيت الذي لا قواعد له سيخِّر به سقفه ـ عاجلاً أو آجلاً ـ، ونسوا أيضاً أو تناسوا أن طلاب الحلقة الأولى لهم الحق في التعلم، كما ورد في الخطة الدراسية بإدراج حصة تقنية معلومات في الخطة الدراسية لهم، إذن يجب أن نمنحهم ما يدرسونه فعلاً، وهنا لن أنسى أن أذكر الجهد الذي تبذله المحافظات التعليمية ـ رغم أن كلّ محافظة تعمل بمفردها دون تنسيق مع المحافظات الأخرى ـ من أجل وضع منهاج يتوافق والحلقة الأولى، ولكن هنا نجد مشكلة أخرى، ألا وهي اختلاف المنهاج من محافظة لأخرى، مما يجعل الطالب الذي ينتقل من محافظة لأخرى يُصدم بمنهج لم يدرسه، ناهيك عن أن البرامج التي تُدرّس لا تتم دراستها بل مجرد مقترحات وتُطبّق، وهذا الأمر جعل طلاب الصف الثالث الأساسي هذا العام يدرسون برنامج (Move Maker) الموجود أصلاً ضمن الخطة التعليمية لطلاب الصف السابع، وهنا أتساءل: أُيعقل أن عقلية طالب في الثانية عشر من عمره تُشابه عقلية طالب في الثامنة؟!!!
أمرٌ آخر أود الخوض فيه علّه يجدُ صدىً، فقد بُحَّ صوتي ولكن لا حياة لمن تُنادي:
هذا الأمر خاص بحصة تقنية المعلومات الخاصة بالحلقة الأولى التي تُنفذ داخل مركز مصادر التعلم، إذ يُقسم الصف إلى مجموعتين، كل مجموعة لها درس خاص ومعلمة خاصة لا يفصل بين المجموعتين سوى رفوف المكتبة التي لا تُسمن ولا تُغني، مما يجعل الحصة يضيع جُلَّها بين هرجٍ ومرج، هذه تشرح وتلك تشرح والطلاب ضائعون بين هذه وتلك، ولكم طالبنا بفصل المجموعتين وتوفير ولو قاعة دراسية ننفذ بها الدروس، ولكن لا مجال لذلك، ناهيك عن طالبات الحلقة الثانية ـ وهذا خاص بمدرستي وبعض المدارس الأخرى ذات الحلقتين ـ اللواتي يحضرن للاستعارة سواءً استعارة الكتب أو البروكسيما ـ وهذا حقهن باعتبار أن المركز خاص بالحلقتين الأولى والثانية ـ ومع كل طرقة بابٍ ـ لأننا نقفله مضطرين لتنفيذ الحصص ـ مع كل طرقة بابٍ يلتفت الطلاب ويتشتت الذهن ونضيع لنبدأ لمّ شتات درسنا من جديد بعد أن يهدأ الوضع؟
أذكر أنني في العامين الماضيين لم أقسم الطلاب إلى مجموعتين ودرست الصف بأكمله خاصة وأن العدد كان لا يتجاوز الـ (24) طالباً في كل صف، وأثبت الأمر نجاحه، خاصة أن الطالب درس حصة تقنية(حاسوب) في كل أسبوع بدلاً من حصة كل أسبوعين في الوضع الحالي، ولكن قامت الدنيا عليّ ولم تقعد لأنني أُخالف قوانين الوزارة وحصلت على أسوأ تقرير في حياتي المهنية لأنني لا أتقيد بالضوابط الموضوعة من قِبل الوزارة، ورغم ذلك أقولها صدقاً ـ رغم أنني استأت في البدايةـ أن التقرير لا يعنيني، فمعده مسؤول عنه أمام ربه، وأنا مسؤولة عن طلابي أمام ربي، وقد اخترت أن أُرضي ربي وأؤدي الأمانة كما يجب ـ من منطلق الانقياد لقوله تعالى : " فإن أمن بعضكم بعضاً فليؤدِ الذي اؤتمن أمانته وليتقِ الله ربه " رضيِ من رضيِ وغضبِ من غضبَ ـ خاصة أنني لاحظت تحسن مستوى الطلاب في العاميين الماضيين لعدم وجود مشتتات أثناء سير الحصة
وسيتساءل البعض كيف حللتِ مشكلة أجهزة الحاسوب التي لا تزيد عن 15جهازاً في مركز مصادر التعلم؟
الأمر بسيط، حين قامت الوزارة بإحلال الأجهزة القديمة واستبدالها بجديدة تواصلت مع المحافظة وطلبت منهم السماح لنا بالاحتفاظ بالأجهزة القديمة بدلاً من رميها في مخازن المديرية، ومشكورين قبلوا بالأمر، الأمر الذي ساعدني في تدريس الطلاب، ولولا ذلك لكنت الآن أواجه مشكلة أخرى لأن عدد الطلاب في كل مجموعة يصل لـ(17) طالب وعدد الأجهزة الفعلي(15) بمعنى أن يبقى هناك طالبان بدون دراسة أو أن يتم استخدام الحاسوب الواحد من قِبل طالبين، وجميعنا نعلم أن الأطفال لا يتشاركون هذه الأمور،ربما لا يهم أن يتعلم الجميع في الحلقة الأولى ، فهم لم يكونوا يوماً مُهمين في نظر الوزارة وإلا لوجدناها تهتم بتطوير المناهج ـ كأضعف إيمانِ المرء ـ.
ولكنني في هذا العام واجهت مشكلة أخرى وهي الكثافة الطلابية، إذ وصل عدد الطلاب في الشعبة الواحدة إلى(33) طالب وهو يفوق العدد المسموح به في الأنظمة والذي يتوجب فتح شعبة جديدة، ولكن هيهات فلا قاعة صفية شاغرة، خاصة وأن المدرسة تضم طلاب الحلقتين الأولى والثانية ، وهذه بحد ذاتها مشكلة أخرى لا حل لها أيضاً
موضوعي هذا أراه مُشتتاً، وهو بحالته هذه يعكس حالة الشتات التي أحياها في مدرستي، ويحياها الكثير من المعلمين والطلاب تحت مظلة وزارتنا الموقرة
يكفينا صمتا
وسلامي للوزارة
