هادي يتمسّك بالاستقالة والحوثيون يقمعون التظاهرات
كشفت مصادر سياسية يمنية أمس، أن الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي صالح، ماضون نحو استكمال الانقلاب وتشكيل مجلس رئاسي، فيما يقاوم الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي ضعوطاً لإثنائه عن الاستقالة. وقالت المصادر لـ«البيان» إن الحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح يتّجهون نحو تشكيل مجلس رئاسي وتعليق العمل بالدستور وحل البرلمان خلافاً لما كان اتفق عليه مع أحزاب اللقاء المشترك الليلة قبل الماضية.
وحسب المصادر فإن لقاء كان مقرراً عقده أمس بين تكتل اللقاء المشترك والحوثيين ألغى فجأة مع أنه كان سيخصص لاستكمال الاتفاق وللتوقيع على التفاهمات التي تنص على إعادة إحياء مسار التسوية وتنفيذ الاتفاقيات والضغط على الرئيس عبدربه منصور هادي للتراجع عن الاستقالة.
وأضافت: «مع بداية الاجتماع المشترك طلب الجميع لقاء مع المبعوث الدولي جمال بنعمر وهناك تفاجأت أحزاب اللقاء المشترك بتراجع الحوثيين(عن الاتفاق) حيث انسحبت هذه الأحزاب من الاجتماع».
وقالت ثلاثة أحزاب رئيسية إنها أوقفت المفاوضات مع الحوثيين بعد تراجع هؤلاء عن الاتفاق السابق بالضغط على الرئيس عبد ربه منصور هادي للتراجع عن استقالته وتبنيهم مطالب تشكيل مجلس رئاسي.
ضغوط التراجع
ويتعرض هادي لضغوط كبيرة محلية وإقليمية من أجل العدول عن الاستقالة بعد تعذّر إكمال انقلاب الحوثيين. وقال قياديون في تكتل اللقاء المشترك لـ «البيان» إن لقاءات متواصلة عقدت الليلة قبل الماضية بين التكتل والحوثيين وأخرى مع المبعوث الدولي لليمن جمال بنعمر، كما استؤنفت هذه اللقاءات صباح ومساء أمس من أجل وضع اللمسات الأخيرة لصيغة اتفاق. في حين أكدت مصادر أن اللقاء بين بنعمر والأطراف السياسية فشل بسبب عدم حضور ممثل الحوثيين.
وحسب قيادات اللقاء المشترك فإن هادي يقاوم هذه الضغوط الكبيرة وأن اللقاء المشترك يشترط أن تكون عودته عن استقالته مرتبطة بشروطه هو وليس بشروط أي طرف آخر وبالذات جماعة الحوثي التي كانت سبباً في دفع الرئيس للاستقالة.
إدارة الجيش
وفي أول تصريح له بعد استقالته، اعتبر وزير الدفاع اليمني المستقيل اللواء الركن محمود الصبيحي أن المؤسسة العسكرية أصبحت تدار من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثي، فيما تستمر الضغوط متعدّدة الاتجاهات على هادي من أجل التراجع عن استقالته التي فشل البرلمان اليمني في الانعقاد للبت بها أمس، في وقت قمع المسلّحون الحوثيون تظاهرة في صنعاء ضد انقلابهم على الشرعية الدستورية.
ونقل موقع «عدن بوست» الالكتروني اليمني عن وزير الدفاع المستقيل اللواء الركن محمود الصبيحي قوله إن المؤسسة العسكرية أصبحت تدار من قبل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وجماعة الحوثي. ونقل مصدر صحافي عن وزير الدفاع في حكومة بحاح المستقيلة، قوله إن المؤسسة العسكرية «ستشهد انتفاضة عارمة وغير متوقعة».
عجز البرلمان
وقال مسؤولون في تكتل اللقاء المشترك لـ«البيان» إن البرلمان عاجز عن الفصل في استقالة الرئيس هادي بسبب مقاطعة نواب المحافظات الجنوبية ونواب آخرين من محافظات تعز ومأرب وإب والحديدة والبيضاء.
وكانت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أعلنت أن اجتماع البرلمان اليمني الذي كان مقررا أمس، أرجئ من جديد. وقالت إن «هيئة رئاسة مجلس النواب أقرت تأجيل الجلسة الطارئة» للمجلس الى «موعد آخر سيتم تحديده لاحقا ليتسنى إبلاغ أعضاء المجلس كافة بالحضور».
انسحاب «الناصري»
وعلى صعيد متصل انسحب التنظيم الناصري ومن بعده الحزب الاشتراكي من لقاء جمع الأحزاب السياسية مع المبعوث الدولي جمال بنعمر كان سيكرّس لمناقشة سبل إحياء التسوية السياسية.
وقال الأمين العام للتنظيم الناصري عبدالله نعمان لـ«البيان» إنه قرر الانسحاب بعد أن طرح ضرورة رفع الإقامة الجبرية عن الرئيس هادي ورئيس الوزراء خالد بحاح، وبقية الوزراء واحتجاجات على قمع المسلحين الحوثيين للمتظاهرين أمام جامعة صنعاء.
وأضاف: كيف يمكن لنا ان نتحاور والميليشيات تحاصر منزل كبار المسؤولين والحكومة وتقمع المحتجين؟ لكن الحوثيين رفضوا الاستجابة لتلك المطالب فقرر الانسحاب، وبعده انسحب عبد الرحمن السقاف لذات الأسباب.
إلى ذلك قالت وكالة إخبارية يديرها الحوثيون إن وساطة عمانية أقنعت الرئيس هادي في العدول عن الاستقالة. وقالت «وكالة اليمن الاخبارية» إن الاتفاق ينص على سحب المسلحين الحوثيين المعروفين باسم اللجان الشعبية من القصر الرئاسي ومن المعسكرات التي تم الاستيلاء عليها داخل العاصمة صنعاء. وأضافت «الاتفاق أبرم برعاية عُمانية وينص على الانسحاب الكامل للمسلحين الحوثيين من القصر الرئاسي ومن مجموعة الوية الصواريخ». وقالت إن تأجيل عقد جلسة مجلس النواب جاء بعد التوصل الى اتفاق سياسي في ساعة متقدمة من صباح أمس.
قمع التظاهر
ميدانياً، اختطف مسلحو الحوثي أكثر من 20 شاباً وشابة أثناء تظاهرة في ساحة التغيير بصنعاء. وقال شهود عيان لـ «البيان» إن عشر سيارات مليئة بالمسلّحين هاجموا عشرات الناشطين في مدخل جامعة صنعاء وأطلقوا النار في الهواء قبل أن يعتدوا عليهم بالضرب. وفرق المسلحون الذين يرتدون زي الأمن المتظاهرين بالرصاص الحي، واعتدوا على ثلاثة صحافيين كانوا يوثقون المظاهرة الرافضة لانقلاب الحوثيين.
وقال محمد اليمني، وهو أحد الشباب الناشطين إن «الشباب خرجوا تصعيداً للمظاهرات المطالبة باستعادة الدولة وجميع ما نهبه الحوثيون من ممتلكاتها .. إلا أنهم تفاجأوا بمسلّحين حوثيين يرتدون زي الأمن العام قاموا بإطلاق الرصاص الحي في الهواء واستخدموا العنف لتفريق تلك المظاهرة». وأضاف أن هؤلاء المسلحين اعتقلوا سبعة من الشباب المتظاهرين، كما قاموا بالاعتداء على الفتيات المشاركات في المظاهرة.
وتحدث بعض الشهود عن جرحى من المتظاهرين، فيما قال آخرون إن عدداً من المحتجين أوقفوا من قبل حركة انصار الله أو الحوثيين. وقال شهود إن المسلّحين هاجموا صحافيين ومنعوهم من تصوير فرار عشرات المتظاهرين. وقد عززوا وجودهم المسلح في قطاع جامعة صنعاء لمنع أية محاولة للتجمع.
حصار القيادة الجوية
قالت مصادر عسكرية إن المسلحين الحوثيين حاصروا مقر قيادة القوات الجوية المجاورة لمطار صنعاء، ومنعوا قائد القوات راشد الجند من الدخول إلى مكتبه.
وحسب المصادر فإن الجند دخل إلى قاعدة الديلمي الجوي، لكن الحوثيين منعوه من دخول مبنى القيادة المتواجد داخل القاعدة.
