نزل لفظ القلم في أكثر من موضع في القراءن الكريم لما له من مكانه عظيمة وشأن كبير
ففي قوله تعالى :بسم الله الرحمن الرحيم{الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَم) (العلق:4)هذه الآيه تدل على مكانه القلم فهو وسيلة للعلم وللنهوض بالأمم وإنتشالها من غياهب الظلمه والجهل إلى النور والعلم
وهو وسيلة لرقيها وتطورها إذا ما أستعمل كاداة علم وفكر
ولما كان للقلم هذا الدور العظيم والبالغ والمكانه الرفيعه أقتضى سبحانه وتعالى أن يقسم به
فقال تعالى:بسم الله الرحمن الرحيم{ن، والقلم وما يسطرون}صدق الله العظيم
بما أن الله سبحانه وتعالى جعل للقلم هذه المكانه العاليه فلا بد على من يسطر به أن تكون تسطيراته تحمل العظمه نفسها عظمه القلم ومكانته
وذلك لإن سبحانه وتعالى في هذه الآيه إقترن القلم بالتسطير وجعل التسطير معطوفه على القلم
أي يجب ان يكون المعطوف يحمل نفس مكانه المعطوف عليه
وكذلك أقسم به وسبحانه لا يقسم إلا بعظيم
ولكن بعض من بنو البشر أحطو من قيمه هذا المخلوق العظيم ومن مكانته الساميه التي خلق لها
فتجد هناك من جعل القلم وسيلة للكسب فباعوه بثمن بخس فزيفو الحقائق ونمقو الأقوال وتلاعبو بأفكار الناس
وهناك من جعله وسيلة ليبث سموم أفكاره ومعتقداته ليسمم بها عقول الآخرين
وهناك من جعله وسيله للفتنه والتفرقه وزعزعه الوحده والنكوص بالأمه الإسلامية
وهناك من جعل له مآرب آخرى لا ترضي الله ولا تحقق للقلم مكانته العظيمه
هذه الأقلام إنحدرت من مكانتها العظيمه إلى الدرك الأسفل من الإنحطاط وتحولت من أداه تنوير إلى أداه تظليم فهنا لابد أن يحكم عليها بالإعدام حتى لا تقوم لها قائمه وحتى يكون هناك مجال لإقلام جميله تولد
أصحابها يعرفون مكانتها ويقدرونها ويسخرونها لمهمتها العظيمه التي خلقت لإجلها
بارك الله أقلامكم وجعلكم أهلا لها
