«قتال شوارع» في البرلمان التركي
شهد البرلمان التركي عراكاً عنيفاً بين النواب استخدمت فيه المطارق والكؤوس والأيدي في مشهد حوّل البرلمان إلى ساحة قتال شوارع أسفرت عن نقل العديد من النواب إلى المستشفى، بسبب الخلاف على مشروع قانون مثير للجدل يعزز سلطات الشرطة.
وأفاد بعض النواب لوسائل الإعلام ان النواب تعاركوا بالأيدي وتراشقوا بالأكواب الزجاجية وبعضهم استخدم مطرقة رئيس المجلس الخشبية طيلة دقائق بعيدا عن اعين الاعلام نظرا لكون الجلسة مغلقة. واصيب اربعة نواب بجروح استدعت نقلهم الى المستشفى.
وروى ارتوغرول كورتشو من حزب الشعب الجمهوري الذي أصيب في رأسه للتلفزيون: «غالباً ما يشهد البرلمان عراكاً لكنها المرة الأولى التي اشهد فيها أمراً مشابهاً».
وكان مشروع قانون «اصلاح الأمن الداخلي» الذي اثار الخلاف هذه المرة. وأثار المشروع انتقاداً في الداخل وفي الخارج لأنه يعزز سلطات الشرطة ويجيز لها توقيف مشتبه بهم والتنصت والقيام بمداهمات على اساس الشبهة دون الحاجة لاستصدار تصريح من احد القضاة.
وقالت النائبة عن حزب الشعب الجمهوري ميلدا أونور: «هذه هي المرة الأولى التي أرى فيها نقالة طبية تدخل البرلمان. كانت أكواب المياه تتطاير في الهواء والناس يتدحرجون على الأرض وكان هناك شخص يمسك بمطرقة». وأضافت: «بالنظر الى ما حصل في البرلمان لا اريد أن أفكّر عما سيحصل في الشوارع عندما يدخل القانون حيز التنفيذ». وخلال عام فقط، شهد البرلمان التركي عراكاً بالأيدي مرتين على الأقل بين النواب.
وبينما لا تزال البلاد تحت تأثير الصدمة التي اثارتها قضية الطالبة أوزغيه جان اصلان التي تعرضت للاغتصاب والقتل قبل ان تحرق جثتها الأسبوع الماضي، وقع حادث جديد ضمن «دوامة العنف» التي نددت بها عدة وسائل إعلام، فقد تعرض صحافي ناشط في الدفاع عن حقوق الانسان للقتل بسكين في اسطنبول بيد تاجر لأنه القى كرة ثلج أصابت واجهة محله.
وندد أقرباء الضحية بما وصفوه بأنه «جريمة الكراهية» لأن الصحافي كان ضمن مجموعة شاركت قبل بضع ساعات في الحي نفسه بتظاهرة ضد مشروع القانون. وحملت الصحف المعارضة أردوغان مسؤولية التوتر الأخير. وكتب المحرر مصطفى أكيول أن أردوغان حول البلاد إلى «جمهورية الكراهية».
