«داعش» يحرق 50 شخصاً

فكّت القوات العراقية الحصار الذي فرضه تنظيم داعش الإرهابي على المجمع السكني في ناحية البغدادي بعد معارك عنيفة مدعومة بغطاء جوي من طيران التحالف الدولي قتل خلالها 40 إرهابياً بعد يوم من وصول لواء مدرع إلى قاعدة عين الأسد للمشاركة في تحرير 1200 عائلة كان التنظيم يهدد بذبحهم وقضى العديد منهم جوعاً وسط تأكيد القوات العراقية أن الحملة ستستمر حتى تحرير كامل الناحية، في وقت قتل «داعش» حرقاً 50 شخصاً في مدينة هيت، فيما برزت أصوات تدعو الأطراف السياسية إلى الموافقة على نشر قوات حفظ نظام دولية في المناطق التي تمّ تحريرها من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي.
وأعلن عضو مجلس ناحية البغدادي عبدالجبار العبيدي، أن قوة أمنية مشتركة تمكنت من فك الحصار الذي فرضه «داعش» على المجمع السكني في الناحية والذي يضم 1200 عائلة. وقال العبيدي إن قوة مشتركة من الشرطة الاتحادية والفرقة الذهبية تمكنت من فك الحصار، مؤكداً «إبعاد التنظيم الإرهابي لمسافة كيلومترين عن المجمع بعد نشر قناصين من الفرقة الذهبية فوق أسطح المجمع».
مساعدات غذائية
وأضاف: «تم إيصال مساعدات غذائية وإنسانية لأهالي المجمع مع فرض حظر التجوال الشامل داخله تحسباً لخروقات أمنية أو تسلل لعناصر داعش داخل المجمع»، موضحاً أن «القيادات الأمنية التي فكت الحصار عقدت اجتماعاً مع مجلس البغدادي لتدارس الوضع ومناقشة نقل الأطفال الذين تعرضوا لحالات تسمم إلى مستشفيات مدن الأنبار أو خارجها».
وذكرت مصادر أن الأهالي المحاصرين في المجمع كانوا يعيشون أوضاعاً إنسانية مأساوية بسبب انعدام الغذاء والماء والخدمات، وحدوث حالات تسمم لعشرات الأطفال لشربهم ماءً يحتوي على كبريت من إحدى الآبار.
بدروه، قال مصدر أمني إن توغل القوات العراقية جاء مدعوماً بقصف لطيران التحالف الجوي المتمركز في قاعدة عين الأسد القريبة من البلدة الأمر الذي أوقع خسائر فادحة في صفوف التنظيم. وكان مجلس محافظة الأنبار أعلن عن وصول لواء مدرع إلى قاعدة عين الأسد لتحرير ناحية البغدادي وفك الحصار عن الأسر المحاصرة في المجمع السكني.
معارك مستمرة
من جهته، أكد قائد شرطة محافظة اللواء الركن كاظم الفهداوي أن «معارك الحسم» مستمرة في ناحية البغدادي وستشمل جميع المناطق الغربية ومنها هيت والقائم حتى تطهيرها بالكامل من فلول الإرهاب.
وأضاف الفهداوي أن «القوات الأمنية وبدعم من طيران التحالف تمكنت من تطهير الطرق الرئيسية المحيطة بناحية البغدادي»، مبيناً أن «هذه الطرق تشهد الآن معارك عنيفة مع عناصر داعش الذين لم يستطيعوا الرد على مصادر نيران قوات الجيش والشرطة».
كما كشف مصدر أمني عن أن حصيلة قتلى التنظيم الإرهابي بلغت 40 قتيلاً. وأضاف أن القوات الأمنية نجحت في تدمير 17 عجلة وتفجير سبع سيارات مفخخة مع تدمير أربعة مخابئ للأسلحة والصواريخ في ناحية البغدادي ومازالت المعارك مستمرة لحد الآن.
حرق 50
في غضون ذلك، أعلن تلفزيون «العراقية» الحكومي أن تنظيم داعش قام بإعدام 50 عراقياً حرقاً في مدينة هيت شمال غرب الرمادي. كما كشف زعيم عشيرة البو نمر، نعيم الكعود أن التنظيم حفر خندقاً عرضه ثلاثة أمتار وبعمق مترين في قضاء هيت لتنفيذ عملية الإعدام حرقاً بحق المعارضين له.
عمليات تكريت
من جهة أخرى، كشف مصدر أمني أن قطعات عسكرية كبيرة وسرايا من الحشد الشعبي وصلت إلى قضاء سامراء للمشاركة في عملية تحرير مدينة تكريت وبقية مناطق محافظة صلاح الدين، مبيناً أن تلك القوات ستعمل على تطهير منطقة مكيشيفة من عناصر التنظيم قبل التوجه إلى تكريت.
وكانت اللجنة الأمنية بمجلس محافظة صلاح الدين أعلنت عن وصول معدات عسكرية وقوات كبيرة إلى قيادة عمليات سامراء، وأكدت أن التنظيم أصيب بـ«الانهيار والتراجع» بعد تمكن القوات الأمنية من السيطرة على أجزاء كبيرة من مدن صلاح الدين. في الموصل، أفاد مصدر في قوات البيشمركة، بأن عشرات الإرهابيين سقطوا بين قتيل وجريح بقصف لطيران التحالف الدولي على مواقع وتجمعات لتنظيم داعش بالقرب من جسر بادوش غرب الموصل.
قوات حفظ سلام
في المقابل، دعت مستشارة رئيس مجلس النواب العراقي لشؤون المصالحة الوطنية، وحدة الجميلي، القوى والأطراف السياسية إلى الموافقة على نشر قوات حفظ نظام دولية في المناطق التي تمّ تحريرها من قبل القوات الأمنية والحشد الشعبي.
وقالت الجميلي، في تصريح صحافي إنه إذاً لا نسلح العشائر ولا نرغب بالحشد الشعبي ولا نؤمن بالقدرة العسكرية فلنتجرأ ونطلب قوات حفظ نظام دولية.
وأشارت إلى أن «على السياسيين أن يتجرأوا ويطلبوا من المجتمع الدولي أن يأتي بقوات حفظ نظام دولية، وليس قوات قتالية برية، تكون في المناطق التي شهدت احتلالاً من قبل داعش، وتشهد حالة من الصراع من أجل الحفاظ على هويتها أو الحفاظ على حدودها»، مبينةً أنه «لا يمكن أن تكون هناك قوات حيادية أكثر من قوات حفظ النظام الدولية، للسيطرة على أمن المناطق المتصارعة وعلى حدودها».
6
ذكرت قوة المهام المشتركة أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ ست ضربات جوية على أهداف «داعش» في سوريا والعراق. وشملت أحدث الضربات غارة على موقعي قتال لتنظيم الدولة قرب كوباني السورية حيث تتصدى القوات الكردية للتنظيم بمساعدة التحالف. وأضافت قوة المهام المشتركة في بيان أن خمس ضربات نفذت قرب مدن الأسد والرطبة والموصل وسنجار في العراق ودمرت مباني وقوارب وعربات وموقع قتال.
كارتر يلزم الصمت بشأن موعد هجوم الموصل
قال وزير الدفاع الأميركي الجديد اشتون كارتر أمس إنه لن يعلن الموعد الدقيق لهجوم عراقي متوقع لاستعادة مدينة الموصل من مقاتلي تنظيم داعش بعد أن أثار لقاء صحافي لمسؤول عسكري أميركي ضجة.
وقال كارتر للصحافيين قبل فترة وجيزة من وصوله إلى أفغانستان: «أعتقد أن الشيء الوحيد الذي أود أن أقوله عن ذلك هو أن هذا(الهجوم) سيكون هجوما يقوده العراقيون وتدعمه الولايات المتحدة. ومن المهم شنه في وقت يمكن أن ينجح فيه. حتى إذا كنت أعرف على وجه الدقة موعد الهجوم فلن أقول لكم».
ومن غير المعتاد إلى حد كبير أن يعلن الجيش الامريكي سلفا عن توقيت هجوم مقبل ولاسيما إلى مجموعة كبيرة من الصحافيين. وبعث عضوان مؤثران في مجلس الشيوخ الأميركي هما جون مكين وليندسي جراهام رسالة لاذعة إلى البيت الأبيض أول من امس يشكوان فيها من لقاء صحافي يوم الخميس توقع احتمال أن يبدأ هجوم الموصل في ابريل أو مايو المقبلين ويضم ما بين 20 ألفا و25 ألف جندي عراقي وكردي. وقال مكين وجراهام في رسالتهما للرئيس باراك أوباما:
«هذه التسريبات لا تعرض نجاح مهمتنا للخطر فحسب وإنما قد تكلفنا أيضا حياة جنود أمريكيين وعراقيين ومن التحالف». وطلب مكين وجراهام في رسالتهما إلى أوباما معرفة شخصية المسؤول الأميركي الذي تحدث للصحافيين شريطة عدم نشر اسمه . وطلبا أيضا معرفة ماإذا كان هذا المسؤول قد حصل على موافقة مسبقة من البيت الأبيض.