الدعم الخليجي يتجدّد لهادي واستقرار اليمن
اختتم الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني زيارة قصيرة إلى عدن، وهي خطوة وصفها مراقبون بأنها أقوى تعبير عن دعم مجلس التعاون الخليجي لليمن واستقراره وشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، في حين لم تتطرق المصادر التي تحدثت عن الزيارة عن شيء له علاقة بنقل سفارات خليجية من صنعاء إلى عدن.
وأكد الزياني دعم مجلس التعاون للرئيس اليمني والجهود التي يبذلها لاستكمال العملية السياسية السلمية، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، وأكد أن الدعم المالي والسياسي الذي تقدمه الحكومات الخليجية للنظام الرئيس هادي لن يتوقف، مؤكداً متانة العلاقة بين الخليج واليمن، ومجدداً الدعوة للقوى السياسية اليمنية والأحزاب إلى الالتفاف حول الرئيس هادي ودعم جهوده.
وشدد على أن مجلس التعاون سوف يواصل مساعيه لتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن، ومساعدة الشعب اليمني للخروج من الأوضاع الصعبة التي يعيشها، حيث واصل الحوثيون تنفيذ فصول مخططهم الانقلابي، وسيطروا أمس على معسكر للقوات الخاصة، كما قمعوا بالرصاص مسيرة حاشدة نظمها مناهضون لهم في صنعاء، واعتدوا على صحافيين، وأخذوا كاميراتهم.
استقبال الزياني
واستقبل هادي في القصر الجمهوري في عدن الأمين العام لمجلس التعاون والوفد المرافق الذي ضم سفراء دول مجلس التعاون في اليمن، ومبعوث الأمين العام لليمن، ورئيس بعثة مجلس التعاون في صنعاء، ووفداً رسمياً.
ونقل الأمين العام إلى الرئيس اليمني تحيات قادة دول المجلس ووزراء الخارجية، بمناسبة خروجه من مقر إقامته الجبرية في صنعاء، ووصوله إلى عدن سالماً معافى.
ورحب الرئيس اليمني بالأمين العام والوفد المرافق، معبراً عن تقديره البالغ للموقف الداعم والمساند من قادة دول مجلس التعاون لليمن وشعبه في هذه الظروف الصعبة التي يعيشها، مشيداً بموقف دول المجلس الداعم للشرعية والجهود التي تبذلها لإخراج اليمن من محنته وتعزيز الأمن والاستقرار في اليمن.
معسكر القوات الخاصة
قالت مصادر في معسكر للقوات الخاصة بالجيش اليمني إن مسلّحين من الحوثيين سيطروا على المعسكر (الحرس الجمهوري سابقاً) في وقت مبكر أمس بعد قتال استمر أثناء الليل. وقال جنود من المعسكر إن الاشتباكات في المعسكر الواقع بالعاصمة صنعاء استمرت نحو ست ساعات، وبدأت في وقت متأخر مساء الثلاثاء عندما قصف الحوثيون المعسكر بالأسلحة الثقيلة. وقتل عشرة أشخاص على الأقل في الاشتباكات. وقال الجنود إن قيادة المعسكر غادرت بعد منتصف الليل عندما سيطر الحوثيون على معظم المناطق الحيوية في المعسكر.
وقال مصدر عسكري رفيع المستوى طلب عدم ذكر اسمه إن مسلحي الحوثي سيطروا على المعسكر التابع للجيش في منطقة الصباحة غربي العاصمة، بعد أوامر من قائد المعسكر لمنتسبيه بوقف القتال. وأشار المصدر إلى أن مسلحي الحوثي اقتحموا مساء أمس معسكر القوات الخاصة بالأسلحة الثقيلة والدبابات. وأضاف أن «قائد المعسكر العميد الركن أحمد الشيعاني أمر منتسبي المعسكر بوقف القتال بعد ساعات من الاشتباكات، وهو ما أدى إلى دخول الحوثيين للمعسكر والسيطرة عليه».
نهب أسلحة
ولفت إلى أن مسلحي الحوثي نهبوا كميات كبيرة من الأسلحة من هذا المعسكر المهم، ونقلوها إلى أماكن في صنعاء ومحافظة عمران شمالي البلاد. وقال إن سيطرة الحوثيين على المعسكر جاءت بسبب خيانة واضحة من قائده الذي سلمه لهم بعد أمره بإيقاف القتال.
وفي تفصيل ما أوردته مواقع إخبارية، قالت مصادر عسكرية إن نائب رئيس هيئة الأركان اللواء زكريا الشامي توجه إلى مقر القوات الخاصة، ومعه مذكرة من وزير الدفاع المكلف من قبل جماعة الحوثي، تفيد بتسليم البوابة الرئيسة للمعسكر إلى مسلحي الجماعة.
وأكدت المصادر أن مسلحي الحوثي تسلموا بوابة القوات الخاصة وفقاً للمذكرة التي حملها الشامي، بعدما تم دحرهم وتكبيدهم خسائر فادحة من قبل أفراد القوات الخاصة. وأوضحت المصادر أنه سقط العشرات من مسلّحي الحوثي بين قتيل وجريح، فيما قتل أحد منتسبي القوات.
مسيرة في صنعاء
وتعرضت مسيرة حاشدة نظمها مناهضون للحوثيين في صنعاء أمس لإطلاق رصاص من قبل مسلّحين. وقال مشاركون في المسيرة إن مسلّحين حوثيين أطلقوا الرصاص الحي على المتظاهرين، واعتدوا على الصحافيين، وأخذوا كاميراتهم.
وقال محمد اليمني، أحد المتظاهرين، إن عدداً من المسلحين الحوثيين اجتمعوا أمام البنك المركزي، وجسر الصداقة قرب باب اليمن، وحاصروا المتظاهرين، كما أطلقوا قنابل صوتية لتفريق المتظاهرين.
وكان آلاف المتظاهرين احتشدوا في العاصمة في مسيرة حاشدة، لتأكيد شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ورفض وجود مسلحي الحوثي في صنعاء.
ورفع المتظاهرون شعارات نددوا فيها بوجود المسلحين، وطالبوا برفع الإقامة الجبرية عن رئيس الوزراء اليمني المستقيل خالد بحاح.
وقال شعيب القديمي، أحد المشاركين في المسيرة، إن هذه المسيرة تتزامن مع مسيرات عدة في سبع محافظات أخرى، لتأكيد شرعية الرئيس هادي، ورفض وجود المسلحين، والمطالبة بنقل العاصمة إلى عدن. وشهدت مدينة تعز تظاهرة مليونية، تأييداً للشرعية الدستورية المتمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته، ورفضاً للإجراءات الانقلابية التي أقدمت عليها جماعة الحوثي المسلحة، وسطوها على مؤسسات الدولة في العاصمة.
وطالب المتظاهرون رئيس الجمهورية بالإسراع في إصدار قرارات تطيح الإجراءات الانقلابية، وتطهير مؤسسات الدولة من الانقلابيين ومحاكمتهم. ورفع المتظاهرون شعارات منددة بالحوثيين ومؤيدة للشرعية، كما لوحظت شعارات كثيفة تسخر من مجلس الأمن.
اغتنام مدرعة
وقالت مصادر إن اللجان الشعبية في مطار عدن الدولي اغتنمت مدرعة عسكرية تابعة للأمن المركزي، بعد اندلاع مواجهات لم تسفر عن إصابات، وأفادت المصادر ذاتها أن عناصر اللجان الشعبية أسقطت مدرعة للأمن المركزي في خور مكسر، بعد مواجهات مسلحة لم تتعدَّ الدقائق فقط، وعلى صعد الخبر أفاد شهود عيان باشتباكات دارت في مديرية المعلا بين عناصر اللجان الشعبية وجنود الأمن المركزي في محيط مبنى المحافظة ومنشآت حجيف.
2
نشر ناشطون على الفيس بوك صوراً لطائرة تستعد للانطلاق من الدوحة إلى صنعاء، وهي تحمل راكبين فقط.
وقال المهندس محمد عثمان على صفحته في الفيس بوك إن الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية أقلعت من مطار حمد بالدوحة، وهي تحمل راكبين فقط، في مؤشر خطر إلى عزوف المسافرين من التوجه إلى اليمن، نتيجة الأوضاع السيئة التي تعيشها البلد عقب سيطرة مسلحي الحوثي على العاصمة صنعاء، مستغرباً كيف تتحرك طائرة براكبين.
