القوات العراقية تتأهب لتحرير صلاح الدين
تتأهب القوات العراقية لبدء عملية تحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش، في وقت سيطرت قوات البيشمركة الكردية على طريق استراتيجي ثانٍ قرب الحدود مع سوريا، بينما سيطرت القوات الكردية في سوريا على طريق إمداد رئيسي للتنظيم من العراق، فيما وصلت أسلحة أميركية إلى العراق استعداداً لبدء عملية تحرير الموصل.
وأفادت مصادر عسكرية أمس، بأن القوات العراقية وضعت في حالة تأهب قصوى استعدادا لشن عملية واسعة النطاق لتحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش.
وقالت المصادر لـ«د.ب.أ» إنه من المتوقع أن تبدأ العملية في غضون الساعات القليلة المقبلة، فيما بدأت المدفعية العراقية الليلة قبل الماضية بدك مواقع مسلحي التنظيم في مناطق شرقي وشمالي سامراء تمهيدا للعملية.
وأوضحت المصادر أن عمليات القصف شملت مناطق شيخ محمد وسور شناس والبوخدو وجميع القرى الواقعة الى الشمال من سامراء وان القصف جاء لإعادة انتشار القوات في المنطقة وأخذ المواقع النهائية للشروع بالهجوم المرتقب لطرد التنظيم من جميع مناطق محافظة صلاح الدين.
وذكرت المصادر أن دبابات وناقلات جند مدرعة وصلت إلى صلاح الدين قادمة من محافظة ديالى لتعزيز محور الهجوم الشرقي الذي سيبدأ من جنوبي جبال حمرين نحو منطقة الفتحة من اجل قطع خطوط الإمداد عن عناصر «داعش».
وأشارت إلى أن الهجوم سيكون كاسحاً وسريعاً وسيشمل جميع محاور القتال في الدور والعلم وتكريت وبيجي ومكيشيفة بهدف منع عناصر التنظيم من المناورة بما بقي من عناصره.
من جهته، دعا محافظ صلاح الدين رائد الجبوري موظفي الدولة وخصوصاً الأطباء والعاملين في مجال الخدمات كالماء والكهرباء الى الاستعداد للعودة الى اعمالهم في تكريت والمدن الاخرى من اجل إعادة الحياة اليها استعداداً لعودة النازحين.
وقال المحافظ في اجتماع عقدة في سامراء مع القيادات الأمنية ومسؤولي الدوائر في محافظة صلاح الدين إن على الجميع الاستعداد للعودة الى العمل لان انطلاق عملية التحرير باتت وشيكة ويجب أخذ كل الاحتياطات اللازمة لإعادة الحياة الى المدن التي دمرها «داعش».
وتقوم القوات العراقية بقصف كثيف على مناطق تكريت والدور والعلم استعداداً للهجوم ما ادى الى نزوح العوائل المتبقية من مناطق الدور والبوعجيل وتكريت نحو مركز ناحية العلم.
ورجحت مصادر في الجيش العراقي عدم حدوث معارك طاحنة خلال عملية التحرير بسبب انسحاب معظم عناصر داعش وعوائلهم الى خارج المحافظة وانهم تركوا فقط مجاميع من الانتحاريين والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة بهدف عرقلة تقدم القوات وإيقاع اكبر قدر من الخسائر بها.
سيطرة استراتيجية
تزامناً مع ذلك، فرضت قوات البيشمركة الكردية أمس، السيطرة على مجمعين حدوديين يقعان شمال غربي الموصل كان التنظيم سيطر عليهما بعد اجتياح محافظة نينوى في يونيو عام 2014، في ثاني تقدم على هذه الجبهة خلال الساعات القليلة الماضية.
وأفاد العقيد سربست مصطفى أحد قادة البيشمركة في الموصل أن قوات البيشمركة سيطرت على مجمع «خاصوك أوتل مشرف» على بعد خمسة كيلومترات من ناحية سنجار الشمالية بعد قصف جوي من قبل التحالف الدولي وقصف مدفعي من قبل قوات البيشمركة ما أدى الى فرار عناصر داعش الى داخل مدينة الموصل. وقال إن البيشمركة فرضت سيطرة كاملة على ناحية «سنوني» والتي تعد الطريق الاستراتيجي الحدودي لعناصر داعش والذي يربط سوريا بمدينة الموصل ما أدى الى قطع طريق الإمدادات للتنظيم.
خطوط إمداد
على الجانب السوري، قطع مقاتلون أكراد خطوط إمدادات من العراق لمسلحي «داعش» في شمال شرق سوريا.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن وحدات حماية الشعب قطعت طريقا رئيسيا يربط تل حميس بالهول وهي بلدة تقع على بعد عدة كيلومترات من الحدود العراقية. وقال إن هذا الطريق هو الشريان الرئيسي لـ«داعش». وأضاف إن وحدات حماية الشعب سيطرت على أكثر من مئة قرية في المنطقة.
وذكر المرصد أن ما لا يقل عن 132 مقاتلاً من التنظيم قتلوا منذ يوم السبت الماضي في معارك مع القوات الكردية في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا.
نشر قوات
من جهته، دعا رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت الحكومة العراقية إلى إغلاق الحدود البرية بين العراق وسوريا لمنع تدفق عناصر التنظيم. وقال إن «على القائد العام للقوات المسلحة رئيس الحكومة حيدر العبادي نشر قوات عسكرية على الحدود مع سوريا وتحريرها من قبضة الإرهابيين بغية عدم تدفقهم إلى الأراضي العراقية لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية».
وذكر أن آلاف العناصر الإرهابية يدخلون وبشكل دائم إلى الأراضي العراقية وبالعكس وبسهولة تامة فضلا عن قيام عناصر «داعش» بنقل العديد من الأسلحة المغتنمة من الجيش العراقي إلى الأراضي السورية وأن ضبط الحدود مع سوريا له أهمية في السيطرة على الوضع الأمني في البلاد.
أسلحة أميركية
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أن حوالي عشرة آلاف بندقية من طراز «إم-16» وإمدادات عسكرية أخرى بقيمة حوالي 17.9 مليون دولار وصلت إلى العراق هذا الأسبوع فيما تعزز القوات الأميركية تدريبها وإمدادها لقوات الأمن العراقية التي تقاتل متشددي «داعش».
وقال الناطق باسم البنتاغون ستيف وارن، إن واشنطن أرسلت 232 من صواريخ هيلفاير للقوات العراقية في فبراير الحالي، ولفت إلى أن البنتاغون سلم القوات العراقية 250 مدرعة ومركبات مقاومة للألغام.
وأوضح وارن أن أجهزة الراديو للمركبات المدرعة ستصل الشهر المقبل، مشيـرا إلى أن واشنطن أرسلت أيضاً 10 آلاف منظار رؤية ليلي للجيش العراقي، وهي جزء من اتفاق عسكري مع بغداد.
ضربات وقتلى
إلى ذلك، قالت قوة المهام المشتركة إن الولايات المتحدة وحلفاءها نفذوا 15 ضربة جوية ضد «داعش» منذ أول من امس.
وأضافت في بيان أن تسع ضربات جوية نفذت في سوريا بينها ست استهدفت ثلاث وحدات تابعة لمقاتلي التنظيم وعدة مواقع قتالية قرب بلدة عين العرب الحدودية.
وقال البيان إنه نفذت في العراق ست ضربات جوية قرب عين الأسد والموصل والرمادي وقصفت أربع وحدات للمتشددين إضافة إلى 11 مبنى تابعا للتنظيم.
وأعلن الجيش العراقي عن مقتل وجرح 68 مسلحاً في غارات شنها الطيران العراقي في قاطع أبو غريب غربي العاصمة بغداد.
وقالت قيادة عمليات بغداد في بيان إن «القوة الجوية العراقية وطيران الجيش نفذت عملية تعرضية لأوكار الإرهابيين ضمن قاطع أبو غريب وتمكنت من قتل 50 إرهابياً، وجرح 18 آخرين وتدمير تسعة أوكار للإرهابيين وأربع عجلات تحمل أسلحة أحادية».
تدريب
أعلن وزير الدفاع البريطاني، مايكل فالون، عن انتهاء تدريب نحو ألف مقاتل من قوات البيشمركة الكردية على يد عدد من الضباط البريطانيين وذلك في الدورة الأولى للتدريب التي جرت في معسكر بالقرب من أربيل بإقليم كردستان العراق.
وأوضح الوزير، أن «بعضاً من مقاتلي البيشمركة تم تدريبهم في معسكرات تقع في الأراضي التركية والبعض الآخر تم تدريبه على الأراضي العراقية»، مشيرا إلى أنه تم «تدريب هؤلاء المقاتلين على كيفية استخدام الأسلحة الخفيفة والثقيلة سواء كانت دفاعية أم هجومية، والتي تم تزويدهم بها في وقت سابق، منها صواريخ مضادة للدروع».
وقال فالون إن «بلاده ستقدم أسلحة إلى قوات البشمركة لتتمكن من الدفاع عن نفسها في مواجهة داعش».
