الــــــــــــــحــــــــــــــريـــــــــة
http://files2.fatakat.com/2011/4/13016850251292.gif
لا تشكل الحرية مفهوما أو قيمة من القيم الأساسية فحسب وإنما هي ضرورة حياتية وتربوية كبرى ، إذ أننا نعرف أن كثيرا من ارتقاء الإنسان منوط بإحساسه بأن عليه مسؤوليات تجاه خالقه سبحانه وتعالى وتجاه نفسه وأهله وبلاده ، وهذا الشعور لا يتكون لدى المرء إلا إذا شعر أنه حر ، يستطيع أن يقدم ويحجم ويستطيع أن يعطي وأن يمنع والحرية شرط ملنمو الضمير لدى الإنسان لأن الرقابة الشديدة على الطفل وضغوط الأسرة تجعل تصرفاته صدى لها ، أما حين نربيه على الحياء من الله تعالى والإعتداد بنفسه ومراقبتها فإن سلوكياته ستكون مرتبطة بحسه الأخلاقي الخاص .
ومما يلاحظ من ازدواجية في السلوك لدى كثير من الأطفال والمراهقين يعود إلى أن أسرهم تشكل ضغوطا شديدة عليهم دون شرح أو توعية ، فيستجيب الأبناء لتلك الضغوط ويفعلون ما يريد أهلوهم لكن إذا خرجوا من بيوتهم أو خلوا بأنفسهم فإنهم يرتكبون الفضائع وكأنهم ينتقمون من أهلهم ومن الفضائل التي أجبروا عليها .
وفي المقابل رأينا نماذج أخرى مشرفة لأسر سادها التفاهم والتواصل والمصارحة و أعطت أبناءها قدرا من الحرية الشخصية وتعاملت مع اختياراتهم باحترام ، أبناء تلك الأسر يشعرون بالقوة والإنسجام مع الذات في سلوكياتهم إزدواجية ملحوظة أو مفارقة ظاهرة لأن ما يفعلونه صادر عن إيمان وقناعة وليس لديهم حوافز على النفاق أو الرياء ولهذا فإن الإنسان الحر يصنع قيوده بنفسه ويتكيف مع تلك القيود ، أما العبد فتصنع قيوده على يد غيره ، ولذا فإنه يحاول كسرها والتخلص منها ، وأعتقد أن الحوار داخل الأسرة ينبغي أن يكون يتناول وبصراحة ما هو متوفر داخل العائلة من حرية وما هو موجود من قيود وإلى أي مدى يشعر الكبار أن أبناءهم ملتزمون ذاتيا بالمبادئ والآداب الإسلامية عن قناعة ورضا ، كما ينبغي أن يتحدث الأطفال عن مدى إرتياحهم لدرجة الحرية المتوفرة لهم ، ومن المؤسف أن قليلين منا من يفعل ذلك على الرغم من أهميته ... !!