نقاط منسية في التعليم العماني
أسعد الله أوقاتكم بكل خير قرأت هذا المقال الذي يتناول عدة نقاط مهمة لأحدى الأخوات المعلمات تابعوا المقال بتمعن .. لكم مني أجمل تحيه وتقدير،،،
من واقع الحدث ومن أرض الميدان قادتني الأفكار إلى صياغة هذه المدونة؛ استجابة لنداء الوطن في بناء جيل يحمل عمان إلى مصاف القمم، كما أرجو ان تشاطرني الوزارة الرأي فالهدف واحد والمقصد واحد وهو بناء أجيال ترتقي بعمان علما وفكرا وأخلاقا وأدبا؛ لذا أطرح عدة نقاط من موقعي كمواطنة وأم ومعلمة طامحة نحو الرقي بمستوى تعليمي أفضل :
المناهج:
من خبرتي كمعلمة وجدت أن المناهج ينقصها الكثير، وتحتاج الى إعادة صياغة بأيدي معلمين هم أصحاب التجربة، فهي مناهج سطحية لا تتعمق بشكل يغذي فكر الطالب وثقافته.
الأنشطة المدرسية:
من رأيي أن تلغى جميع الأنشطة المدرسية فهي عبئ على المعلم والطالب ونادرا ما تتحقق أهدافها، وإني لا أجدها إلا قيود يلتزم بها الطالب وشكليات تكتمل بها اللوحة، وفي المقابل لﻻرتقاء بأصحاب المواهب من الطلاب لابد أن يوضع كل طالب في المكان الصحيح كلا حسب موهبته، يتم إثراؤها بالورش التدريبية من قبل متخصصين يظهر فيها الطالب إنتاجه الفكري دون قيود وشروط تحجم إبداعه وإنتاجه، ومن ثم يتم تغير المسمى من{الأنشطة المدرسية}إلى {المواهب الطلابية}
الارتقاء بأخلاق الطلاب وفصل الذكور عن الأناث في مدارس الحلقة الاولى:يجب أن تكون الأخلاق هي الركيزة الأولى في العملية التعلمية ومن أولويات وزارة التربية والتعليم، بسن القوانين والعقوبات الصارمة لمن يعتدي على الأخلاقيات والمبادئ، ومنح المعلم سلطة واضحة الحدود لضبط أخلاقيات الطلاب، كما يجب أن تتخذ الوزارة قرارا جريئا بفصل الذكور عن الإناث في مدارس الحلقة الأولى حتى ولو بشكل تدريجي لتطويع الظروف والالتزامات؛ فأولياء الأمور وإدارات المدارس خير شاهد على المشاكل الناجمة من هذا الاختلاط وأثرها علي الأخلاق .
التقويم:ترى هل يستفيد ولي الأمر من العبارات الوصفية الهزيلة التي لا تعكس الطالب ومستواه بالشكل الصحيح. أقترح أن يوافى ولي الامر بدرجات إبنه الشهرية بدل من تلك العبارات. ناهيك عن سياسة الترفيع التي لا تحصد ثمارها الا مؤسسات التعليم العالي بمخرجات لا تجيد القراءة والكتابة في زمن يلتحق فيه الجميع بهذه المؤسسات في ظل توافر المنح التعليمية.كيف لنا أن نقبل بهذه السياسة والطالب ينتقل بين الصفوف الدراسية دون أن يستوفي معايير النجاح فيها، أقترح ان تلغى سياسة الترفيع وانا ترجع السياسة القديمة سياسة الرسوب بحيث ان الطالب يعيد السنة الدراسية مرتان ومن ثم يحول الى التعليم الحر؛ لما لهذه السياسية من نتائج ايجابية في تقليل الرسوب؛ فالطالب وولي امره يشعرون بحجم الموقف.
طلاب صعوبات التعلم:أجدهم أكثر فئة مظلومة بين الطلاب، كيف لا؟وهم صباح كل يوم يحملون حقائب مكتظة بالكتب والدفاتر لا يستفيدون منها بحكم مستوى ذكائهم العقلي، والأمر من ذلك ان الوضع يستمر لمدة 20سنة من عمر هؤلاء بحكم أن كل صف لهم فيه سنتان من الدراسة تبعا لسياسة الترفيع التلقائي.
ومن ثم يتخرجون بشهادة الدبلوم وهم لا يقرأون ولا يكتبون حتى . ماذا إستفاد هولاء الطلبة؟لا ألوم المعلم لأنه لا يستطيع أن يعطيهم الكثير من وقت الحصة الدراسية التي لا تتعدى 40 دقيقة حتى لا يأخذوا من زمن زملائهم ، وأما الحصص التي يقدمها لهم معلم صعوبات التعلم قد لا تزيد عن معدل حصة واحدة خلال اليوم.لذا أقترح ان يكون لهذه الفئة مدارس خاصة بمناهج خاصة تتناسب مع مستواهم العقلي يتطور فيها الطالب أدائه بما يناسب مع قدراته.
تطوير أداء المعلمين: ما يثيرني أن يتم تقييم أداء المعلم سنويا من المعلم الأول والمدير ونائبه والمشرف التربوي دون أن يسأل هؤلاء ماذا قدموا للمعلم تحت مظلة وزارة التربية والتعليم؟؟؟!!! ولماذا يتوقعون أن يرتقي أداؤه دون أن يرتقي به أحد؟وإن وجدت برامج لتطوير الأداء فهي لا تتعدى أن تكون جهودا فردية غير مدعومة بخبرات المتخصصين في المجال؛ لذلك أرى أن يتم إنشاء مركز لتطوير أداء المعلم يتضمن دورات ومشاغل يكون المعلم له نصيب منها بشكل سنوي؛ للرقي بمستواه ومهاراته الفكرية والتربوية والتخصصية.
الخطط اليومية للمعلمين: من رأيي أنها لا تتعدى أن تكون شكليات وعبئ يومي على المعلم، فكثيرا ما يغير المعلم خطته بناء على ظروف الحصة، بل أحيانا لا يرجع لها في الحصة؛ فكل ما خطط له في الدرس قد استوعبه في ذهنه، وأرى البديل أن تكون هناك خططا يومية لكل الدروس وكل المواد مدرجة في البوابة التعليمية، والمعلم له حرية الرجوع إليها
دوام المعلمين: أرى أن الوظيفة الأساسية للمعلم التدريس، ويجب أن يرتكز أداؤه في الحصة فقط، بعيدا عن المشتتات والمهام والأعباء الأخرى التي لا تسهم لا من قريب ولا بعيد في الرقي بالعملية التعليمية، بحيث يكون المعلم حاضرا بإبداعه وأدائه المتميز في حصته الدراسية، وبالتالي يكون حضوره للحصة فقط وغير ملزم بيوم دراسي كامل، وهذا له عظيم الأثر في تقليل نسبة الغياب بين المعلمين، ومن ثم تناقص حصص الاحتياطي، وإن ظهرت يفعل فيها دور الاخصائي الاجتماعي وممرض المدرسة والمرشدين الدينيين وذلك للرقي بالطالب في مختلف المجالات.
حرر بتاريخ 2/4/2015 بقلم :معلمة الدراسات الاجتماعية