معارك عنيفة وتعزيزات في الأنبار العراقية
دفعت القوات العراقية أمس بتعزيزات عسكرية إلى محافظة الأنبار لدعم الجنود الذين يخوضون معارك عنيفة لليوم الثالث ضد مسلحي تنظيم داعش، في وقتٍ اشتبك مقاتلون أكراد مع الإرهابيين في محافظة الحسكة السورية على الحدود العراقية في معارك خلفت أكثر من 20 قتيلاً.
وأكد نائب رئيس الحكومة العراقية صالح المطلك في تصريحات صحافية أمس ان «جهد الدولة العراقية الآن مكرس باتجاه مواجهة عصابة داعش الارهابية في الانبار والقضاء على عناصرها». وقال المطلك: «نتابع تحركات قوات الجيش والقوة الجوية لبدء هجوم عنيف ضد عناصر عصابة داعش في الساعات المقبلة»، مشيرا الى انه «ليس مهما الآن الحديث عن اسباب الاخفاق الذي حصل وتمكن داعش من احتلال منطقة البوفراج وتهديد المجمع الحكومي في الرمادي».
واضاف ان «الحكومة تتابع مع وزير الدفاع وقيادة الجيش في الانبار، وان العراقيين جميعا مدعوون للدفاع وقتال داعش لكن بشرط ان تكون مشاركتهم تحت راية علم العراق وليس رايات اخرى»، في اشارة الى مشاركة الحشد الشعبي الذي اعترض عليه ابناء الانبار. ودعا المطلك ابناء الانبار من عشائر وقوات امنية الى «الصمود والصبر»، مؤكدا انه «خلال الساعات المقبلة ستصلهم التعزيزات اللازمة لطرد داعش وتخليص الانبار من الخطر». من جانبه، اكد محافظ الانبار صهيب الراوي «وصول قطعات وتعزيزات عسكرية من الاسلحة والعتاد الى المحافظة لتطهيرها من عصابات داعش».
مواجهات عنيفة
وعلى الأرض، تشهد محافظة الانبار مواجهات عنيفة بين قوات الامن والعشائر من جهة و«داعش» من جهة اخرى. وقال مصدر أمني ان عناصر التنظيم «اعدموا 18 شرطيا مع عائلتين مكونتين من 17 فرداً بينهم أطفال ونساء في منطقة البوفراج بحجة التعاون مع القوات الامنية». واضاف ان «عصابات داعش قامت بتفجير جسر الصوفية بسيارة ملغومة شمال شرق الرمادي، بعد تصدي القوات الامنية للارهابيين ومنعهم من الدخول الى منطقة الصوفية إثر قصفهم بصواريخ راجمة».
قائد جديد
وبالتوازي، اعلن مصدر امني عن صدور أمر بتكليف قائد عسكري جديد لعمليات الانبار بدلا من اللواء الركن قاسم المحمدي المصاب في معارك البو فراج. وقال المصدر انه «صدر امر بتكليف اللواء الركن محمد عبد كقائد لعمليات الانبار بالوكالة بعد اصابة اللواء الركن المحمدي بجروح، والتي اعطي على اثرها اجازة للعلاج». وقال المصدر ان المحمدي «اصيب بجروح متوسطة خلال الاشتباكات».
صد هجوم
أمنياً أيضاً، صدت القوات الامنية هجوما للتنظيم على مصفى بيجي شمال مدينة تكريت في محافظة صلاح الدين. وذكر مصدر امني أن «القوات الامنية وبمساندة الحشد الشعبي تصدت لهجوم شنه داعش على مصفى بيجي، وقتلت 15 من المهاجمين». واضاف ان الهجوم «اسفر عن احراق ثلاثة خزانات للنفط الخام، جراء قصف بقذائف الهاون التي اطلقها الارهابيون باتجاه المصفى، ما ادى الى حجب الرؤية في سماء المدينة بسبب تصاعد اعمدة الدخان».
بعقوبة وصلاح الدين
وفي سياق متصل، أعلنت الشرطة العراقية مقتل 14 شخصا وإصابة 12 آخرين والعثور على مقبرة جماعية تضم رفاة 44 من مسلحي «داعش» في بعقوبة. وقالت مصادر إن «عبوة ناسفة موضوعة بجانب الطريق انفجرت في حي القادسية الثانية جنوبي بعقوبة ما اسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة اخرين».
وأشارت إلى «مقتل ستة جراء إطلاق مسلحين مجهولين النار من اسلحة كاتمة للصوت في بعقوبة و المقدادية وناحية بهرز». ولفتت المصادر إلى «مقتل خمسة من عناصر الحشد الشعبي وإصابة ستة أخرين في انفجار عبوتين ناسفتين انفجرتا بالتعاقب لدى مرور دوريتهم شمالي المقدادية». وذكرت أن متطوعي الحشد الشعبي «عثروا على مقبرة جماعية تضم رفاة 44 من مسلحي داعش قتلوا خلال معارك تحرير ناحية العظيم شمالي بعقوبة».
وفي صلاح الدين، ذكرت الشرطة العراقية انه تم العثور على 15 جثة بينها رفاة لعناصر التنظيم في مكانين منفصلين تابعين لمحافظة صلاح الدين. وقالت مصادر الشرطة إن «القوات الحكومية عثرت على جثتين لقوات الجيش العراقي في ناحية العلم فيما عثرت قوات اخرى على 13 جثة لعسكريين بينها ثلاثة لعناصر داعش في قضاء سامراء سقطوا في العمليات التي شهدتها المحافظة في اطار عملية تحرير محافظة صلاح الدين».
معارك سوريا
أما في سوريا، فقتل ما لا يقل عن 24 من مسلحي «داعش» وسبعة آخرون من ميليشيات وحدات حماية الشعب الكردي خلال الساعات الـ 24 الأخيرة، في مواجهات اندلعت في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن الاشتباكات، التي شاركت فيها طائرات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، اندلعت في ريف بلدة تل تمر. وخاضت وحدات حماية الشعب الكردي هذه المواجهات بدعم من قوات حرس الخابور (المسيحية) والمجلس العسكري السرياني. وأكد المرصد أن وحدات حماية الشعب الكردي تمكنت من التقدم في هذه المنطقة، الواقعة على بعد 40 كلم من شرقي عاصمة محافظة الحسكة، لكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.
حالات اغتصاب جماعي واستعباد يمارسها الإرهابيون
نشرت مجلة «إنترناشيونال بزنيس تايمز» البريطانية شهادات تؤكد أن مصير الإيزيديات اللائي وقعن في قبضة تنظيم داعش كان الاغتصاب أو التعذيب.
وذكرت الشهادات أن «الإيزيديات بِعْنَ إلى المقاتلين وتم تعذيبهن واغتصابهن جماعياً وعلناً، مارسه اثنان أو ثلاثة على الأقل، قبل أن يفرج التنظيم أخيراً عنهن».
وأضافت المجلة أيضاً أن «التنظيم نزع أطفالاً من أمهات إيزيديات وفرقهم على عائلات في مدينتي الموصل وتلعفر (شمال)»، موضحةً أن «من لم يمتثل للتنظيم كان مصيره التعذيب والضرب المبرح».
وكشف أيضاً أن الإرهابيين «ضربوا وعذبوا أمهات ترجينهم ترك بناتهن»، مفيداً أن «الشابات الإيزيديات بِعْنَ لمسلحي تنظيم داعش وإلى مقاتلين من قبائل موالية للتنظيم في الرمادي، بعد اكتساحهم مناطق واسعة من العراق، ومنها جبل سنجار في أغسطس 2014».
مبالغ واستعباد من جهته، أشار العامل في منظمة «رايز فوندايشان» التي تتكفل برعاية اللاجئين الأكراد، توم روبنسون إلى أن «الإفراج عن الإيزيديات أخيراً قرب كركوك تم مقابل مبلغ مالي».
وأضاف روبنسون أن «هذا يحدث كثيراً، حيث سبق أن تم الإفراج عن أطفال ونساء بعد عقد صفقات مالية كبيرة». وأظهر شريط نشر على الإنترنت الإرهابيين وهم يتغنون بيوم يتم فيه شراء النساء اللائي وقعن في قبضة التنظيم.
كما أظهرت تقارير أن مئات منهن تم استعبادهن بعد سيطرة «داعش» على مناطق واسعة في العراق خصوصاً. وكشفت منظمة العفو الدولية في تقرير من 87 صفحة نشرته في نوفمبر 2014 أن «الإيزيديات بِعْنَ على أساس أنهن عبيد، والأطفال قدمن إلى الإرهابيين على أساس أنهم هدايا».
دعوة تسليح
دعا نائب الرئيس العراقي اسامة النجيفي طيران التحالف الدولي الى تكثيف غاراته الجوية على الانبار في اطار العملية العسكرية لتحرير المحافظة من سيطرة الإرهابيين والتي تتواصل لليوم الثالث على التوالي. وقال النجيفي في بيان: «تدور على أرض الأنبار ملحمة كبيرة في معناها غنية في مدلولاتها تمثل غضبة الأنبار على مجرمي العصر من تنظيم داعش الإرهابي حيث تعلو قيم الغيرة العراقية دفاعا عن الأرض والإنسان».
وأضاف: «أدعو الحكومة العراقية إلى إمداد المقاتلين بالسلاح والعتاد والتجهيزات، لأنهم يرفعون علم العراق ويدافعون عن حياضه والدعوة موجهة للتحالف الدولي لزيادة الضغط على الإرهابيين وتنفيذ ضربات جوية تجهض عدوانهم».
