التحالف العربي يواصل غاراته على صنعاء وعدة محافظات
أمريكا تعزز تبادل معلومات المخابرات مع السعودية –
صنعاء – واشنطن – «عمان»- «وكالات» –
واصل طيران التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية شن المزيد من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع عسكرية للحوثيين في العاصمة اليمنية صنعاء وعدة محافظات، في إطار عملية «عاصفة الحزم» التي أطلقت في الـ26 من مارس الماضي.
واستهدفت الغارات الكلية الحربية ونادي اليرموك بصنعاء، وعدة مناطق بمحافظة صعدة «معقل الحوثيين شمال اليمن» ومحافظة عمران الشمالية ومعسكر الدفاع الجوي بمحافظة الحديدة الساحلية ومطارها وميناءها، بالإضافة إلى مواقع بين محافظتي البيضاء «جنوب شرق صنعاء» وأبين «جنوب اليمن».
وأفادت مصادر عسكرية وطبية امس ان 25 شخصا على الاقل قتلوا في معارك ليلية بين المتمردين الحوثيين وموالين للرئيس عبدربه منصور هادي في جنوب اليمن.
وقال مصدر عسكري لوكالة فرانس برس ان ستة متمردين قتلوا في هجوم بمدفعية دبابة ورشاشات قام به مقاتلون من اللجان الشعبية وموالون لهادي في خور مكسر احد احياء عدن التي يسيطر عليها الحوثيون.
من جهتها قامت قبائل داعمة للرئيس اليمني بقتل 12 متمردا في كمين نصبته لقافلتهم على طريق بين تعز ولحج بينما كانت متوجهة الى عدن للمساندة، بحسب مصادر عسكرية.
وفي شرق البلاد، تجمع مئات من ابناء القبائل امس في محيط عتق كبرى مدن محافظة شبوة، بهدف «محاولة استعادة» تلك المدينة التي سيطر المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم من العسكريين الموالين للرئيس السابق علي عبد الله صالح، بحسب مصادر قبلية. وبحسب المصادر نفسها سيطر المتمردون على مرافق عامة ومعسكرات في شبوة، المحافظة التي تضم غالبية سنية والتي تعتبر احد معاقل القاعدة في جنوب شرق البلاد.
من جانبها، طلبت الامم المتحدة «هدنة انسانية فورية لبضع ساعات» على الاقل يوميا في اليمن للسماح بنقل مزيد من المساعدات الى البلاد حيث قالت ان الوضع «يتدهور ساعة بعد ساعة».
في الاثناء، وصلت إلى مطار صنعاء الدولي أمس طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر قادمة من جنيف، وعلى متنها مساعدات إنسانية وأدوية للمتضرّرين في اليمن من الغارات الجوية التي ينفّذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأوضحت المتحدّثة الرسمية باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن ماري فغالي في تصريح صحفي، أن هذه الشحنة هي ثاني شحنة من نوعها تصل إلى اليمن وتحتوي على 35 طناً من المساعدات الطبية ومولدات الكهرباء والخيام ومعدات تنقية المياه.
من جانبه توقّع مدير النقل الجوي بمطار صنعاء الدولي محمد السريحي أن تصل الأربعاء القادم إلى مطار صنعاء طائرة ثالثة تحمل مساعدات إنسانية تابعة للصليب الأحمر.
من جهة أخرى، قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن الولايات المتحدة تقوم بتعزيز تبادل معلومات المخابرات مع السعودية لتزويدها بقدر أكبر من المعلومات بشأن الأهداف المحتملة في الحملة الجوية التي تشنها السعودية ضد المقاتلين الحوثيين في اليمن.
ويأتي تعزيز هذه المساعدة بعد أن أخفقت إلى حد كبير الغارات الجوية التي تشنها السعودية وحلفاء آخرون منذ أسبوعين في وقف تقدم المقاتلين الحوثيين المرتبطين بإيران.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن المساعدة الموسعة تتضمن بيانات مخابرات حساسة ستسمح للسعودية بتحسين مراجعتها لأهدافها في القتال الذي أسفر عن سقوط مئات القتلى وتشريد عشرات الآلاف. وقال مسؤول أمريكي «لقد وسعنا قليلا المجال فيما نتبادله مع شركائنا السعوديين».
«إننا نساعدهم في تعزيز تفهم ساحة القتال والموقف مع قوات الحوثيين .ونساعدهم أيضا في تحديد مناطق يتعين عليهم تفاديها (لتقليل أي خسائر في صفوف المدنيين).» وقال المسؤولون الأمريكيون الأربعة الذين تحدثوا شريطة عدم نشر اسمائهم إن واشنطن لن تصل إلى حد اختيار أهداف للسعوديين.
وكان دبلوماسي أمريكي كبير قد قال في الأسبوع الماضي إن واشنطن تعجل بإمدادات السلاح وتعزز تبادل معلومات المخابرات مع التحالف الذي تقوده السعودية. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها بدأت إعادة تزويد طائرات التحالف العربي بالوقود في الجو على الرغم من أنها خارج المجال الجوي اليمني.
وقال مسؤولون أمريكيون وسعوديون إن الدعم الأمريكي في مجال المخابرات كان قاصرا حتى الأيام الأخيرة على مراجعة معلومات المواقع التي تستهدفها السعودية في محاولة لتأكيد دقتها. وقال المسؤولون الأمريكيون إن الدور الأمريكي زاد الآن في حجمه ومجاله بحيث تضمن «تدقيقا» أكثر تفصيلا للمعلومات التي يعدها السعوديون للمواقع المستهدفة مع توجيه اهتمام خاص لمساعدة السعوديين على تفادي سقوط ضحايا من المدنيين. ولم يعلق البيت الأبيض والبنتاجون بشكل محدد عندما سئلا عن توسيع تبادل معلومات المخابرات.
وقال اليستير باسكي المتحدث باسم البيت الأبيض «إن الولايات المتحدة تزود شركاءنا بمعلومات المخابرات اللازمة والمناسبة للدفاع عن السعودية والاستجابة للجهود الأخرى لدعم حكومة اليمن الشرعية.» وقال باسكي إن التحركات الأمريكية «تتفق تماما مع المتطلبات الداخلية والدولية القانونية المطبقة.»
وتحدث أنتوني بلينكين نائب وزير الخارجية الأمريكي بشكل عام عن تعزيز التعاون خلال زيارة قام بها للرياض يوم الاثنين دون أن يكشف عن تفاصيل. وقال بلينكين إن السعودية تبعث برسالة قوية للحوثيين وحلفائهم بأنهم لا يستطيعون السيطرة على اليمن بالقوة.
وأضاف «في إطار تلك الجهود عجلنا بتسليم الأسلحة (للتحالف).. وزدنا من تبادل معلومات المخابرات وشكلنا خلية تخطيط مشتركة للتنسيق في مركز العمليات السعودي.»
وقال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة أرسلت فريق تنسيق عسكري يضم 20 فردا للتواصل مع دول الخليج بقيادة الميجر جنرال كارل موندي. وأضاف المسؤولون: إن تخصيص جنرال كبير سيسهل التفاعل مع المسؤولين الكبار الآخرين من دول أخرى.
وقال شخص على اطلاع على هذا الأمر شريطة عدم نشر اسمه إن الولايات المتحدة قد تعجل بالشحنات إلى دولة الإمارات التي يمكن حينئذ أن تساعد أيضا في إعادة تزويد السعودية بالعتاد.