قد حان الرحيل.. ولكن مع ومض لقاء..
قد حان الرحيل مع معزوفات العناء..
وتواردت ألحاننا على طياته الحسناء...
نسمات هواء داعبت جدائلي الملساء..
وتناثرت على أهداب عيني السوداء...
قد حان الرحيل أحبتي ...
وقلبي يشكو وحدتي...
مع حبيب كدر صفوتي...
وألبس العناء ألفتي...
سرت والطريق أمامي ..
يسابق أيام خلوتي...
أيام ماكانت سعادتي ...
تطفو على بحار حريتي..
سرت أحبتي وأنا لا أرى ....
قد تحتارون من خربشات قلمي...
واحتراق وريقات دفتري...
ولكنها.. زوبعة فكري ...
تاهت بين ثنايا حزني..
لم أعد أرى العالم الذي كنت أسير فيه جميلا ..
لم أعد أراه كما كنت أراه أليفا...
أداعب أطرافه بأناملي ... وهو يزهو سعيدا..
فقد تكدرت سعادتي.. وخيم السكون وحشتي..
غيوم سوداء غطت السماء..
رعود وبروق أبت المسير..
أمطار غزيرة تشعبت في جسدي..
فأمسى رطبا ضعيفا يرتجف بين أشجاره المتراقصة مع رياح الزمن الغدارة..
لم أعد أستطيع أن أكمل ....
فقد غطت الدموع عيني .. وارتجفت أناملي المخملية ....
وكست سحابة حزن وجهي الشاحب ....
لا أدري إخوتي قد تكون هذه آخر معزوفاتي لكم ... وقد تكون لا...
ولكني أتمنى أن تخلدوا ذكرى ألم سكن بينكم .. ونشر قلمه بين أهدابكم الواسعة...
فأصبحتم أنتم أهله.... أنتم من يكتب لكم ...
فإذا ما غطى التراب جسدي تكون كلماتي ذكرى تخلدونها بينكم لقلم أحبكم...
فما أنا إلا ضحية مجتمع لا يقدر قلمي...
ولا يفهم معنى ورقتي...
فإذا ما أتى اليوم الذي يفهمون فيه خربشاتي سأعود إليكم..
وأنا مكلله بنجاح سأفتقده بعيدا عنكم..
كلماتكم ستظل في خاطري .. ذكرى أسير عليها..
لاني قد انقطع فتره ولكن ليس قبل ان اقرأ ردودكم على انشودة رحيلي حتى يكون آخر ما اختم بها..
اتمنى أن لا تنسوا رذاذا انتشر بينكم..
قد لا أذهب ... ولكن إذا ذهبت اجعلوا كلماتي مخلدة حتى أعود إليكم..
فأنا سأظل معكم بقلبي ...
