حضرموت مرشحة لاحتضان الحكومة الشرعية
رغم أن المواجهات في اليمن بين المقاومة والمتمردين الحوثيين تمددت إلى أكثر من محافظة في الجنوب والشرق إلا أن إقليم حضرموت بمحافظاته الثلاث لايزال خارج مناطق الصراع وخاضع للسلطة الشرعية. ويشكل هذا الإقليم ثلثي مساحة البلاد حيث تبلغ مساحته 359 ألف كلم من أصل 550 ألف كلم مربع هي إجمالي مساحة اليمن.
ومع بدء رئيس أركان الجيش اللواء محمد المقدشي ممارسة مهامه من المنطقة العسكرية الثانية في وادي حضرموت وبقاء المنطقة العسكرية الأولى على ولائها للشرعية والتي تضم ساحل حضرموت ومحافظتي المهرة وسقطرى، فإن هذا الإقليم يشكل المنطقة الآمنة التي يمكن للحكومة الشرعية العودة إليها وإذا أضفنا لها التزام المنطقة العسكرية الثالثة المجاورة والتي تشمل مأرب وشبوة والجوف والتي كانت من أولى المناطق التي أعلنت تمسكها بالشرعية الدستورية الممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي.
مغامرات الحوثيين
وكان مؤتمر انقاذ اليمن الذي اختتم أعماله في الرياض أكد ضرورة العمل على إيجاد منطقة آمنه تعود إليها الحكومة لتمارس مهامها في إدارة شؤون الدولة إلى حين إنهاء سيطرة المتمردين الحوثيين واتباع صالح على العاصمة وغيرها من المدن بعد أن كان الرئيس هادي اتخذ قراراً باعتبار عدن عاصمة مؤقتة للبلاد قبل أن يهاجمها المتمردون الحوثيون واتباع الرئيس السابق.
ولأن المتمردين غرقوا في مغامرة اجتياح محافظات اليمن بمساعدة الرئيس السابق والقوات التابعة له فإنهم يواجهون بمقاومة مستميتة في مأرب حالت دون تمكنهم من إحراز أي تقدم. وانتقل الأمر كذلك إلى محافظة شبوة حيث أصبحت قوات التمرد تحت رحمة ضربات المقاومة التي تبقى أمامها مدينة بيحان لاسترجاعها وإعلان المحافظة بالكامل الخضوع للسلطة الشرعية.
الجيش الجديد
وتخطط الحكومة اليمنية لإعادة ترتيب قوات الجيش ولجان المقاومة لإنهاء التمرد ابتداء من عدن وأبين والضالع ولحج وتعز ووصولاً إلى صنعاء. وترى أن وجودها في الداخل سيمكنها من إدارة شؤون الدولة اليمنية والإشراف على الإجراءات العسكرية والسياسية لمواجهة التمرد. ولهذا، بدأت رئاسة أركان الجيش باستدعاء الضباط والجنود الذين أبعدهم النظام السابق من الخدمة عقب حرب صيف 1994 وكذلك الذين تم تسريحهم عقب استيلاء المتمردين على محافظة عمران وصنعاء ليشكل هؤلاء نواة الجيش الوطني الجديد.
مناطق مرشحة
وإلى جانب احتواء إقليم حضرموت عدداً كبيراً من السكان، بالإضافة إلى مساحته، ما يجعله مؤهلاً لاحتضان الحكومة الشرعية، فإن هناك مناطق كثيرة في مختلف أرجاء اليمن تقاوم التمرد وتدعم الشرعية خصوصاً في عدن والضالع وتعز ومارب ولحج إلى جانب البيضاء وإب والحديدة وذمار. وهذه في مجملها تشكل أكثر من ثلثي سكان ومحافظات البلاد حيث يتركز التمرد في ريف صنعاء وعمران وصعدة وحجة.
تنظيم القاعدة
لكن الحكومة الشرعية ستواجه مشكلة الحضور الملحوظ لعناصر «القاعدة» في حضرموت وخصوصا في مدينة المكلا عاصمة الساحل حيث عمدت قوات الجيش التابعة للرئيس السابق إلى الانسحاب من المدينة بصورة مفاجئة وتسليم المعسكرات والأسلحة لعناصر التنظيم الذين يشكلون اليوم قوات أمنية ويسيرون دوريات في أنحاء المدينة بسبب الفراغ الذي تركه قرار تلك القوات.
ويعمل المجلس الأهلي الذي يضم رجال دين وزعماء قبائل على إقناع عناصر التنظيم بمغادرة المدينة لتجنيبها المواجهات واستعادة مؤسسات الدولة منهم، حيث تمكن المجلس من استعادة المؤسسات المدنية جميعها. لكن غياب قوات أمنية وقوات الجيش لايزال يحول دون إقناع هذه العناصر بالمغادرة إذ يتحججون بوجود اتباع للرئيس السابق يسعون لتسليم المدينة للحوثيين كما حصل في مدينة بيحان عاصمة محافظة شبوة. وإذا ما تمكنت حكومة خالد بحاح من تشكيل قوات أمنية محلية، كما نص على ذلك إعلان الرياض الصادر عن مؤتمر إنقاذ اليمن وتم تنظيم المقاومة في مختلف المحافظات، فإن هذه التشكيلات قادرة وبدعم مجتمعي وسياسي كبير من تحجيم نشاط «القاعدة» وتعزيز قوة المقاومة واستعادة الاستقرار.
جغرافيا
إقليم حضرموت أحد أقاليم اليمن الستة التي من المتوقع تفعيلها في الدستور القادم، ليكون منطقة حكم ذاتي فيدرالي شرقي اليمن. ويضم أقليم حضرموت أربع ولايات يمنية وهي المهرة و حضرموت و شبوة و سقطرى وعاصمته المكلا.
