«داعش» يفجر أنبوب غاز دمشق
نفت إيران مجدداً أن يكون لها أي وجود عسكري في الأراضي السورية، بينما توالت الأنباء حول الاشتباكات بين عناصر حزب الله اللبناني ومسلحي تنظيم داعش، في الوقت الذي كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن قمة الدول السبع التي عقدت في ألمانيا، خطة لنفي الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا.
وفي تطور نوعي، فجر مسلحو تنظيم داعش خطاً معداً لنقل الغاز الطبيعي من شرق سوريا إلى دمشق وضواحيها، وفق ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس.
وقال المرصد في بريد إلكتروني «فجر عناصر تنظيم داعش بعد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء أحد خطوط الغاز بالقرب من مطار تيفور في ريف حمص الشرقي».
وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن «الخط كان مستخدماً لنقل الغاز إلى حمص ودمشق لاستعماله في توليد الكهرباء وتدفئة المنازل».
وقال عبد الرحمن إن «أي ضربة للأنابيب المعدة لنقل الغاز لها تأثير كبير بسبب ما تعنيه من استمرار تراجع موارد النظام».
صفقة لجوء
في الوقت الذي تراجعت فيه الأنباء الميدانية القادمة من سوريا، كشفت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية أن قمة الدول السبع التي عقدت في ألمانيا، خطة لنفي الرئيس السوري بشار الأسد إلى روسيا، وذلك في إطار اتفاق بين موسكو والغرب لمكافحة تقدم تنظيم داعش في سوريا.
وبحسب الصحيفة فإن مصادر دبلوماسية في القمة رجحت وجود أرضية مشتركة جديدة بين الغرب وموسكو بغرض التوصل إلى حل سياسي للمأزق السوري.
ورغم وجود مشاكل وصفت بالكبيرة، تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن سوريا، فإن الحديث عن إمكانية تغيير محدود للنظام في دمشق هي اليوم أكبر مما كانت عليه قبل عام.
وبحسب، الصحيفة، فإن النجاح المتواصل لتنظيم داعش، إضافة إلى انتصارات أخرى حققتها المعارضة المعتدلة المدعومة من الغرب، دفعت روسيا والولايات المتحدة إلى الاستنتاج بأن السبيل الوحيد لمنع تمدد التنظيم يتمثل بتشكيل حكومة جديدة في دمشق، تكون مقبولة لكلا البلدين.
طهران تنفي
وإلى ذلك، نفت إيران مجددا وجود قوات لها في سوريا دعماً للجيش النظامي، وذلك بعدما تحدثت مصادر عسكرية سورية عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين أخيراً إلى هذا البلد.
وكان مصدر أمني سوري رفض كشف هويته قد أكد في مطلع يونيو لفرانس برس أن آلافاً من المقاتلين العراقيين والإيرانيين موجودون في سوريا للدفاع عن دمشق ومحيطها، وذلك في وقت مني الجيش السوري بهزائم في شمال سوريا وجنوبها.
وأمس، قالت الناطقة باسم الخارجية الايرانية مرضية أفخم في مؤتمرها الصحافي اليومي إن المزاعم عن «وجود عسكري لدول صديقة لسوريا لا أساس لها».
تطوّر نوعي
في غضون ذلك، انشغلت الساحة الداخلية خلال الساعات الماضية بـ«التطوّر النوعي» في شكل العمليات العسكرية الجارية في القلمون السورية، وتمثل أول من أمس بهجوم مفاجئ من مسلّحي تنظيم داعش على مواقع لحزب الله في جرود بلدتَي رأس بعلبك والقاع الحدوديتين، في العمق السوري للمنطقة، فيما كان حزب الله يواصل تمدّده في جرود القلمون وعرسال على وقع معاركه مع مسلحي جبهة النصرة.
وفي السياق، أشارت المعلومات التي توافرت لـ«البيان» الى أنّه، وفي مواجهة واحدة، سقط من عناصر التنظيم ما يساوي تقريباً عدد قتلى جبهة النصرة على مدى المعارك الأخيرة في القلمون وجرود عرسال منذ أوائل شهر مايو الفائت وحتى اليوم. كما ذكرت مصادر أن 14 من عناصر حزب الله لقوا مصرعهم في المعارك مع التنظيم.
وأشارت المعلومات إلى أن الجيش اللبناني رفع جهوزيته على كامل السلسلة الشرقية وصولاً إلى بلدة القاع، لحماية البلدات من أيّ محاولة تسلّل أو هجوم ينفّذه المسلّحون، وإلى أن تحصينات الجيش في عرسال ورأس بعلبك البقاعيتين لا يمكن اختراقها، خصوصاً أنّه يعتمد على تقنيّات حديثة من أجهزة مراقبة وأسلحة هجوم.
هذا وأفادت المصادر أن الجيش اللبناني قصف مواقع تنظيم داعش بالمدفعية والراجمات. كما شوهدت مروحية تابعة للجيش اللبناني تحلق في أجواء المنطقة.
اعتقالات أمنية
وفي سياق منفصل، أوقفت قوى الجيش اللبناني 23 شخصاً من التابعية السورية في مناطق عدة بتهم المشاركة بالاعتداء على الجيش، والانتماء الى جماعات إرهابية، وعدم حيازة أوراق ثبوتية، كما أوقفت لبنانيين اثنين لحيازة أسلحة وإطلاق النار. وقال بيان صادر عن قيادة الجيش اللبناني إن قوى الجيش أوقفت فلسطينيا نازحا للاشتباه بمشاركته في الاعتداء على الجيش في منطقة عرسال، وتسعة أشخاص من التابعية السورية في مناطق متفرقة للاشتباه بانتمائهم إلى جماعات إرهابية، و13 آخرين لتجولهم داخل الأراضي اللبنانية من دون أوراق قانونية».
مهمة
اعتبر رئيس أركان القوات الجوية الفرنسية الجنرال دوني ميرسييه أنه ينبغي استهداف مراكز قيادة تنظيم داعش بشكل أكبر، ملاحظا أن هذه المهمة معقدة خصوصا بسبب انتشار التنظيم في سوريا.
