جوام يكسر القاعدة.. ويتسلح بالخبرة الأمريكية ويقتحم المنافسة بقوة
عين على منتخب المفاجآت –
كتب: ياسر المنا –
فاجأ منتخب جوام المراقبين والمحللين في القارة الصفراء بعد تصدره للمجموعة الرابعة في التصفيات الآسيوية المشتركة التي تضم منتخبنا الوطني ولم يكن أكثر المتفائلين للمنتخب المغمور أن يتوقعوا حصوله على ثلاث نقاط في الجولات الأولى ولكنه ضرب كل التوقعات التي لا ترشحه بالحصول على النقاط عرض حائط وحصل على العلامة الكاملة في أول جولتين ليضم في رصيده 6 نقاط كاملة في واحدة من أقوى المفاجآت والنتائج الإيجابية التي كانت خارج كل الحسابات.
التقدم الكبير لمنتخب جوام وصدارته بجدارة للمجموعة الرابعة جعلت أنظار الجهاز الفني للمنتخب الوطني يرصده ويعمل على متابعة أخباره والوقوف على مستواه الفني والأسباب التي قادته إلى أن يحقيق الفوز في مباراتين متتالتين.
ووصف مهنا سعيد مساعد الفرنسي بول لوجوين مدرب الأحمر أن المعلومات لا تزال غير كاملة عن منتخب جوام باعتباره من المنتخبات التي ليس لها مشاركات متعددة وحضور متواصل في المنافسات الآسيوية.
وأشار إلى أن النجاح الذي حققه المنتخب يمنحه التقدير والاحترام ويجعل من المهم والضروري معرفة كل المعلومات الفنية عنه.
والوضع نفسه بالنسبة لحرص الجهاز الفني للمنتخب الوطني للتعرف جيدا على الفريق الذي تصدر المجموعة ينطبق على الجهاز الفني للمنتخب الإيراني الذي سيكون عليه مواجهة جوام في الجولة المقبلة من التصفيات.
غالبية المتابعين يرون أن مباراة جوام وإيران ستكشف الكثير من الحقائق وتظهر إذا كان المنتخب القادم بقوة قادر على الاستمرارية في مشوار التصفيات وتشكيل خطورة على أبرز المرشحين وهما منتخبنا والمنتخب الإيراني.
كفة جوام تبدو راجحة في تشكيل مقاومة كبيرة في المجموعة لأبرز المرشحين وأن يكون منافسا شرسا في الجولات المقبلة بعد ما كسبه من جرعات معنوية كبيرة سيكون لها تأثيرها الإيجابي في جعل الفريق يدخل مبارياته المقبلة بتصميم عال ورغبات كبيرة لحصد المزيد من النقاط والدفاع عن الصدارة.
تغييرات فنية كبيرة تبدو حاضرة على منتخب جوام وذلك باعتماده على اللاعبين المحترفين في الدوري الأمريكي باعتبار أن المنطقة تتبع للولايات المتحدة وسهل هذا الأمر عملية اختيار منتخب جيد وقوي بالنسبة للمدير الفني والذي يراهن على أن منتخب جوام سيكون منافسا قويا في مجموعته ولن يكون صيدا سهلا أبدا.
الفيفا: النجاح ليس صدفة..
ولاري ضمن النخبة
النجاح الباهر والكبير الذي حققه منتخب جوام قاده إلى الأضواء ومنحه الكثير من الاهتمام الإعلامي في القارة الآسيوية واهتم موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بالحضور القوي والبداية التاريخية وغير المتوقعة للمنتخب المغمور وسلط الضوء على صدارة المنتخب عقب فوزه المثير لمنتخب الهند بقوله: لم يكن المتتبعون يرشحون جوام، هذا البلد الذي لا يفوق عدد سكانه 150 ألفا، لتحقيق الفوز أمام ثاني أكبر بلد في العالم من حيث الكثافة السكانية، خاصة أن الهند انتصرت في آخر لقاء جمع بينهما سنة 2013 برباعية نظيفة.
ووصف أن كتيبة جاري وايت أثبتت أن فوزها الأول على تركمنستان (1-0)، الذي منحها صدارة المجموعة الرابعة لم يكن وليد المفاجأة أو الصدفة.
وأشار الموقع إلى أن منتخب جوام اعتمد في مباراته أمام الهند اعتمد منتخب على تشكيلٍ يعتمد بالأساس على لاعبين يدافعون عن ألوان فرق أمريكية بقيادة وسط ميدان لوس أنجلوس جلاكسي السابق براندون ماكدونالد الذي سجل هدف التقدم.
وأضاف زميله ترافيس نيكلاو مدافع فريق أزتيكس، وهو نادي ولاية سان دييجو، الهدف الثاني في الدقيقة الستين.
وحفظت الهند ماء الوجه وقلّصت الفارق في الوقت بدل الضائع عن طريق سونيل تشيتري.
وقال مدرب جوام جاري وايت في تصريحات للموقع : كانت مباراة صعبة ومحتدمة وإنه أمر رائع أن تتصدر المجموعة. لقد اعتمدنا بشكل كبير على خدمات اللاعبين الذين يلعبون في الولايات المتحدة.
وأشار إلى أن حال منتخب جوام تغيّر على ما كان عليه قبل 15 أو 16 سنة.
ومن جهة أخرى أعرب ريتشارد لاي رئيس اتحاد جوام لكرة القدم عن أمله في أن يسهم حصول جاري وايت المدير الفني في الاتحاد على شهادة المستوى الخامس للتدريب في الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، بتطوير لعبة كرة القدم في جوام.
وقال اتحاد كرة القدم في جوام ببيان صحفي: إن وايت بات يعتبر الآن من ضمن أعلى المدربين تصنيفاً في العالم، حقب إنهاء متطلبات هذه الشهادة، حيث إنه يعتبر من ضمن 15 مدرباً حصلوا على هذه الشهادة التي تعتبر الأعلى تصنيفاً في إنجلترا وأوروبا.
وقال ريتشارد لاي: نحن نفتخر بتحقيق جاري لهذا الإنجاز، حيث حصل 15 مدرباً فقط في العالم على هذه الشهادة.. جاري صمم برنامجاً من أجل الارتقاء بمستوى كرة القدم في جوام، ونحن متشوقون لقطف ثمار هذه البرامج.
في المقابل قال المدرب وايت: أنا سعيد بالحصول على هذه الشهادة المميزة، وأن أكون ضمن قائمة نخبة المدربين في العالم.
وأضاف: تطلب الأمر مني العمل خلال العامين الماضيين من أجل استكمال متطلبات الدورة، وأشكر جميع من ساندني في غوام كي أحقق النجاح.
تاريخ الشباك المليئة بالأهداف.. حاضر مختلف
قبل بداية مشوارها ضمن منافسات المجموعة الرابعة للتصفيات المشتركة المؤهلة لكأس العالم وكأس آسيا كانت أول وآخر محاولة لجوام للتأهل لبطولة كبيرة قد انتهت بالخسارة أمام إيران 19- صفر ثم بعدها يومين بنتيجة 16-صفر أمام طاجيكستان في عام 2000.
تعرضت جوام في تاريخها للكثير من الخسائر القياسية وظلت في كل المشاركات وخاصة في التصفيات الآسيوية (جسر) عبور للمنتخبات الأخرى ولم تصمد في وجه أي منتخب وهو ما جعلها تبدو خارج خارطة التنافس الآسيوي القوي والمنتخبات ذات الثقل الفني والتي تترك بصمة في أي منافسة تشارك فيها.
أول مباراة خاضها منتخب جوام في التصفيات كانت أمام منتخب فيجي في العام 1975 وخسر يومها بـ 12 هدفا سكنت شباكه دون أن يسجل أي هدف في المباراة ونجح في العام 2012 أن يحقق فوزا ملفتا على منتخب ماكاو بثلاثية نظيفة وتعد خسارته أمام كوريا الشمالية في العام 2005 هي القياسية والتاريخية عندما قسى عليها الكوريون بواحد وعشرين هدفا في مباراة كانت من طرف واحد.
وتواجه جوام التي تحتل المركز 174 في تصنيف الاتحاد الدولي (الفيفا) في مباراتها القادمة منتخب إيران في سبتمبر المقبل.
وتأتي المواجهة الإيرانية الثالثة لمنتخب جوام تشكل بداية لتاريخ جديد وحاضر يختلف كليا عن الماضي ومغادرة بشكل نهائي لمحطات الخسائر القياسية واستقبال الشباك للأهداف التي تتجاوز العشرة
