عقب صلاة الجمعه قام رجل في اوائل الستينات من عمره كان يجلس في الصف الذي امامي وذهب ليقبل رأسه والده الرجل الكبير في السن .. انحنى كالطفل الصغير على جبهة ابيه وقبله والقى عليه تحية ما بعد الصلاة وعاد الى مكانه ليستكمل الدعاء .. هذا المشهد الرائع لفت انتباهي وانتباه البعض ممن يجلسون بالقرب من والد هذا الرجل .. هذا الفعل يعطينا درسا مهما في احترام الوالدين وتقديرهم مهما كبرنا سنا او مقاما .
نجد البعض لا يهتمون لاباءهم ولا يسألون عنهم ولا يعلمون ان الدائرة تدور وان معاملة الوالدين نتيجتها في الدنيا قبل اﻵخرة فكيما تعامل والديك سيعاملك ابناءك لا شك ان كان خيرا فهو خير وان كان تقصيرا فستجد التقصير من اولادك ..
تحكي جارة لنا ذات مرة ودموعها تسيل سيلا ان ابنها يأتي الى البيت ويطلبها مالا وهو موظف فأن لم تعطه ضربها وذهب وكذلك كان يعامل والده وهما فقيرين لا يملكان شيئا مما يدفع بالجيران ان يعطوهما طعاما .
اتدرون ماذا حدث لهذا العاق ؟
وقع له حادث و تم تنويمه في المستشفى لمدة طويلة والعجيب ان يده اليمنى التي كان يضرب بها والديه انتفخت وانتفخت الاصابع ولم يفلح اي علاج لاعادتها لطبيعتها فهي كالبالون المنفوخ لا يستطيع استخدامها لاي شئ ..
اكرام الوالدين فرض على الابناء واجب العمل به .
الكثيرون ممن يستهونون الامر ولا يكترثون وربما تمر الاشهر ولا حتى يتصلون بوالديهم للاطمئنان عليهما ناهيك عن زيارتهما والعناية بهما ..للاسف هذا يحدث كثيرا فهم لاهون بحياتهم واعمالهم واموالهم وابناءهم ناسون من رباهم وعلمهم وحرم نفسه من اجلهم والى ان اصبحوا كبارا فطاروا ...
ولكن الى اين ؟
فالله عزوجل يرى ويسمع وقد قال في كتابه الكريم (ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) .
