عاش مع والد سكير مدمن للكحول ، فأخذ عهداً على نفسه ألا يقربها أبداً، وكان نباتياً مما أسهم في أن يعيش طويلاً، ترك المدرسة مبكراً، إلا أنه استمر بالقراءة و تعلم الفرنسية و اللاتنية والإغريقية.
إنه المؤلف الإيرلندي المسرحي الشهير " جورج برنارد شو" ، تزخر أعماله بالظرافة والسخرية دافع عن الفقراء وتناول قضية الفقر في مؤلفاته المسرحية الكثيرة والتي وجه فيها اتهامات متمنياً من جمهوره ان يفهمها ، حيث بيَّن أن الفقر هو شر المجتمع كله ، إذ يؤدي إلى السرقات و الانحراف والشذوذ ، والقمع والجهل ، والمرض والنفاق و الوهن .
فاز بجائزة نوبل، ورفضها قائلاً : " إن جائزة نوبل تشبه طوق نجاة يلقى إلى أحد الأشخاص بعد أن يكون قد وصل إلى الشاطئ "، وتابع قوله ساخراً من نوبل : " إني اغفر لنوبل أنه اخترع الديناميت ، لكني لا اغفر له انه انشأ جائزة نوبل ".
استطاع هذا الكاتب أن يبرز في عدة مجالات ، وكان من أهمها مجال العلم والفن ، الذي رأى أنه السبيل الوحيد من أجل الخلاص ، والتمتع ببيئة صحية ، ونظيفة ، خالية من المشاكل ، والمشاحنات ، غير انه كان يدري أن تغيير العالم ليس بيده ، ليس لآي أمر إلا لأنه يريد أن يكون كل شيء مثالياً ، وفي الدنيا ليس للمثالية وجود على الأرض .
تركت أم شو المنزل راحلة إلى لندن، هي وابنتيها، فتبعها شو بعد سنة ولم يعد لايرلندا الا بعد ثلاثين عاماً، وعاش حياة فقيرة وبائسة وحين صار غنياً لم يكن بحاجة لجائزة نوبل ، ولأن حياته منذ بدايتها كانت نضالاً مستمراً ضد الفقر ، وألف في ذلك مسرحيات كثيرة كانت أبرزها مسرحية "الرائد باربرا" والتي عمد فيها إلى تناول الرأسمالية وموضوع الفقر ، وتاثيره على بنية المجتمع .
وانتمى شو إلى الحزب الاشتراكي وعمل على نشر مبادىء الاشتراكية بالوسائل السلمية وبى هذا فهو واضح بانتمائه للجمعية الفابية.
وكان "محمد صلى الله عليه وسلم" المثل الأعلى لشو في الجهاد لتحرير السلطة ، والحماسة الدينية في النبي العربي ، ورأى أن خير ما في حياته أنه لم يدعِ إلى سلطة دينية سخرها في مأرب ديني، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى ، ولم يفرض عليهم أقوالهم، فكان خير قدوة لأي سلطة تريد الخير لبلادها .
وقد فارق شو الحياة بعمر كبير جداً ، وبقيت كتاباتها ، وأعماله باقية وخالدة ، ولم تتأثر بالزمن ، بل على العكس استطاعت أن تنال شهرة واسعة حتى بعد مماته ، ليكون أول رجل يقدم شيئاً فنياً يلائم الأعمار بمختلفها .
