لبنان: مجلس وزراء ساخن على وقع تحركات شعبية
ون يحرك الشارع لإخضاع حكومة سلام –
بيروت – عمان – حسين عبدالله:-
دفع زعيم التيار الوطني الحر النائب ميشال عون الاوضاع في لبنان الى منحى خطير يهدد الاستقرار والامن في لبنان من خلال الطلب من مناصريه النزول الى الشارع والتهديد به.
فقد حاول امس مئات المناصرين لعون اقتحام السراي الحكومي مقر الحكومة اللبنانية وتزامن ذلك مع انعقاد الحكومة برئاسة الرئيس تمام سلام على وقع خلافات قوية بين وزراء التيار الوطني الحر وبدعم من حزب الله والرئيس تمام سلام ووزراء تيار المستقبل حول صلاحيات الحكومة والرئيس سلام في ظل الشغور الرئاسي.
ويصر عون على ان بند تعيين قائد جديد للجيش يجب ان يكون البند الوحيد على طاولة مجلس الوزراء فيما تعارض ذلك قوى اخرى.
وعقدت الحكومة جلستها امس وسط سجال حاد بين الرئيس تمام سلام ووزراء التيار الوطني الحر ولاسيما وزير الخارجية جبران باسيل الذي اتهم سلام بعدم احترام الدستور ورد عليه الاخير بانه يحترم الدستور وبالكاد يمارس صلاحياته كرئيس للوزراء في ظل تعطيل عمل الحكومة من قبل وزراء العماد عون.
وفي محاولة لفرض امر واقع انتشر مئات العونيين في محيط السراي الحكومي وحاولوا اقتحام مقر الحكومة لكن الجيش والقوى الامنية التي انتشرت بكثافة في محيطها شكلت سياجا لها ومنعت المحتجين من الوصول الى السراي وحدثت مناوشات بين المحتجين والجيش استعملت فيها العصي والايدي.
واعلنت قيادة الجيش انها لن تستدرج إلى أي مواجهة مع أي فريق كان، واكد ان هدفها هو حماية المؤسسات الدستورية وسلامة المواطنين اللبنانيين.
واكد عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ابراهيم كنعان ان «مسيرة مناصري التكتل الحر هي تعبير ديمقراطي، فهم يتظاهرون بسلمية وهذه طريقة قمع وحتى ان كان هناك جرحى نتيجة مشادة»، مشدداً على ان «التصرف داخل الحكومة بهذا الشكل وتعاطي رئيس الحكومة تمام سلام مع وزير الخارجية جبران باسيل بهذا الشكل وهو يمثل جزءا اساسيا ومسيحيا داخل الحكومة غير مقبول».
واضاف خلال وصوله الى السراي الحكومي امس: «اعتدنا على دعس المطالب والحقوق في لبنان، لكننا لم نعتد كمناصري التكتل اخذ اذن احد او طلب شيء من احد»، موضحاً «هناك موقف موحد عند الأحزاب المسيحية عن هذا، وهناك اختلاف بالأسلوب وهذا أسلوبنا لأننا نمثل الجزء الاكبر من المسيحيين»، متمنياًُ ان «يعود الوزراء داخل الحكومة الى ضميرهم والى الدستور».
واوضح كنعان اننا «سنستمر في تحركنا، ونحن لا نسعى الى اشكال واخبرنا سابقا بتحركنا منذ اسبوع»، مشيراً الى ان «هدف التحرك هو ان تصل رسالتنا الى اللبنانيين ولهذا طالبنا باستفتاء»، مؤكداً «لا يمكن الاستمرار بهذا الاستهتار اكثر».
من جهته، اكد النائب وليد جنبلاط في تغريدة له على تويتر امس انه «في الأوقات العصيبة التي نمر بها اهم شيء الهدوء، ولا بد للعقل ان يعود ويتحكم».
اما عضو كتلة المستقبل النائب عمار حوري فقد رأى «أن أي تحرك للتعبير عن الرأي ينص عليه الدستور هو تحت سقف القانون وتحت سقف عدم المساس بحريات الآخرين، وهذا من حق أي فريق سياسي يعبر عن رأيه ولكن ربما السؤال الأكبر هو حول مضامين هذا التحرك التي تأتي خارج السياق، وتأتي للتعبير عن مطالب شخصية بحتة، بمعنى أنه لو حققت للعماد عون البعض منها هل كان سيحصل هذا التحرك؟».
وردا على سؤال عن أن العماد عون أحرج حزب الله بتجاوزه خطى معينا للتصعيد، أبدى النائب حوري اعتقاده «أن حزب الله محرج ولا يستطيع أن يغطي العماد عون أو أن يدعمه لأسباب مختلفة، إن النزول إلى الشارع وربما تهديد الحكومة لا يخدم حزب الله صحيح أنه يستعمل الشغور في موقع رئاسة الحكومة ورقة إقليمية ويمنع انعقاد جلسات الانتخاب، لكن صحيح أيضا أنه يحتاج جزئيا إلى تغطية بقاء الحكومة وهو شريك فيها لتغطية تورطه في أكثر من جهة».
امنيا، دهم الجيش اللبناني فجر امس مستودعا في منطقة القبة بمحيط مسجد الوديع في طرابلس تابع لأشخاص سوريين، بعد ورود معلومات عن تخزين أسلحة داخله»، وتمكن الجيش من توقيف سوريين بعد مصادرة كمية من الأسلحة والذخائر من المستودع»، وان « الأسلحة والذخائر كانت مخبأة داخل حائط المستودع حيث عمد عناصر الجيش إلى تحطيم الحائط للعثور عليهم».
