الاتفاق النووي بين الغرب وإيران ينتظر التوقيع اليوم
أنهت القوى العالمية الست الكبرى وإيران أمس الجوانب الفنية للاتفاق النووي المحتمل التوصل إلى صيغته النهائية والتوقيع عليه اليوم في وقت بقيت بعض القضايا السياسية عالقة إلا أنها لن تؤثر على التوجه لتوقيع الاتفاق بحسب متابعين لمجريات المفاوضات فيما يبدو أن الاتفاق بات في متناول اليد.
وقال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي إن الجوانب الفنية لاتفاق نووي محتمل اكتملت تقريبا.
ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للانباء عن صالحي قوله: «المناقشات الفنية انتهت تقريبا وكذلك النص المتعلق بالقضايا الفنية وملحقاتها». ويقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية إن معظم القضايا الصعبة المتبقية في المحادثات هي قضايا سياسية وليست فنية وأن من المرجح توقيع الاتفاق اليوم.
وقال الناطق باسم الوفد الإيراني علي رضا مير يوسفي بحسابه على موقع تويتر إن وثائق الاتفاق تتألف من 100 صفحة.
وحذر وزير الخارجية الأميركي جون كيري من بقاء بعض الصعوبات في اليوم الـ16 من المفاوضات التي تجري على مستوى وزاري بين ايران وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين.
وأبلغ كيري الصحافيين في العاصمة النمساوية: «أعتقد أننا بصدد اتخاذ قرارات حقيقية.. لذا سأقول لأنه ما زال لدينا بعض الأشياء الصعبة لننجزها فأنا ما زالت متفائل. متفائل».
ومن المتوقع أن ينضم للمحادثات اليوم كل من وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف والصيني وانغ يي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه يأمل أن تكون المحادثات النووية بين القوى العالمية وإيران قد دخلت مراحلها الأخيرة.
من جهتها كتبت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني على حسابها على موقع «تويتر» ان المفاوضات وصلت الى «الساعات الحاسمة».
وقال مسؤول ايراني كبير إن الاتفاق قريب. وأضاف: «الاتفاق في المتناول.. ولكن بعض القضايا بحاجة إلى أن يحلها وزراء الخارجية». وأضاف دبلوماسي إيراني: «انتهينا من حل نحو 99 بالمئة من القضايا.. والاتفاق جاهز. بتوفر إرادة سياسية يمكننا إنهاء العمل. لكن تتبقى قضيتان بحاجة لحل».
وأمهلت إيران والقوى الدولية الست وهي بريطانيا والصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والولايات المتحدة نفسها حتى اليوم للتوصل إلى اتفاق وهو ثالث تمديد خلال أسبوعين بينما اتهم الوفد الإيراني الغرب بوضع عراقيل جديدة في طريق المفاوضات.
ومن بين نقاط الخلاف القائمة في الوقت الراهن إصرار إيران على رفع حظر على الأسلحة وحظر على برنامجها للصواريخ الباليستية يفرضهما مجلس الأمن الدولي عليها منذ 2006 بمجرد التوصل لاتفاق. وتساند روسيا ـ التي تبيع السلاح لإيران ـ طهران علنا في هذه المسألة.
لكن دبلوماسيا غربيا كبيرا قال الأسبوع الماضي إن القوى الست لا تزال متفقة على رأي واحد في هذه المسألة رغم استياء بكين وموسكو المعروف من الحظر.
والسبت، بدا المرشد الإيراني علي خامنئي اكثر تشددا، اذ دعا في كلمة له امام طلاب في طهران الى الاستمرار في التصدي للولايات المتحدة التي اعتبر انها افضل مثل على الغطرسة.
ورأى المحلل كيلسي دافنبورت، المتخصص في هذا الملف، ان الوقت ليس للمزايدة والمواقف المتصلبة. هذه لحظة تاريخية، ويمكن ان تكون هناك عواقب وخيمة اذا فوت المفاوضون الفرصة لإبرام اتفاق جيد.
