حركة نزوح مستمرة لأهالي الغوطة المحاصرة إثر مجازر الأسد المتتالية
مئات العائلات أصبحت بلا مأوى بعد حملة النظام الاخيرة على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، حيث باتت أغلب الأحياء السكنية غير صالحة للسكن، الأمر الذي ينذر بتغير ديموغرافي قد تشهده المنطقة وفق ما يرى محللون، مزيد عن حملة التهجير القسري لأهالي الغوطة الشرقية في تقرير مراسلنا جواد العربيني.
لم يجدْ أبو الفوز مكانًا يُؤويهْ هو وعائلتُهُ إلا حيهُ الذي تعرضَ للقصفِ في ريفِ دمشق بعدَ عِدةِ محطاتِ نزوحٌ برفقةِ عائلتِهِ التي لاحقتهم براميلُ النظامِ أينما حَلو.
أبو الفوز المصابُ بالعمى لم يعدْ يقوى على حياةِ النزوحِ مع أطفالِهِ الخمسةِ بعد اصابتهِ بعدةِ أمراض، فضلاَ عن حالةِ الفقرِ الشديد.
يقول أبو الفوز قصفت الطائرة هنا فإننا إلى حزرما قصف في حزرما. فنزحنا إلى حي العسقلاني ثم ضربت في العسقلاني فلم نجد إلى العودة إلى هنا وتحدي القصف فأنا راجل لا أرى ولا اسمع جيدا لم أعد أقوى على النزوح.
قذائفُ الاسدِ وبراميلُهُ تسببتْ خلالَ أقلَ من شهرٍ بتهجيرِ مئاتِ العائلاتْ. سبعُمئةِ عائلةٍ نزحتْ من حرستا وألفا عائلةٍ من دوما، فضلاً عن خمسِمئةِ عائلةٍ أخرى من بلداتِ مختلفةِ في الغوطةِ الشرقية، لتعيشَ اليومَ بلا مأوى.
يقول أبو أحمد هذا الحي قصف بصاروخ فراغي الأمر الذي دفع خمسين عائلة للنزوح فلم تعد المباني صالحة للسكن.
أما أبو غسان فيضيف كنا نسكن هنا قبل أن يتعرض المنزل للقصف عشرين يوم والنظام يقصف المناطق المكتظة بالسكان وكأن الموضوع أصبح عبارة عن تهجير الداخل.
سياسةُ النظامِ في تهجيرِ الأهالي يُفسرُها البعضُ بأنها تأتي وفقَ مُخططِ تغيرٍ ديموغرافيٍ للنظامِ يأتي تزامنًا مع المدِ الايرانيِ الذي يجتاحُ العاصمةَ دمشق.
