ماركو بولو
يعتبر ماركو بولو، أحد أعظم الرحالة والمستكشفين في التاريخ .
في عام 1271، ترك شاب يبلغ من العمر 17 عاما البندقية مع والده وعمه للسفر إلى الشرق على طول طريق الحرير. لم يعد ماركو بولو إلى دياره إلا بعد مرور 24 عاما، ومع إنه لم يكن أول أوروبي زار الشرق الأقصى، إلا أنه أصبح على الفور الأكثر شهرة بعد نشر كتابه "رحلات ماركو بولو". وقد ناقش العلماء طويلا صحة الكتاب ، بما في ذلك ما إذا كان حقا بولو سافر إلى الصين أو أنه كان مجرد جامع أخذ من كتب مختلفة كتبها كتاب قاموا بالفعل بزيارة الأماكن التي ادعى أنه زارها. . ويشير المشككون إلى عدم الدقة في حكاياته وعدم ذكره سور الصين العظيم أو العناصر المركزية للثقافة الصينية مثل استخدام عيدان تناول الطعام أو شرب الشاي.
بعد سنوات قليلة من عودته إلى البندقية، قاد ماركو سفينة في حرب ضد مدينة جنوة المنافسة . قبض عليه في نهاية المطاف وحكم عليه بالسجن في جنوة، حيث التقى زميل سجين كان كاتبا اسمه رستيشيلو. حكى ماركو لرستيشيلو عن الفترة التي قضاها في آسيا، وعما رآه، وأصبح الرجلان صديقين. لاحقا تحولت القصص إلى الورق ونشرت في ما سمي كتاب وصف العالم الذي عرف فيما بعد باسم رحلات ماركو بولو.
ذاع صيت ماركو، الذي أطلق سراحه من السجن في عام 1299، وأصبح من المشاهير. وقد طبع الكتاب في الفرنسية والإيطالية واللاتينية، وأصبح كتاب القراءة الأكثر شعبية في أوروبا. ولكن قلة من القراء صدقوا حكاية ماركو. اعتبرت الغالبية قصصه من بنات الخيال. وأطلق على هذا العمل لاحقا لقب آخر: "المليون كذبة". ومع ذلك تمسك ماركو بأن ما رواه هو الحقيقة. بعد خروجه من السجن، عاد إلى البندقية، حيث تزوج، وربى ثلاث بنات، وكان على مدى نحو 25 عاما، يقوم بالأعمال التجارية للعائلة.
توفي ماركو في منزله في البندقية يوم 8 يناير، 1324. وفيما كان يحتضر، كان الأصدقاء والمشجعون يزورونه، ويحثونه على الاعتراف بأن كتابه كان من الخيال. ولكن ماركو لم يلين وروي أنه قال "أنا لم أروي إلا نصف ما رأيت".. ولكن، وفقًا لمجموعة من المؤرخين وعلماء الآثار، فالأرجح أن هذا الرجل لم يتجاوز في أسفاره نحو الشرق البحر الأسود على الأكثر. منهم فرانسيس وود، رئيس قسم اللغة الصينية في المكتبة البريطانية.
يقول هؤلاء إن بولو، الذي خرج من موطنه البندقية في القرن الثالث عشر ليستكشف الدنيا، جمع على سواحل البحر الأسود مختلف الروايات المثيرة عن سحر الشرق في الصين واليابان والامبراطورية المغولية من أولئك الذين زاروا تلك المناطق فعلاً. ثم جمعها في كتاب زعم زورًا أنه يصف «أسفاره» في الفترة 1271 و1291. بل إنه يمضي في كتابه هذا ليحكي بالتفصيل عن حياته في بلاط قبلاي خان أعظم الأباطرة المغول صديقًا له ومبعوثًا دبلوماسيًا باسمه. وبدلاً من الإشارة إلى الأشياء بأسمائها الصينية، كان يطلق عليها أسماء فارسية. وبينما زعم أنه عمل مبعوثًا دبلوماسيًا للأمبراطور قبلاي خان، فلا يظهر اسمه أو وصفه على أي وثيقة من ذلك العصر.
كما أن فريقًا من علماء الآثار الإيطاليين يلقي الآن، بعد دراسات مطولة في اليابان، ظلالاً قاتمة وكثيفة من الشك على مزاعم مواطنهم البطل الشهير (رغم أن الكروات ينسبونه إليهم أيضًا قائلين إنه ولد وترعرع وسطهم)
.ومهما يكن الأمر، فإنه بعد مرور قرنين من زمان ماركو، عندما انطلق كريستوفر كولومبوس عبر المحيط الأطلسي أملا في إيجاد طريق جديد إلى الشرق. كان معه نسخة من كتاب ماركو بولو.
