الاحتلال يُوسّع التسليح لمحاصرة الانتفاضة
تتّجه إسرائيل لإطلاق العنان للسلاح في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية من خلال تكثيف توزيع السلاح على المستوطنين في إجراء مغلف بتقديمهم طلبات ترخيص لحمل السلاح، أو السماح للجنود بحمله خارج أوقات «الخدمة»، في وقت كثّفت قوات الاحتلال حملات الاعتقال في الضفة الفلسطينية، بما فيها القدس في سياق مسعاها لمحاصرة الانتفاضة وإخمادها.
وتقدم آلاف الإسرائيليين بطلبات للحصول على تراخيص لحمل أسلحة، وذلك بعد تكرار حوادث الطعن خلال الفترة الماضية. وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الطلبات أغرقت وزارة «الأمن الداخلي»، مشيرة إلى أن «بعضها مقدم من أفراد قوات يطالبون بالسماح لهم بحمل سلاحهم في غير أوقات الخدمة، إضافة إلى مدنيين» (مستوطنين).
وانهارت خدمات الهاتف بالوزارة. ولم يعد بإمكان الإسرائيليين التواصل معها لتحديد موعد لمقابلة عبر الإنترنت، وهو إجراء مطلوب قبل الحصول على الترخيص.
إجراء صارم
وقال ميكي روزنفيلد الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية إن التقدم للحصول على رخصة سلاح في إسرائيل «إجراء صارم للغاية»، مضيفاً ان «هناك الكثير من الخطوات التي يتعين اتباعها».
ورداً على سلسلة الهجمات الفلسطينية التي وقعت العام الماضي، خففت السلطات الإسرائيلية القيود على حمل السلاح، حيث سمحت لحراس الأمن بحمل أسلحتهم في غير أوقات العمل كما سمحت أيضاً لأفراد القوات الخاصة بحمل السلاح.
وذكر روزنفيلد أن حاملي السلاح سوف يكونون على الأرجح ممن خدموا في الجيش، كما سيتم منح الرخص فقط لمن يعيشون في مناطق تعتبر خطيرة.
إصابات
ميدانياً، أصيب شابان برصاص قوات الاحتلال أمس، خلال مواجهات اندلعت في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم. وأفاد شهود عيان أن الشاب جمال مهند حجاجحة (19 عاماً) أصيب بالرصاص الحي في ساقه، وأصيب شاب آخر بالرصاص في قدمه خلال مواجهات على المدخل الغربي للبلدة.
وقالت مصادر محلية في البلدة إن قوات كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت محيط البلدية وشرعت في اقتحام المنازل، ما أدى الى وقوع مواجهات مع الشبان الفلسطينيين أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز بكثافة. واضافت المصادر إن الشاب حجاجحة نقل الى مستوصف البلدة لتلقي العلاج الاولي قبل ان يتم نقله بواسطة سيارة اسعاف الى مستشفى بيت جالا الحكومي.
اعتقالات
واعتقلت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية عدداً من الفلسطينيين بينهم أطفال في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمعتقلين إن قوات الاحتلال اعتقلت والد الشهيد ثائر أبو غزالة بعد اقتحام منزله في القدس. كما اعتقلت فتى بعد تحطيم أبواب منزله والاعتداء عليه بالضرب في حي راس العمود، واعتقلت آخر بعد توقيفه على أحد الحواجز في بلدة سلوان بالإضافة الى أربعة أطفال من حي الثوري، بجانب اعتقال قوات الاحتلال فلسطينيين اثنين من مدينة قلقيلية شمال الضفة الغربية المحتلة وستة فتية في قرية النبي صالح قرب رام الله.
في الأثناء، أصيب عدة شبان بالعيارات المطاطية وحالات الاختناق بعدما قمعت قوات الاحتلال أمس، تظاهرة لطلبة جامعة فلسطين التقنية- خضوري- غرب طولكرم لليوم الثاني على التوالي. وأطلق جنود الاحتلال الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز بشكل كثيف على طلبة خضوري. واكدت مصادر طبية في طولكرم نقل ثلاثة طلبة على الاقل إلى المستشفيات في المدينة. كما تقدمت قوات الاحتلال داخل الحرم الجامعي، حيث علق مجلس اتحاد طلبة خضوري الدوام.
سكّين
اعتقلت قوات الاحتلال على حاجز قلنديا شمال القدس المحتلة أمس، شاباً فلسطينياً بدعوى حمله سكيناً وتمويهها داخل مشط شعر. ونقلت وكالة «معا» الفلسطينية عن مصادر إسرائيلية زعمها أن المعتقل يبلغ من العمر 25 عاماً من سكان القدس المحتلة وصل الحاجز في سيارة وأثار شكوك جنود الاحتلال الذين فتشوا السيارة وعثروا على مشط وداخله سكين. وسلّمت قوات الاحتلال المعتقل الى مركز شرطة شعفاط التابع للاحتلال للتحقيق معه. كما اعتقلت قوات الاحتلال امرأة فلسطينية ونجلها على معبر الكرامة أثناء قدومهما من الأردن.
وكانت قوات الاحتلال اعتقلت صباحاً سبعة فتية من بلدة تقوع في بيت لحم. وقالت المصادر إن قوات الاحتلال معززة بالكلاب البوليسية اقتحمت منازل عدة في البلدة وقامت بتفتيشها والعبث بمحتوياتها، واعتقلت كلاً من موسى جودت العمور (14 عاماً)، ومؤمن راتب العمور (14 عاما)، ومؤيد عبدالله العمور (13 عاماً)، وخليل علي ابو مفرح (15 عاماً)، ومحمد ربحي العمور (19 عاماً). كما اعتقلت حابس دخل الله العمور (48 عاماً) شقيق الأسير رياض العمور قبل أن تفرج عنه بعد استجوابه في معسكر عصيون الإسرائيلي.
