مصر: ما يثار حول تفجير الطائرة حرب شائعات
ما زال لغز «الطائرة الروسية» مقيم الدنيا وشاغل الناس، إذ يسود الارتباك وتضارب المعلومات سطح المشهد، ففيما سرّب عضو في لجنة التحقيق ترجيح تسبّب قنبلة في حادثة التحطّم بتثبّت يصل إلى 90 في المئة، سارعت وزارة الطيران المصرية إلى أنّ جهات التحقيق لن تلتفت لما أسماها شائعات هدفها الإضرار بسمعة مصر التي تواجه حرباً إعلامية واستخباراتية عاتية، في الأثناء كشفت موسكو عن نيتها تزويد مصر بأنظمة دفاع جوي.وقال عضو في لجنة التحقيق في حادث سقوط طائرة الركاب الروسية أمس، إنّ «المحققين متأكدون بنسبة 90 في المئة من أنّ صوت الضوضاء الذي سمع في تسجيلات مسجل صوت غرفة القيادة في الثانية الأخيرة من الرحلة كان انفجار قنبلة».
http://media.albayan.ae/images/fahmi559/1758297.jpg
وأكّد عضو لجنة التحقيق وهو مصري طالبا عدم نشر اسمه، إنّ «المؤشّرات والتحليل حتى الآن للصوت المسجّل في الصندوق الأسود يشير إلى أنه انفجار ناتج عن وجود مواد متفجرة»، مضيفاً: «متأكّدون بنسبة 90 في المئة أنّ الانفجار ناتج عن مواد متفجّرة».
وسئل عضو لجنة التحقيق عن الأسباب وراء وجود هامش من الشك بنسبة عشرة في المئة في أنّ الطائرة سقطت نتيجة انفجار فقال: «لا يمكن أن أناقش ذلك الآن».
شائعات مغرضة
في السياق، أكّد محمد رحمه المستشار الإعلامي لوزير الطيران المدني المصري، أن «لجنة التحقيق الخاصة بحادث الطائرة الروسية لن تلتفت للشائعات التي تسعى للإضرار بمصر، وأن المحققين الدوليين المشاركين في التحقيق وقعوا على البيان الأخير الصادر حول الطائرة ولم يؤكد حدوث انفجار بالطائرة».
وصرح رحمه بأنّ «عدم حضور ممثلي الدول في لجنة التحقيق المؤتمر الصحافي كان هدفاً للعديد من وسائل الإعلام التي أشاعت بعض الأخبار المغرضة، ورغم دعوة ممثلي الدول للحضور إلّا أنهم فضلوا عدم الحضور وتوكيل رئيس اللجنة الطيار أيمن المقدم نيابة عنهم، فضلاً عن أنهم غير مخولين بالتعامل مع وسائل الإعلام».
وقال رحمه: «للأسف الشديد نواجه حرباً إعلامية واستخباراتية عاتية لاستغلال حادثة الطائرة الروسية لضرب الاقتصاد المصري والسياحة، وهذه الحرب والشائعات لن تعطلنا عن العمل للتوصل إلى حقيقة ما حدث للطائرة».
وتابع: «اللجنة تواصل عملها بشفافية وهي ليست تحت وصاية أحد من مصر أو غيرها ولا يمكن أن يفرض أحد عليها رأيا أو توجها معيناً، وإذا سعت مصر لذلك فستقف ضدها روسيا وإذا أرادت روسيا فرض رأي معين يخالف الحقيقة فستقف أمامها الدول الأوروبية». وشدّد رحمه على أن ما أذاعته وسائل الإعلام حول الصوت في مسجل الطائرة جاء نقلاً عن أحد المحقّقين دون ذكر اسمه ونحن لا نرد على المصادر المجهولة وفي مثل هذه الواقعة لابد من ذكر اسم المصدر وهذا كذب واضح.
بيانات صندوق
إلى ذلك، أعلنت لجنة الطيران الروسية أن «الصندوق الأسود لطائرة الركاب الروسية التي تحطمت في سيناء لم يسجل أي بيانات تدل على حدوث خلل في أجهزة وأنظمة الطائرة قبل تحطّمها».
وأفادت اللجنة على موقعها الإلكتروني، أنّ «صندوق الطائرة الأسود الذي يسجل بارامترات عمل أجهزتها وأنظمتها المختلفة توقّف عن التسجيل عندما بلغت الطائرة ارتفاع 9.4 آلاف متر»، مشيرة إلى أنّ «الطيران قبل تلك اللحظة كان يسير بصورة طبيعية، دون أن تسجل أي معلومات عن حدوث أعطال فيها».
وصول خبراء
على صعيد متصل، أعلن ممثل عن فريق العمليات التابع لوزارة الطوارئ الروسية عن وصول مجموعة من الخبراء الروس والمصريين والألمان والفرنسيين إلى مكان تحطّم الطائرة الروسية في سيناء لاستمرار التحقيق في أسباب الحادث طبقا لما ذكرته وكالة «سبوتنيك» الروسية للأنباء.
وقال الناطق إن «مجموعة الخبراء وصلت إلى موقع سقوط حطام الطائرة برفقة مندوب من وزارة الطيران المدني المصرية على متن مروحية، وهم يعتزمون فحص أجزاء كبيرة من حطام الطائرة المنكوبة».
أمن مطارات
في غضون ذلك، نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب رئيس الوزراء الروسي اركادي دفوركوفيتش قوله، إنّ «موسكو أوفدت متخصّصين لإجراء مراجعة لإجراءات الأمان بالمطارات المصرية وتقديم توصيات بشأن إجراءات التأمين الإضافية اللازمة». وأضاف دفوركوفيتش الذي يرأس مجموعة حكومية شكلت للتعامل مع تعليق الرحلات الجوية، أنّ «مجموعة ثانية سافرت إلى مصر بينما سترسل مجموعة ثالثة في وقت لاحق».
إعادة نظر
من جهته، أشار وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، إلى أنّ الحادث يمكن أن «يتسبّب في تغييرات في إجراءات أمن الرحلات الجوية». وأضاف في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي»:
«إذا اتضح أن السبب قنبلة زرعها عنصر في «داعش» أو شخص آخر يستلهم فكر التنظيم فمن المؤكّد أنه سيكون علينا أن نعيد النظر مرة أخرى في مستوى الأمن الذي نتوقّع أن نراه في المطارات في المناطق التي تنشط فيها داعش».
استمرار إجلاء
وفي مسارٍ مواز، واصلت روسيا وبريطانيا أمس إجلاء سياحهما من شرم الشيخ ومناطق سياحية أخرى في مصر.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية أمس عن نائب رئيس الوزراء الروسي اركادي دفوركوفيتش قوله، إنّ «موسكو أعادت 11 ألف سائح روسي من مصر خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية».
أنظمة دفاع
بالتزامن، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي تشيميزوف رئيس مجموعة روستيك الروسية للصناعات العسكرية قوله، إنّ «موسكو تبحث تزويد مصر بأنظمة دفاع جوي». وقال تشيميزوف إنّ «روسيا تجري محادثات مع مصر لتزويدها بأنظمة أنتي-2500 «اس-300 في.ام» وبوك، لافتاً إلى أنّ «أنظمة الدفاع الجوي الروسية هي دائما تحت الطلب في منطقة الشرق الأوسط».
الجامعة العربية : نرفض محاولات المساس بمصر
أكّد نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي أمس، أنّ «مصر دولة مهمة ليس فقط للعالم العربي، وإنّما لمنطقة الشرق الأوسط، وأي شيء يمس مصر لا بد أن يكون له متابعة واهتمام من الجامعة العربية.
وقال بن حلي عن الهجوم الذي تتعرّض له مصر من الغرب بعد حادث الطائرة الروسية، إنّ «ما ينشر حول أسباب حادثة الطائرة ما هو إلّا تسريبات وتحليلات حاولت بعض الأطراف استغلالها لأغراض المساس بمصر».
مساعدة
وأعلن بن حلي رفض الجامعة العربية مثل هذه الأساليب والمواقف، مشيراً إلى أنّ «مساعدة مصر في هذه المرحلة واجبة»، لا سيّما وأنّها بصدد الانتهاء من الاستحقاق الدستوري الأخير المتمثّل في إجراء انتخابات تشريعية، وعلى الدول العربية ان تساعد مصر في كافة المجالات خاصة الاقتصاد.
اطمئنان
وأردف بن حلي: «المشاريع الاقتصادية في مصر بدأت تتحرك، ونحن مطمئنون أنّ الدول العربية كعهدنا بها تقف مع مصر وتتضامن معها في السراء والضراء، ومصر ستكون القوة الرئيسية للوقوف مع أشقائها لمساعدتهم، ونحن نطمئن عندما تكون مصر قويّة ومتعافية، لأنّ هذا يساعد على استقرار المنطقة والدول العربية».
تغيير سياسات
وتوقّع بن حلي أن تغير الدول الغربية من سياستها لأنها تعرف أهمية استقرار مصر، مضيفا أنّ «الجامعة العربية ترفض أن يتسبّب حادث ما في إثارة حالة من الغيوم، مؤكّداً أنّ «مصر ستتجاوز هذه المرحلة بشعبها وبقيادتها الواعية وبمساعدة أشقائها وأصدقائها».
وكانت بعض الدول قد شنّت هجوماً على مصر بسبّب سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء قبل نحو أسبوع دون الانتظار لظهور التحقيقات والكشف عن محتوى الصندوقين الأسودين، إذ صرحت بريطانيا على لسان رئيس وزرائها ديفيد كاميرون ترجيحها أنّ هناك قنبلة وراء تحطّم الطائرة الروسية، كما أفادت الولايات المتحدة الأميركية بموقف مماثل بترجيحها كذلك أنّ قنبلة وراء حادثة التحطّم، وهو الأمر الذي أثار استهجان مصر داعية كل الأطراف إلى انتظار نتائج التحقيقات.
