الاحتلال يحاصر «الأقصى» في أولى جمع ذي الحجة
فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس حصاراً وقيوداً مشدّدة على دخول المصلين الفلسطينيين للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة الأولى في شهر ذي الحجة، حيث أدى الآلاف من الفلسطينيين الصلاة في شوارع مدينة القدس، وعلى أبواب المسجد الأقصى، بعد قيام قوات الاحتلال بمنع الرجال الذين تقل أعمارهم عن الـ50 عاماً من دخول المسجد.
فيما شهدت بلدة كفر قدوم غرب نابلس، مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال خلال التظاهرة الأسبوعية التي تنظم احتجاجاً على الاستيطان وسرقة أراضي البلدة لصالح مستوطنة «قدوميم»، في وقت تعاني 17 أسيرة فلسطينية ظروفاً اعتقالية قاسية في سجون الاحتلال.
وفي الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة، انتشرت قوات الاحتلال (الشرطة وحرس الحدود والقوات الخاصة والخيالة والمستعربون والمخابرات) بمساندة المروحية في شوارع مدينة القدس، وأغلقت جميع الشوارع والطرقات المؤدية الى المسجد الأقصى بالأشرطة الحمراء والسواتر الحديدية والسيارات الشرطية.
كما نصبت حواجز في الطرقات وحرّرت هويات جميع الرجال الفلسطينيين ومنعت من هم دون الـ50 عاما من المرور عبرها للوصول الى الأقصى، أما النساء فقد خضعن لتفتيش خاص على أبواب الأقصى.
حواجز
وأقيمت صلوات الجمعة عند الحواجز العسكرية التي اقيمت في الأحياء والطرقات، في حي رأس العمود ووادي الجوز وشارع صلاح الدين والمصرارة وباب الساهرة وفي أزقة البلدة القديمة وبالقرب من أبواب الأقصى. أما الأقصى فقد بدت ساحاته ومساجده خالية من المصلين بسبب القيود الاحتلالية، كما اغلقت القوات معظم أبوابه باستثناء (حطة والمجلس والسلسلة).
وأفاد شهود عيان بأن مشادات كلامية جرت عند الحواجز العسكرية أثناء محاولة الشبان الدخول الى الاقصى، كما القت قوات الاحتلال بعد انتهاء الصلاة في حي رأس العمود قنبلة صوتية باتجاه بعض الفتية.
17 أسيرة
في غضون ذلك، أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات ان الاحتلال لا يزال يختطف في سجونه 17 أسيرة فلسطينية في ظروف قاسية جداً ويحرمهن من كل متطلبات الحياة الإنسانية البسيطة مع تزايد في الحالات المرضية بين الأسيرات.
وأوضح الناطق الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر ان أعداد الأسيرات انخفضت خلال الأيام الماضية بعد إطلاق سراح الأسيرتين ريم حمارشة (40 عاماً) من نابلس بعد قضاء فترة محكوميتها البالغة 8 أشهر.
بينما أطلق سراح الأسيرة آلاء محمد أبو زيتون (21 عاماً) من عصيرة الشمالية بعد قضاء فترة محكوميتها البالغة 19 شهراً، فيما كانت حكمت على الأسيرة المقدسية أنعام محمد قلمبو بالسجن لمدة شهر ونصف الشهر وحولتها إلى الاعتقال المنزلي خارج السجن.
وأشار الأشقر إلى تراجع أوضاع الأسيرات الفلسطينيات بشكل كبير جداً في الآونة الأخيرة وخاصة مع قلة الحديث عن معاناة الأسيرات في وسائل الإعلام المختلفة، حيث تعاني العديد منهن من حالات مرضية دون تقديم علاج مناسب لهن.
حالات مرضية
وكانت الأسيرة سماهر سليمان زين الدين (35 عاماً) من نابلس وهي أم لستة أبناء وزوجها معتقل، أصيبت داخل السجن بورم صدري سبب لها آلاماً شديدة، وبعد سلسلة مطالبات وضغوط من الأسيرات قام الاحتلال بإجراء عملية استئصال ناجحة، للورم وحالتها الصحية جيدة.
وكشف الأشقر أن من بين الحالات المرضية بين الأسيرات حالة الأسيرة المسنّة الحاجة رسمية محمد بلاونة (53 عاماً) من مخيم طولكرم التاي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم ومن مرض السكري، وهي معتقلة منذ 4 فبراير 2014، والأسيرة نوال سعيد السعدي (52 عاماً) من جنين وتعاني من مرض الضغط والقرحة في المعدة نظراً لكبر سنها، ومازالت الإدارة تماطل في تقديم العلاج المناسب لها.
وهي معتقلة منذ 5 نوفمبر 2012، والأسيرة دنيا واكد تعاني من تسارع دقات القلب والسكري وضغط الدم إضافة إلى استمرار معاناة عميدة الأسيرات لينا الجربوني والتي تشتكي من ألم في خاصرتها ودوخة شديدة.
تصعيد الاعتقال الإداري
أكد مركز أسرى فلسطين للدراسات، أن أعداد الأسرى الإداريين في سجون الاحتلال ارتفعت خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة لتصل إلى ما يقارب 540 أسيراً فلسطينياً، وذلك بعد تحويل العشرات للاعتقال الإداري، بالإضافة إلى تجديد الإداري لأكثر من 70 آخرين خلال الفترة الماضية.
وأوضح الناطق الاعلامي للمركز رياض الأشقر أن الاحتلال صعد في الثلاثة شهور الأخيرة من اللجوء لاستخدام سياسة الاعتقال الإداري وتحديدا لمئات الأسرى الذين اعتقلوا خلال الحملة الأخيرة منتصف يونيو.
