عندما نحكم على شخص ما بأنه متستر بالدين

التستر بالدين هو أن يتظاهر شخص بأنه متمسك ومحافظ على الدين وحقيقته أنه على غير ذلك ... يقول الرسول صلى الله عليه وسلم (( من غرنا بالله اغتررنا به )) فالحديث يعني أننا ليس لنا من البشر إلا ما نرى في ظاهرهم ويبقى الباطن لله عز وجل هو أعلم به وهو يحاسب عليه .. فلا يجوز لأي شخص كائن من كان أن يتجنى على غيره ويذكر أنه متستر بالدين إلا إن رأى منه ما يدل على ذلك .. فالحكم بمجرد الظن يوقع من أطلقه في أنفاق قد تعود على المار فيها بالعار والدمار .. • ماذا نقصد عندما ننعت شخصاً بأنه متستر بالدين ؟؟ الحكم بالتستر بالدين أمره عظيم ,, وخطره جسيم فإما أن يكون المتستر بالدين منافق .. والمنافق هو من يظهر الإسلام ويبطن الكفر ,, وكلنا نعلم من هو المنافق في الميزان الإلهي وكما جاء في القرآن الكريم {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً }النساء145 فهؤلاء آثروا التستر بالدين ,, وإظهاره وإبطان الكفر .. وإن كان الحكم بالتستر بالدين لا يقصد به من أطلق الحكم أنه يصل للنفاق فهو يكون ممن جاء في الحديث الصحيح الذين سماهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بذي الوجهين وورد فيهم حديث خطير .. وعلى أية حال فلا يخرج المتستر بالدين من أحد هؤلاء ,, فكونه أظهر الدين تستراً فهذا يعني أنه يبطن شيئاً مضاداً أو مغايراً لما يظهر ,, وهذا أمر في غاية الخطورة • عندما نحكم على شخص ما بأنه متستر بالدين ... فإما أن نكون قد حكمنا عليه بالنفاق والمنافق في الدرك الأسفل من النار كما ورد في الآية والنفاق كفر وبهذا يكون الحاكم بالتستر بالدين قد حكم بالكفر عياذاً بالله ( إن كان الحكم بالتستر يعني نفاقاً اعتقادياً ). وإن كان الحكم بالتستر دون ذلك فلا يخلو أن يكون رجماً بالغيب ,, فيه تطاول وتعدي على الآخرين ,, وفيه دخول في النوايا التي لا يمكن أن يعرف حقيقتها غير الله عز وجل .. • أليس الحكم بالتستر بالدين أمر خطير بعد هذه النقاط المختصرة ؟ • أليس الحكم بالتستر في الدين فيه تطاول على الأمور الغيبية ؟ • أليس الحكم بالتستر بالدين فيه إقحام للنفس والذات في مجالات لا يمكن أن يصلها أحد ؟ • أين من حكم بالتستر بالدين من قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم (( من غرنا بالله اغتررنا به )) أي من تظاهر بالدين ظاهراً ظننا به الخير حكماً على الظاهر وليس لنا في الغيبيات . وقفة : عندما طلب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتلون المنافقين وقد علم نفاقهم بالوحي قال الرسول صلى الله عليه وسلم (( لا ..... حتى لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه )) فيعني ذلك أن الناس ليس لهم إلا الظاهر .. وقفة : يقول صلى الله عليه وسلم في قصة الجنازتين اللتين مرتا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأثني على إحداهما خيراً وأثني على الآخرى شراً (( أنتم شهداء الله في أرضه فمن أثنيتم عليه خيراً فهو كذلك ومن أثنيتم عليه شراً فهو كذلك )) أو كما قال صلى الله عليه وسلم . فليتنبه المسارعون في الأحكام .... وليتق الله كل في أقواله وأفعاله

لا يجوز لنا الحكم على الناس بالظاهر فربما باطن الامور تكون نيتها سليمه

شكرا لك قضية جيدة بارك الله فيك

السلام عليكم..
شكرا لك استاذ خالد على هذه الإضافة الطيبة.. الإنسان كائن مسير في الأرض متى ماشاءت الأقدار ان يرحل من الدنيا فلا راد لقدر الله , من هنا يجب على الإنسان يهتم بأمر دنياه ويسعى لإدخار الأجر لا لخروج حسناته من ميزانه ثم أن ماالداعي بأن يتهجم على هذا وذاك !!! فماذا عساي أن أقول إلا كما قال سيدنا علي رضي الله عنه " كفى بالمرء غباوة أن يعرف نفسه".
تقديري