أم صهيب.. أول سائقة «سيرفيس» في الأردن
كانت نقطة الفصل عندما توفي زوجها، هل تتسوّل أم تنتظر تعطّف الناس؟
لم تفعل السيدة صباح السيلاوي «أم صهيب» ذلك، لقد قرّرت ببساطة أن تفعل ما كانت تتمناه منذ زمن بعيد ألا وهو العمل سائقة أجرة عامة «سيرفيس» في شوارع عمّان.
تقول أم صهيب: «ليس عيباً ما أفعله، والعيب أن أسأل الناس»، لقد دخلت السيدة السيلاوي سوق العمل من بوابة سيارة أجرة على خط خدمة الرمثا ـ عمّان.
لم تختر «أم صهيب» أن تعمل سائقة أجرة التي يطلق عليها المواطنون الاردنيون اسم «سرفيس» فقط، بل واختارت أصعب الخطوط السير التي تبعد بين نقطة البداية والنهاية نحو 90 كيلومتراً.
20 عاماً
وتقول إحدى الطالبات التي تدرس في الجامعة الأردنية في العاصمة عمان: «شعوري بأن أركب مع أم صهيب فيها أمان أكثر بالفعل من أن أركب أي سيارة أجرة أخرى.
وتشير أم صهيب إلى أنّها تخرج كل يوم قبيل أذان الفجر في الساعة الرابعة صباحاً، مضيفة أنها تشعر بالأمن والأمن دون أدنى خوف من التوقيت الموحش.
وتضيف الأم لخمسة أطفال، أنّ «مهنتها ليست جديدة عليها، فمنذ ما يزيد على عشرين عاماً كنت أعمل على خط الرمثا ـ الشام». وتقطع أم صهيب في اليوم نحو 1300 كيلومتر ذهابا وإيابا ما بين العاصمة عمّان والرمثا.
ووفق ما تروي أم صهيب فإنّه لم يسجّل بحقها أية مخالفة مرورية منذ بدء عملها في هذا المجال وحتى يومنا هذا».
نشيمة ومثال
2ويحرص رجال الأمن ورقباء السير على أن يشعروا أم صهيب أنّها في أمان وهم يرون تكبّدها المشقّة، إذ يصرّح رئيس قسم سير الرمثا، الرائد خلدون ضمرة أنّه تابع صباح السيلاوي من خلال رصدها من قبل المباحث المرورية وقسم سير الرمثا، فوجد فيها طابعا أخلاقيا والتزاما من الناحية المرورية، والتعامل مع المواطنين والتزامها بالشواخص المرورية والإرشادية وبالعملية المرورية بجميع نواحيها».
ويرى متصرف لواء الرمثا، بدر القاضي أنّ «النشمية أم صهيب هي مثال يحتذى به لنشميات البلد»، مضيفاً: «نحن ندعم بكل السبل كل مكافح وسيتم منحها شهادة وتكريما من قبل متصرفية الرمثا».