الرئاسات العراقية الثلاث ترفض التوغل التركي
قتل شرطيان اثنان في اشتباك مع عناصر تنظيم داعش شرق تكريت، فيما أكد مسؤول عشائري في الأنبار أن «لا توقف للعمليات العسكرية حتى تطهير الرمادي والأنبار بالكامل»، فيما تواصلت ردود الفعل العراقية على دخول القوات التركية إلى مناطق شمال البلاد، في وقت نددت الرئاسات الثلاث، وقادة ورؤساء الكتل السياسية، في اجتماع استثنائي عقدوه بالتوغل التركي في الأراضي العراقية.
رفضت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان التوغل التركي في الأراضي العراقية، وشددت على حق بغداد في التصدي له بكل السبل المتاحة.
وأكد البيان أن الرئاسات الثلاث، وقادة ورؤساء الكتل السياسية، في اجتماع استثنائي عقدوه وهو الأول من نوعه، أن أي دعم وإسناد خارجي للعراق «لا بد أن يتم من خلال القنوات الرسمية وبالاتفاق معها»، وعدوا أن من حق العراق استخدام كل الطرق المشروعة للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه.
وندد المجتمعون بدخول قطعات عسكرية تركية الأراضي العراقية من دون تفاهم أو اتفاق مسبق مع الحكومة العراقية، معتبرين أنه «لا يمكن القبول به أو السكوت عنه، ومن حق العراق استخدام كل الطرق المشروعة للدفاع عن سيادته ووحدة أراضيه، ودعم الحكومة العراقية في الخطوات التي اتخذتها في هذا الصدد».
وفي سياق متصل، بعث مندوب العراق في الأمم المتحدة محمد الحكيم رسالة إلى سامانثا باور السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة، التي ترأس الدورية الحالية لمجلس الأمن، قال فيها «ندعو مجلس الأمن إلى مطالبة تركيا بسحب قواتها فوراً، وعدم خرق السيادة العراقية مرة أخرى».واعتبر الحكيم ما قامت به تركيا «خرقاً صارخاً لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وخرقاً لوحدة وسيادة دولة العراق»، كما وصف الحكيم التوغل العسكري التركي بأنه «عمل عدواني»، موضحاً أن بلاده عملت على احتواء هذه المسألة من خلال الوسائل الدبلوماسية، و«لكن هذه الجهود لم تنجح في إقناع تركيا بسحب قواتها من الأراضي العراقية».
إجراءات عقابية
وفي الأثناء، قال رئيس مجلس محافظة البصرة صباح البزوني إن مجلس المحافظة قرر أمس عدم التعاقد مع الشركات التركية مستقبلاً لتنفيذ مشاريع، وخاصة في قطاع النفط.
وقال البزوني، في تصريح صحافي إن مجلس محافظة البصرة صوت بالإجماع في جلسته الأسبوعية على عدم إبرام أية عقود مستقبلية مع الشركات التركية، لا سيما في القطاع النفطي احتجاجا على دخول القوات التركية الى العراق.
وأضاف أن هذا القرار يشمل أيضا «الشركات الأجنبية العاملة بالمحافظة بإيقاف إبرام العقود الإنتاجية والخدمية مع الشركات التركية مستقبلا، لا سيما القطاع النفطي ومخاطبة الدوائر الحكومية بعدم إرسال موظفيها بإيفادات حكومية الى تركيا».
وذكر أن المجلس قرر انه في حال «استمرار تواجد القوات التركية على أرض العراق وعدم انسحابها فسيكون للمجلس قرارات أخرى أهمها منع المواطنين الأتراك من الدخول الى مطار البصرة الدولي ومنع تداول البضائع التركية في المحافظة».
اشتباك
وعلى صعيد العمليات القتالية، أعلن مصدر أمني بمحافظة صلاح الدين مقتل شرطيين اثنين في اشتباك مع عناصر تنظيم داعش شرق تكريت، 160 كيلومترا شمال بغداد.
وقال المصدر إن «عنصرين من شرطة بلدة العلم، 15 كيلومترا شمال شرقي تكريت، قتلا فجر أمس في اشتباكات مع عناصر داعش بجبل حمرين في اثناء محاولة الشرطة تأمين هروب عائلتين من قضاء الحويجة بكركوك الى بلدة العلم في صلاح الدين، حيث تمكنت الشرطة من انقاذ خمسة أفراد، فيما لا يزال البحث جاريا عن المتبقين في الأودية والتلال التي حاولوا الهروب عبرها».
وفي الموصل، أعلن مصدر في شرطة نينوى عن مقتل مسؤول شؤون طلبة جامعة الموصل وهو عضو في تنظيم داعش وثلاثة أساتذة جامعيين من أنصار التنظيم كانوا برفقته بقصف للتحالف الدولي شمال الموصل.
تطهير الأنبار
وإلى ذلك، رد مسؤول عشائري في الأنبار على التسريبات الإعلامية، بشأن انتكاسة منيت بها القوات المهاجمة لمدينة الرمادي، ووصول تعزيزات كبيرة لتنظيم داعش، بأن العمليات العسكرية الجارية في محافظة الأنبار لن تتوقف حتى تطهير المحافظة بالكامل.وقال رئيس مجلس عشائر الأنبار المتصدية لـ«الإرهاب» الشيخ رافع عبد الكريم الفهداوي، في تصريح صحافي، إن «معنويات المقاتلين من أبناء العشائر بالحشد وأفواج طوارئ شرطة الانبار والقوات الأمنية المساندة عالية جداً»، مبيناً أن «الجبهات في تلك القواطع تم تزويدها بقوات إضافية من الشرطة المحلية وأفواج حشد الانبار».
وأضاف الفهداوي «لا توقف للعمليات العسكرية حتى تطهير الرمادي والأنبار بالكامل وإعادة الأسر النازحة الى مناطقها المغتصبة».
