سر المعركة الكبرى

😳 سر المعركة الكبرى

بقلم: #عبدالله_العيسري
مؤسس #مركز_العيسري
‏


كان الرجل وزوجه وأولادهم في السيارة، والضحكات تتعالى من هنا وهناك.
وفجأة صرخ أحد الأولاد:
- فلانة ضربتني
- بل هو البادئ؛ فقد أخذ مقعدي قرب النافذة
- أنت البادئة؛ فأنا جلست قبلك

وتحول المشهد إلى محكمة لا تُرفع جلساتها، وتصدر الأحكام فيها تباعا، وكل من في السيارة قضاة ومدعون في آن واحد.

وبعد يوم مضن من الكدح رجع الرجل وزوجه إلى غرفتهم، وبدأ الحوار كالعادة:
لماذا يتعارك أطفالنا لأتفه الأسباب؟
لماذا لم تنجح معهم كل وسائل الترغيب والترهيب
وأمام تلك الحيرة جاء الهادي البشير؛،كتاب الله الذي لا يضل من اتبع هداه، ليخبر الناس جميعا بأن الله تعالى قد قال للشيطان الرجيم: (وشاركهم في الأموال و الأولاد)

⭕ ملامح من الآيات

١- إن قوله تعالى: (وشاركهم) يدل على أن الشيطان شريك للمربين في توجيه سلوك أولادهم
٢- ليست هذه الآية وحيدة في هذا الباب؛ فالله تعالى يقول على لسان يعقوب عليه السلام: ( قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ) ثم يقول عن يوسف: ( وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَٰذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )، والآيات في هذا الباب كثيرة، ليس هذا محل حصرها
٣- إن يعقوب عليه السلام مرب أعطى أولاده حقهم من التربية والتوجيه والرقابة، ومع ذلك كان خائفا من مشاركة الشيطان له في أولاده، فكيف بمن لا يعطيهم حقهم من العناية والرعاية ألا يخاف أن يستحوذ عليهم الشيطان استحواذا تاما؟

⭕ كيف نقي أبناءنا من كيد الشيطان؟

ومن رحمة الله بنا أن هدانا لجملة وسائل تقينا وتقي أولادنا من كيد الشيطان، وتقلل من صراعات الأبناء، ومن صراعات البيوت؛ ومن تلك الوسائل:
(١) أن نذكر أهل بيتنا - صغيرهم وكبيرهم - بأن الشيطان عدونا الأول، وأن نقص عليهم قصة الخلق،منذ نعومة أظافرهم

(٢) عندما يبدأ العراك اتل بصوت جهوري آية من آيات الاستعاذة مثل قوله سبحانه: ( وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ومثل قوله سبحانه: (وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا)

(٣) اطلب من الحاضرين الذين لم يشتركوا في العراك أن يتلوا معك بصوت جهوري

(٤) بعد أن تهدأ النفوس خاطب كل واحد من الخصوم بأن يبادر لتصفية صفحته مع إخوته، وذكرهم بأن الصلح يرضي الله ويُسخِط الشيطان

(٥) لا تغفلوا عن تعويذ أنفسكم وصغاركم عند أذكار الصباح وأذكار المساء

❌تحذير:
- إن اعتماد الكتاب التربويين على مراجع مترجمة وإغفالهم لإشارات القرآن التربوية جعل (الشيطان) عنصرا مغيبا في العملية التربوية ، فأخذ اللعين يمرح في بيوت المسلمين على غفلة منهم ويشعل القتال بين أطفالهم وكبارهم لأتفه الأسباب.
فلنقرأ ثقافات الشرق والغرب، ولننفتح على العلم والحكمة، ولكن حذار أن يكون انفتاحنا سببا لغفلتنا عن تدبر كتاب الله؛ ففيه وحده صلاحنا في الحال والمآل

من كتاب قيد التأليف عنوانه: ( لماذا يتصارع الأطفال؟ وكيف نحل صراعاتهم - حلول من هدي القرآن )

شكرا أختنا العزيزة " سنا البدر"
(( الا بذكر الله تطمئن القلوب )) (( وقال أيضا أعز قائل: قد جائكم من الله نور وكتاب )) بلى والله إنها لتطمئن وتقر وتأنس , فالقرآن العظيم شفاء وسكينة ومن خلاله يتم توجيه الأبناء وتربيتهم .
تقديري

كالعادة إبداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك

بإنتظار الجديد القادم

دمت وسلمت