الحوثيون يوقعون البند الأمني ويتمددون
في تصعيد جديد لوضع اليمن الأمني ، هاجم المسلحون الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء منذ الأحد الماضي، منزل رئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي.
ما أدى إلى مقتل أحد حراسه واثنين من المهاجمين، كما أرسلوا المزيد من المسلحين إلى العاصمة لإحكام قبضتهم عليها، بالتزامن مع توقيعهم البند الأمني في اتفاق حل الأزمة، فيما تشهد العاصمة اليوم الأحد تـظاهرات للتنديد بمحاصرتها، في وقت تعرضت السفارة الأميركية لهجوم من دون أن يسفر عن إصابات أو أضرار.
وقال سكان ومسؤولون أمنيون في حي حدة، الذي توجد فيه أغلب البعثات الدبلوماسية لـ«البيان» إن «مسلحين حوثيين هاجموا منزل الأحمدي في الساعات الأولى من السبت واشتبكوا مع حراسته فقتل اثنان من المهاجمين وأصيب تسعة في حين قتل أحد الحراس وأصيب سته.
ولم يتوقف الهجوم إلا بعد اتصالات أجراها مسؤولون مع قيادة الحوثيين». وبرر أحد قيادات الحوثيين علي البخيتي الهجوم بأنه «رد على مقتل عشرة من الحوثيين عند محاولتهم قبل أشهر اقتحام جهاز الأمن القومي»، متعهداً بـ«استهداف رئيس جهاز الأمن القومي علي حسن الأحمدي واللواء علي محسن الأحمر المستشار العسكري للرئيس عبد ربه منصور هادي».
هلع وسط السكان
وسببت الاشتباكات العنيفة التي وقعت بين الجانبين واستخدمت فيها الرشاشات الثقيلة وقذائف الـ«أر بي جي» حالة من الهلع وسط السكان، إذ استمرت أكثر من ثلاث ساعات فشلت خلالها السلطات في إرسال تعزيزات لحراسة المبنى بعد أن تمكن الحوثيون من الانتشار في شوارع الحي ونصب الكمائن لقوات الأمن الخاص التي أرسلت إلى الحي.
وبالتوازي، دفع المسلحون بالعشرات إلى الحي الواقع جنوبي دار الرئاسة، حيث أغلقت قوات الجيش الشوارع المؤدية إلى منزل رئيس جهاز الأمن القومي لساعات عدة لكنها عادت وفتحتها، كما تجنبت الاحتكاك مع المتمردين، الذين تعمدوا المرور من المكان نفسه بكامل أسلحتهم.
وفيما كان المسلحون يمشطون الحي الجنوبي للعاصمة، أعلن الناطق باسم الجماعة محمد عبد السلام توقيع ممثليهم على الملحق الأمني لاتفاق السلم والشراكة بعد أن رفضوا التوقيع عليه عشية احتلال العاصمة.
وجاء التوقيع على الملحق بعد رضوخ السلطات لمطالبهم بـ«الإفراج عن سجناء من الحرس الثوري الإيراني، وآخرين من حزب الله اللبناني ومدانين بمحاولة تهريب سفينتي أسلحة من إيران إلى الحوثيين وهم تسعة أشخاص، محكومون بالسجن بين عام وعشرة أعوام».
غياب وتظاهرات
وكان لافتاً أمس غياب الرئيس هادي، ووزير دفاعه اللواء محمد ناصر أحمد عن حفل تخرج دفاعات من الكليات العسكرية في حالة نادرة الحدوث، حيث حضر الاحتفال رئيس مجلس النواب يحيى الراعي وألقى كلمة باسمه، وليس باسم الرئيس.
ويتعرض الرئيس هادي ووزير الدفاع لانتقادات من ناشطين وسياسيين بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة.
ومن المقرر أن يتظاهر اليوم الأحد ناشطون سياسيون وحقوقيون ضد وجود المليشيات في صنعاء وللمطالبة بإخراجها من المدينة ورفض مشاركة الجماعة في الحكومة قبل إخراج مسلحيها من العاصمة، كما يخطط هؤلاء لإغلاق شارع الزبيري وهو أهم شوارع صنعاء للضغط باتجاه القبول بمطالبهم.
استهداف السفارة الأميركية
إلى ذلك، استهدف تنظيم القاعدة السفارة الأميركية بصنعاء بصاروخ «لاو» من دون أن يسفر عن سقوط ضحايا أو خسائر.
وقال التنظيم المعروف محلياً باسم «أنصار الشريعة» في حسابه على «تويتر» إنه يقف وراء الهجوم الذي استهدف السفارة الأميركية شمالي العاصمة بصنعاء بصاروخ من طراز «لاو». وأضاف أن الهجوم يأتي رداً على استهداف طائرة بدون طيار لعدد من الأطفال، مساء الجمعة، في محافظة الجوف.
وادعى البيان أن الهجوم أسفر عن إصابات إضافة إلى إعطاب مصفحة عسكرية، إلا أن الناطق باسم السفارة قال إنه ليس لديهم أي سبب يجعلهم يظنون أن الهجوم كان يستهدف السفارة. وأضاف: «تنظر الحكومة اليمنية حالياً في الأمر».
3
لقي ثلاثة من أفـراد الجيــش اليمني أمس، مصرعهم في حافظة شبوة شرقي البــلاد على يد مسلحين من تنظيم القاعـــدة، وبعد ساعات على مقتل اثنين من عناصر التنظيم في غارة نفذتها طائرة أميركية بدون طيار في محافظة الجوف.
