ولائم العزاء .. ارهاق مادي فوق المصيبة .
مسقط - مهدي اللواتي
يقولون "العمر يخلص والشغل ما يخلص" ولأصحاب العزاء قول مماثل: "العمر يخلص والتكاليف ما تخلص!".
بعد رحيل فقيدتهم، تكبدت عائلة بمحافظة ظفار ما يقارب 12 ألف ريال عماني في أربعة أيام أقيمت خلالها مراسم العزاء. تلك العائلة ليست سوى نموذج للعديد من الأسر التي "أرهقت ميزانيتها" بسبب عادات اجتماعية مذمومة، بما فيها تحول العزاء إلى "بوفيه" للمعزين.
وفي حين تختلف تكلفة العزاء من محافظة لأخرى، إلا أنها باتت قضية مجتمعية "تؤرق" العديد من الأسر.
"بلدي الظاهرة" يواجه الظاهرة
وسعياً إلى الحد من هذه الظاهرة، تقدمت لجنة الشؤون الاجتماعية والصحية والبيئية بالمجلس البلدي بمحافظة الظاهرة مؤخراً بمقترح "منع ولائم الغداء للمعزين".
والي عبري سعادة الشيخ صالح بن ذياب الربيعي قال لـ «الشبيبة» إنه يتوقع أن يحظى المقترح بقبول من المعنيين، مشيراً إلى أن تكلفة العزاء باتت تضاهي تكلفة الأعراس أحياناً وبدأ الناس يضجون منها.
يشار إلى أن المقترح لا يزال في انتظار ردود المشايخ والرشداء حياله، وبذلك تكون الظاهرة المحافظة الثانية بعد الداخلية التي تثير قضية ولائم العزاء بحسب الربيعي.
إرهاق الأسر
الإعلامي حفيظ جعبوب من محافظة ظفار يقول: "بعض الأسر تقيم غداءً وعشاءً على مدى ثلاثة أيام، ناهيك عن تكاليف حجز الخيام والمصروفات الأخرى، وقد تفوق التكلفة إجمالاً 12 ألف ريال عماني".
وتؤكد فاطمة بنت سعيد المعشنية من محافظة ظفار ارتفاع الإنفاق على الولائم: "تكلفة مراسم العزاء لا تقل عن خمسة آلاف ريال عماني. فعلى مدى ثلاثة أيام، يتطلب الأمر إعداد وليمة لما لا يقل عن 300 شخص".
ويتساءل جعبوب: "بعضهم لا يقيم ولائم للمعزين وهذا أمر جيد. ولكن، ألا ينبغي على الوجهاء المبادرة بإلغاء الولائم في أحزانهم حتى لا تقع الأسر المعسرة في حرج؟" ويتابع: "هناك من يقترض أو يأخذ من صندوق القبيلة. لمَ كل ذلك؟ ينبغي تجنب ذلك كله وإيجاد ثقافة أنه بعد انتهاء العزاء في المسجد يمكن للمعزين أن يعزوا أهل الفقيد أينما وجدوهم، ولا ضرورة للولائم والخيام وما إلى ذلك".
وترى كوثر الحارثية من محافظة مسقط أن العزاء لدى بعضهم صار مناسبة "للتفاخر والتباهي" تماماً كما يحدث في الأفراح.
هذا الموضوع نشر في جريدة الشبيبه وبما انه يهم الجميع نطرحه كقضية للنقاش نطلع من خلالها على اسبابها وسبل العلاج .