المالكي يمارس ديكتاتوريته ضد زملاء الحزب
منذ الملابسات الأخيرة التي أتت بحيدر العبادي رئيسا للوزراء خلفا لزميله في حزب الدعوة نوري المالكي، والأخير يمارس ديكتاتورية داخل الحزب عاقب بموجبها أعضاء باركوا صعود العبادي بحرمانهم من المناصب الوزارية، وحظر على أعضاء قياديين، ومنهم العبادي نفسه، الظهور في فضائية «آفاق» الناطقة باسم الحزب.
وتمثلت تلك الديكتاتورية بالإصرار على حيازة منصب رفيع في الحكومة، وهو ما تحقق بحصوله على منصب نائب رئيس الجمهورية، درءاً لأي خطر يهدده من قبيل مساءلته ومحاكمته مستقبلا على أخطاء حكومته وفساد وزرائها.
عقوبات داخلية
وعلى الصعيد الداخلي للحزب، عاقب أفراده الذين باركوا صعود العبادي على حسابه، فقد نجح مؤخرا في إحباط محاولات الرجل القوي داخل الحزب علي الأديب في الحصول على وزارة صغيرة مثل الآثار والسياحة! فضلا عن القرار الأكثر تحديا للحزب وهو مصادرة الفضائية الوحيدة الناطقة باسم الحزب وهي فضائية «آفاق»، على الرغم من وجود قنوات ووكالات أنباء وصحف اشتراها المالكي وتم تسجيلها بأسماء مقربين منه.
ومنذ يوليو الماضي، لم يعد قادة حزب الدعوة مرحبا بهم في فضائية «آفاق»، لأن الأمين العام للحزب ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أحكم قبضته على القناة المذكورة عبر مديرها التابع له، وحظر إجراء أي حوار أو نقل تصريح لواحد من حزب الدعوة.
يذكر أن قناة «آفاق» الفضائية تأسست العام 2006 لتكون ناطقة باسم حزب الدعوة الإسلامية، وتبنت إلى حد كبير خطاب رئيس الحكومة العراقية السابق نوري المالكي، وروجت لتوليه ولاية ثالثة، لكنها ظلت ملازمة لخطاب المالكي حتى مع خروجه من السلطة، وتولي حيدر العبادي وهو عضو آخر في حزب الدعوة لمقاليد السلطة خلفا له.
استبعاد قادة «الدعوة»
ويشير مصدر من داخل القناة المذكورة، إلى أنه «بعد ترشيح الدكتور حيدر العبادي بديلا عن المالكي لرئاسة الوزراء اتجهت قناة «آفاق» الفضائية التي كانت قد روجت بقوة للولاية الثالثة للمالكي، إلى استبعاد قادة الحزب من أي استضافة تلفزيونية، والاقتصار على الموالين للمالكي».
ويوضح المصدر أن «إقصاء المالكي وترشيح العبادي بدلاً عنه، كان يروج له داخل القناة على أنه مؤامرة وخيانة من داخل الحزب، لذا منعت استضافة كل نواب وقيادات الحزب الذين لم يقفوا إلى جانب المالكي، ومقاطعتهم إعلامياً، كالنائبين علي العلاق وعلي الأديب، فضلا عن العبادي الذي كانت تستضيفه القناة أسبوعيا».
استياء
ويؤكد المصدر أن «صناع القرار في الحزب باتوا مستائين جدا من الدور الإعلامي الذي تمارسه القناة، بعيدا عن إرادتهم، والاقتصار على توجيهات المالكي، على الرغم من أن القناة في الحقيقة ناطقة باسم الحزب، وليست باسم شخص المالكي الذي استفاد من مكانته داخل الحزب كأمين عام»، لافتا إلى أن «معظم قادة الحزب ينوون تحرير القناة من سيطرة أتباع المالكي، وفي مقدمتهم مديرها والمذيع فيها محمد الحمد المعروف بأنه الأذن الصاغية للمالكي».
استغلال
استغل نوري المالكي منصبه الحزبي كأمين عام لحزب الدعوة باتخاذ سلسلة خطوات من شأنها أن تحفظ له مكانته داخل الدولة العراقية والحزب الذي ينتمي إليه، بعدما وصف حرمانه من الولاية الثالثة بـ«المؤامرة»
