يجب أن نعرف أنّ السعادة غير اللذة
يجب أن نعرف أنّ السعادة غير اللذة⁉
♦ كثير ما يحصل الخلط بين مفهوم السعادة وبين مفهوم اللذة فهما مجتمعان من جهة ومفترقان من جهة أخرى؛ مجتمعان في كون كل منهما يدخل السرور إلى النفس ولكنهما يفترقان؛ والفرق بينهما في أن اللذة تقطف قطفاً وتذهب نشوتها فوراً بعد الانتهاء من قرينتها وربما حصلت بعدها ندامة وتعاسة ما بعدها تعاسة وأما السعادة فتبقى تصاحب صاحبها فترة ليست بقليلة.*
♦وهذا الخلط يكون أحيانا التباساً من الشخص نفسِه فيظن كلَّ لذة سعادة؛ و أحياناً يكون هذا اللبس مقصوداًً من جهات محددة؛ فكثير من الجهات تحاول أن تسوّق اللذات المختلفة على أنها عين السعادة وجوهرُها وهدفهم من ذلك السيطرة على العقول وتحريكها باتجاهات مختلفة فالشاب الذي يتناول المخدرات يتناولها في بدايتها للذة الموجودة فيها ثم بعد ذلك يتحول دمية في يد من يموله ويعينه.*
فينساق الشخص وراء اللذائذ المختلفة فلا يترك لذة إلا ويقارفها ويظن بأنه لو حصّل اللذائذ كلها حصل على السعادة ولكنه يفاجئ بأنه أبعد الناس عن السعادة*
♦فلذائذ الدنيا متنوعة ومتعددة ومتغيرة الشكل والوصف ولكن ليست كل لذة فيها سعادة*
فالشهرة لذة لا تقابلها لذة أن تكون مشهوراً ومعروفا بين الناس يقدمك الناس في المجالس ويمدحون نتاجك ولكن كثيراً من المشاهير كانت حياتهم كئيبة وانتهت بالانتحار فمن المعلوم أن ديل كارنجي صاحب كتاب دع القلق وابدأ الحياة وهو الكتاب المفيد الممتع الجميل أنهى حياته منتحراً فقد قال للإنسان : دع القلق وابدأ الحياة انتحر وهو صاحب أروع الكتب في فن التعامل مع الناس ، وصاحب أكثر الكتب مبيعاً في العالم ، حيث بيعت ملايين النسخ من كتبه ، وترجمت إلى أكثر اللغات العالمية ، فهو صاحب كتاب كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس*
♦وقد وضع قواعد رائعة في كيفية طرد القلق والانطلاق في الحياة العامة بكل سعادة وثقة .*
ولكن كل ذلك لم يمنع القلق من أن يسيطر على حياة كارينجي ، فعصفت الكآبة بحياته ، وسادت التعاسة والشقاء أيامه ، فقرر هو أيضاً التخلص من حياته عن طريق الانتحار .*
وكان له ذلك . وكذلك المطربة المصرية المشهورة داليدا قبل أن تنتحر: كتبنت رسالتها الأخيرة وقالت فيها : الحياة لا تحتمل .. سامحوني. وغيرهم وغيرهم ممن يطول ذكرهم .*
ومن اللذائذ الأخرى الطعام المليء بالسكريات ولكنه مؤذ للجسد.*
♦والعلاقات المحرمة لذيذة لكن فيها خراب الأسر والبيوت وتهديم المجتمعات واختلاط الأنساب ومشاهدة الأفلام الهابطة لذيذ لكن في تحطيم للروابط المقدسة واعتداء صارخ على عفة المجتمع وحصانته.*