مسيرات حاشدة توحّد الفلسطينيين بيوم الأسير
أحيا الفلسطينيون، أمس، يوم الأسير الفلسطيني الذي يصادف الـ 17 من أبريل كل عام، في وقت يقبع 7 آلاف معتقل فلسطيني في سجون الاحتلال، بينهم أكثر من 400 طفل و69 امرأة، بحسب إحصائية فلسطينية.
وتظاهر آلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة دعماً للأسرى وللمطالبة بتحرك دولي للإفراج عنهم.
واحتشد عشرات الفلسطينيين عند دوار المنارة وسط مدينة رام الله، وهم يرفعون صور قدامى الأسرى ولافتات تطالب بالإفراج عنهم.
واتهم رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير الفلسطينية عيسى قراقع، خلال التظاهرة، إسرائيل بـ«انتهاك حقوق» الأسرى الفلسطينيين وفرض العقاب الجماعي عليهم. ودعا قراقع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى عقد اجتماع دولي خاص حول مخالفات إسرائيل لاتفاقيات جنيف والاتفاقيات الدولية تجاه
الأسرى الفلسطينيين. وطالب الأمم المتحدة بضرورة إدراج إسرائيل على لائحة دول «العار» التي تنتهك حقوق الأسرى وترتكب جرائم ضد الإنسانية بحقهم.
لجنة تحقيق
وطالب رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله بتشكيل لجنة تحقيق دولية لزيارة سجون الاحتلال والوقوفِ على تدهور أوضاع الأسرى، وما يتعرضون له من مضايقات. وأكد الحمد الله، في بيان، أن حكومته تطرق كل الأبواب وتعمل على جميع المسارات لتفعيل قضية الأسرى وتوفير الدعم الحقوقي والدولي لهم حتى يتم الإفراج عنهم جميعاً.
وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، أن قضية الأسرى تشكل ركيزة أساسية لأي حل عادل وشامل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
مسيرة الخليل
وفي الخليل، طالب المشاركون في مسيرة حاشدة، بتضافر الجهود المحلية والدولية لإنهاء معاناة الأسرى والضغط على إسرائيل لضمان الإفراج عنهم. وانطلقت المسيرة تحت عنوان «موحدون خلف أسرانا». وجابت المسيرة بعض شوارع الخليل، رفع المشاركون خلالها الأعلام الفلسطينية، وصوراً للأسرى ولافتات تطالب بالإفراج عنهم.
فعاليات بغزة
وفي مدينة غزة، تظاهر العشرات بدعوة من القوى الوطنية والإسلامية قبالة مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر. وتعهد عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» خليل الحية خلال التظاهرة بموصلة حركته بذل كل جهود للإفراج عن جميع الأسرى. وقال الحية إن المقاومة «تعمل ليل نهار على تحرير الأسرى، وهي قضية على رأس الأولويات الوطنية».
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش، إنه من غير المقبول فلسطينياً الصمت على استمرار أسرى فلسطينيين لعشرات السنين قيد الاعتقال.
تقرير
يقبع حالياً في سجون الاحتلال قرابة 7 آلاف أسير، بينهم أكثر من 400 طفل وطفلة. وذكر التقرير الصادر عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين في منظمة التحرير، ونادي الأسير الفلسطيني بالمناسبة، أن 69 فلسطينية يقبعن في السجون. وحسب التقرير يتوزع الأسرى الفلسطينيين في 22 سجناً ومركز توقيف وتحقيق، منهم 30 أسيراً معتقلون منذ أكثر من 20 عاماً، و750 معتقلاً إدارياً، و700 أسير مريض.
الاحتلال يتفنن في إذلال الأسرى
تتفنن إدارات سجون الاحتلال في محاولاتها إذلال الأسرى في سجونها. وأكد الباحث في شؤون الأسرى رأفت حمدونة أن جنود الاحتلال يقومون بالتفتيش العاري للأسرى الفلسطينيين، فيما تتعرض غرف نوم الأسرى للاقتحام من وحدات خاصة تسمى «ماتسادا» برفقة كلاب بوليسية متوحّشة، مؤكداً أنه يتم الاعتداء على الأسرى خلال الاقتحام.
اقتحامات متكررة
وأفاد حمدونة بأنه يتم تنغيص حياة الأسرى داخل السجون من خلال اقتحامات متكررة وقلب غرف وخيام السجن وخلط الملابس بالطعام، وإخراج جميع الأسرى في الهواء البارد لساعات طويلة جداً، بالإضافة إلى ذلك هناك عدد كبير من الأسرى المرضى لا يتم الالتفات لهم ولا علاجهم داخل السجون بانتظار موتهم، ومنهم مصابون بمرض السرطان.
وأكد أن الاحتلال يتبع سياسة «متابعة نقل»، حيث يتم نقل الأسرى لسجون عدة لكي لا يستقر الأسير في سجن واحد ويبقى مضطرباً وغير قادر على بناء نظام حياة وعلاقات اجتماعية في سجن ما.
وأشار إلى أن أطرافاً في المؤسسة الإسرائيلية ترسم سياسة إدارات السجون كأنهم يحلمون بالأسير الفلسطيني وكيفية تنغيص حياته ومضايقته، وابتكار أدوات جديدة لفرض قانون جديد يمنع الأسير الفلسطيني من مقابلة محاميه على الأقل لمدة ستة أشهر بعد بداية اعتقاله.
وتتعامل إدارة سجون الاحتلال مع الأطفال الفلسطينيين الأسرى كأنهم بالغون، وتتم محاكمتهم وأهانتهم داخل السجون، وقد يصل الأمر إلى حالات اغتصاب.
