آثار نفسية وخيمة للعدوان على أطفال غزة
يعيش الأطفال الفلسطينيون في قطاع غزة حياة مؤلمة، بعد العدوان الأخير، الذي بدأ في السابع من يونيو الماضي، وخلف آلاف الضحايا والمصابين والدمار الكبير، الذي يفوق قدرة تحملهم، ما انعكس على سلوكهم في الحياة.
قصص كثيرة اعتصرت آلاماً كبيرة لأطفال خرجوا أحياء من العدوان، لكنهم غرقوا في مستنقع تردي الوضع النفسي والسلوكي.
لعبة الحرب
حسام وأحمد وسامر وأيمن أطفال تفاوتت أعمارهم ما بين الثامنة والعاشرة، شوهدوا وهم يلهون بعد انتهاء الدوام المدرسي، جمعتهم صداقة قوية، الغريب في الأمر أنهم كانوا يحملون عصا معدنية تشبه أحد الأسلحة، وبعضهم كان مخفياً وجهه بقناع لكيلا يُعرف، فيما كان منهم من يضع حول خصره الجعبة العسكرية وكأنهم في ساحة معركة. يقول الطفل سامر(10 أعوام) وهو أكبرهم: «لم يخطر على بالنا أن نلعب شيئاً جديداً، لأن بيوتنا انقصفت وضاعت ألعابنا ولا يوجد مكان آخر نلعب فيه».
فيما الطفل أحمد (8 أعوام) يؤكد رواية صديقة سامر، ويقول: «أنا أحب هذه اللعبة كثيراً، فبواسطتها يمكننا أن نشعر بأننا حررنا فلسطين».
وببراءة حزينة يتابع: «المنتزه الذي بجوار بيتنا وكنا نلعب فيه انقصف، وصرنا نلعب بالشارع لعبة الحرب».
سابقة خطرة
وفي سابقة خطرة لسلوك الأطفال بعد الحرب، فوجئت السيدة شفا حسان من حي الزيتون شرقي مدينة غزة، التي قصف منزلها المكون من ثلاثة طوابق خلال العدوان، بأن أحفادها الأربعة كانوا يلهون ببعض الدمى، وحاولوا لفها بالمناديل الورقية، وعندما استفسرت منهم، ردوا بأنهم «يشيعون الشهداء». وأضافت: «صدمت من هول ما رأيت، فالدمى لفت بالمناديل الورقية البيضاء كجثامين الشهداء وأصبحت الآن قلقة أكثر».
من جانبها، توضح باسمة سمير، التي تعمل منشطة نفسية للأطفال بعد العدوان، أن العديد من الأطفال مازالوا يعانون من اضطرابات نفسية، ويتسم سلوكهم بالعدواني مع أقرانهم، وأنهم لا يشعرون بالأمان، فبعضهم فقد أفراداً من عائلته وآخرين انعكس آثار العدوان على سلوكهم، وتضيف نحاول بقدر الإمكان عقد جلسات التفريغ النفسي، من خلال برامج اللعب واللهو والرسم.
60 %
يشكل الأطفال وفق إحصاءات مركز الإحصاء الفلسطيني نسبة 60 في المئة من سكان قطاع غزة، يعاني 30 في المئة منهم بحسب إحصاءات حقوقيـة أمراضاً نفسية متعددة، منها الخوف الشديد وأعراض الصدمة النفسية والعصبية جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على مدينتهـم
