إلى من حباها الله ببنات:
كنت أنظر لبنيتي باكورتي في حضني وأقول لها: ها هو العيد أقبل .. وها هي بنيتي في حجري .. وها أنا في مقتبل حياتي شابة في بدايات كل شيء .. تناوشتني الأفكار كيف أصل بأسرتي ماوصلت به أمي بنا .. لالا بل أريد المزيد ... تذكرت أيام العيد كيف تلهث أمي في الأسواق تبحث لنا (ونحن مجموعة من البنات) عن كل جديد راقي جميل ولكن كان شرطها فيما تختاره قويا "محيرًا" لايتناسب برأينا مع مجريات السوق ..كانت أمي تشترط الستر حتى لي أنا ذات الخمسة أعوام
لا أنسى كيف كنا نقول لها:
أمي تنازلي عن بعض الشروط! فتقول هو شرط واحد حبيبتي إن تنازلت عنه أخشى أن يتنازل الحياء عنكم .. وحينها أين سأجده؟!
.. بنياتي الغاليات من الأسهل لي أن أشتري لكم كما تشتري بعض الأمهات لبناتها وسأرتاح من عناء البحث ولكن من يرفع عني عناء الحساب .. ؟!
واللهِ! ما أكرم الله أسرة بالبنات إلا وسألهم عن كل واحدة
ولذا وعد الله تعالى من عال جاريتين بالجنه ..
كنت أعجب لجلادة أمي وصبرها والساعات الطويلة التي تبذلها لإقناعنا مما يملأ قلوبنا بالعزة بلباسنا أمام الناس ومن العجيب أن الناس دائما"يعجبون بلبسنا لا أظن ذلك من جمال مانلبس ولكن أنا أثق بأن الله اطلع على صدق قلب أمي فهيأ لها من الوسائل مايعينها على مواصلة مشوارها..
قدتقولون بأننا نحن البنات لانعترض فسهل على أمنا ذلك ..
أقول حين تهفو نفس إحدانا للبس مايخدش الحياء كانت أمي تقول لها: اعلمي بأن ذلك لايرضي الله ولا يرضيني وقد بلغتِ مبلغاً أُمرت ِفيه بالصلاه أفلا تُكلفين فيه بالساتر من اللباس...
حينها يضج شيء في قلوبنا لأنا نعرف من كره أمي للمعصية مايجعلها تنفر من أقرب الناس لها إذا نصحته ولم يرتدع...
..إيه ياأمي شريط عظيم يمر بحياتي ها أنا تزوجت وأصبحت أماً أستطيع أن ألبس ما أشاء وأشتري لابنتي ما أشاء ...
ولكن لا أستطيع أن أهدم قِيَمًا عظيمةً بَنيتِ في قلبي متى ما أشاء
..فلله درك يا أمي ..وهي رسالة أبعثها لكل أم مع قرب العيد اتقي الله في بناتك وهم صغار طوع يدك..
وإلا ذنبهم وهم كبار ستحملين أنت وزره...
وانصحي لبناتك وإن كرهوا ذلك لتكسبي برّهم وصلاحهم إذا كبروا
منقووول
