http://up.omaniaa.co/do.php?img=6815
ماذا لم يكتب عن باريس؛ فالعاصمة الفرنسية المعروفة بـ"مدينة الأضواء" هي إحدى أجمل المدن وأكثرها جاذبية في العالم. تقع هذه المدينة-المتحف على ضفاف نهر السين، وتوفّر للسائح مئات الفعاليات المميّزة والفريدة، مثل: برج آيفل، متحف اللوفر الذي تنتظركم فيه لوحة الموناليزا - ربما اللوحة الأكثر شهرة في العالم، جادة الشانزليزيه – رمز الحياة الثقافية والترفيهية والاستهلاكية الباريسية التي تشمل الحوانيت الفاخرة، الماركات الرائدة، المطاعم والمقاهي على أنواعها، الحدائق الجميلة وغيرها من المعالم التي تكوّن معا باريس الرمز.
تعتبر باريس مدينة مريحة وآمنة جدًا يمكن التجول في مركزها بحرية خلال ساعات النهار والليل. غالبية الأماكن في المدينة تعجّ بالناس، وهناك انتشار جيد للشرطة وقوات حفظ الأمان، الأمر الذي يسهّل ويسرّع تدخلها عند الحاجة. لكن، في جميع الأحوال، من المستحسن اتخاذ الحيطة والحذر، فالمدينة كغيرها من المدن العالمية لا تخلو من النشالين. على مستوى المواصلات وإمكانيات التنقل، باريس منظمة ومرتبة وفيها مترو أنفاق، حافلات، قطار، سيارات أجرة (تاكسي) ومترو كربائي، لكن ننصحكم بالإكثار من التجول مشيًا على الأقدام (الحذاء الرياضي ضروري) أو بالدراجات الهوائية، لأن ذلك سيمنحكم متعة التعرف إلى أزقة باريس الصغيرة والشاعرية، والتذوق من دكاكين الطعام الممتدة على جوانب الشوارع – إنها الطريقة الأمثل للتعرف على طابع باريس الحقيقي والساحر والتذوّق من الطعام الأشهى.
سكان باريس مدركون جيدًا لأهمية السياحة في مدينتهم، وستجدون أن غالبيتهم مرحّبون بآلاف الزوار المتجولين بين بيوتهم، بالرغم من أن إجادة اللغاة الإنجليزية ليست شائعة هنا، ولذلك من الأفضل أن تحملوا معكم قاموسًا أو أي تطبيق إلكتروني يسهّل عليكم عملية التواصل. الرومانسية والجمالية التي تشتهر فيها باريس يجعلها وجهة مثالية لرحلات شهر العسل أو أعياد الزواج والمناسبات العاطفية، لكن المدينة ملائمة أيضًا للرحلات العائلية مع الأولاد، والسبب الرئيس هو وجود "بارك يورو ديزني" الشهير - رحلة الأحلام بالنسبة لكل طفل وولد في العالم.
لباريس، أكبر مدن فرنسا، تاريخ وعراقة تتجلى في كل زاوية من زواياها؛ في الفن المعماري اللافت، في الجادات والشوارع الضخمة، أو في التماثيل المنتشرة في الميادين وأحياء المدينة.
يبلغ عدد سكان باريس نحو 2.2 مليون مواطن، وهي بطبيعة الحال المركز الثقافي والاقتصادي والسياسي للدولة العظمى – فرنسا. في الماضي أيضًا كانت باريس متطورة جدًا قياسًا بمدن كبيرى أخرى في أوروبا، في السنوات الممتدة بين 1900 و 1913 شهدت المدينة نموًا كبيرًا، حيث أقيمت فيها 180 دارًا للسينما، مئات المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية الكبيرة التي جعلت منها المدينة الرائدة أوروبيًا. على المستوى الفني والثقافي، لباريس اسم لامع وبارز بفضل احتضانها لعظماء الفن في العشرينات من القرن الماضي، ومنهم بيكاسو وماتيس وفرنان ليجي.
ختامًا، وبناء على كل ما جاء أعلاه، يمكن القول إن باريس، بعظمتها، هي وجهة شبه إلزامية لكل محب ومريد للسفر والاستكشاف، كما أنها وجهة مناسبة للجميع، بجميع الأعمار، وجميع الاهتمامات؛ بمقاهيها الباريسية، المطاعم الفرنسية الفاخرة، النوادي الليلية، الحدائق الخضراء، الأسواق المميزة، المحلات التجارية والمتاحف المنتشرة في المدينة، كلها توفر للزائر تشكيلة هائلة للاستمتاع في كل ساعة وكل يوم على مدار العام.
زوروا باريس، ونحن متأكدون من أنكم ستخرجون منها مع قرار بالعودة إليها مرة ثانية وثالثة مع سبق الإصرار والترصّد.
حالة الطقس في باريس
أفضل فترة في السنة لزيارة باريس هي، بطبيعة الحال، فترة الربيع الذي يمتد بين نيسان-أبريل وحزيران-يونيو، التي يكون فيها الطقس مشمسًا ولكن ليس حارًا. فصلا الخريف والشتاء هي فترة جيدة سياحيا لمن يفضل الابتعاد عن الكثافة السياحية، لكن ليكن واضحًا أن هطول الثلوج في باريس هو أمر نادر.
إجمالاً، يمكن القول إن جميع أيام السنة مناسبة لزيارة إحدى أجمل مدن العالم، فهي ساحرة في كل مناخ.
المواصلات في باريس
المترو
وسيلة ممتازة للتّنقّل في باريس بسرعة وبسهولة. هناك ١٦ خطّ مترو لعبور المدينة، كلّ خطّ بلون ورقم مختلف. وفي كلّ محطّة رصيف باتّجاهين متعاكسين لكلّ خطّ، ويتميّز كلّ اتّجاه باسم محطّته الأخيرة المكتوبة عليه وهي آخر محطّة على الخطّ.
تجنّبوا السّفر بالمترو خلال ساعات الازدحام؛ من الثّامنة حتّى العاشرة صباحًا، ومن الخامسة حتّى الثّامنة مساءً، بالإضافة إلى أنّ خطوط المترو ١ ، ٢ ، ٤ ، ١١ ، ١٢ و ١٣ هم الأكثر ازدحامًا عادةً، وكذلك خطوط الحافلات ٣٨ ، ٢٨ ، ٦٨ ، ٦٢٠.
يعبر خطّا المترو (٦ و٢) فوق الأرض معظم الوقت، فيمكنكم أن تروا الكثير من معالم المدينة عبره، ومن مترو رقم ٦ يمكنكم
مشاهدة برج إيفل، ومن مترو ٢، سترون سكاري كور Sacre Coeur.
يعمل المترو من الأحد حتّى الخميس ابتداءً من السّاعة ٥:٣٠ صباحًا، وحتّى السّاعة ١:١٥ بعد منتصف اللّيل، ويوميّ الجمعة والسّبت من السّاعة ٥:٣٠ صباحًا، حتّى السّاعة ٢:١٥ يعد منتصف اللّيل.
لكي تضمن السّفر بالمترو الأخير، عليك التّواجد في المحطّة قبل ٣٠ دقيقة على الأقل
نظام قطار ركّاب باريس RER
: وسيلة جيّدة للوصول من نقطة إلى أخرى بسرعة كبيرة، ولكن محطّات RER أقلّ من محطّات المترو داخل المدينة. يُستخدم RER أساسًا للسّفر إلى الضّواحي القريبة، أو لعبور المدينة خلال دقائق. ساعات عمل RER تختلف عن بعضها البعض، ويعمل معظمها بداية من ٥:١٥ صباحًا، وحتّى ١٢:٣٠ صباحًا.
ستكوّن قطار RER من خمسة خطوط، يقف كلّ منها عند معالم قيّمة في باريس، منها:
خط A: محاور في شاتليه ليه حليسChatelet-les-Halles، وغار دي ليونGare de Lyon.
خط B: محاور في غار دو نور Gare du Nord، وشاتليه Chatelet، وسانت ميشيل. يمتدّ هذا الخط إلى شمال مطار شارل ديغول، وإلى جنوب مطار أورلي.
خط C: محاور في سانت ميشيل وبرج إيفل.
خط D: محاور في غار دو نور وشاتليه وغار دي ليون.
خط E: محاور في غار دو نور.
الحافلات
ميزة الحافلات الباريسيّة أنّها أقلّ اكتظاظًا من المترو والقطارات أو RER، وهي مناسبة ومجهّزة لذوي الاحتياجات الخاصّة وكبار السّن أيضًا، فهي مجهّزة بمقاعدة مريحة وسلالم. تستطيعون مشاهدة طبيعة المدينة ومبانيها من خلال نوافذها، تشغل الحافلات ٥٩ محطّة داخل المدينة تتوزّع في كافة وجهات المدينة.
تعتبر الجولة السّياحيّة بواسطة الحافلات أقلّ تكلفة من وسائل النّقل الأخرى، ومن الخطوط المعروفة:
خط ٣٨؛ يمتدّ من شمال مركز المدينة إلى جنوبها، مرورًا بالحيّ اللّاتينيّ، وسترون نهر السّين عبره وكاتدرائيّة نوتردام.
خط ٦٨؛ سترون متحف دورسيه، وسان جيرمان دي بري، ونهر السّين، ومتحف اللّوفر وأوبرا غارنييه.
خط ٢٨؛ يكشف لكم إطلالة جميلة على المدرسة الحربيّة، والجمعيّة الوطنيّة، ونهر السّين، والقصر الكبير والشّانزيليزيه.
خط ٩٦؛ يمرّ عبر المواقع الجميلة على الضّفّة اليمنى، بما في ذلك مبنى هوتل دي فيل Hotel de Ville، وحيّ ماريه الّذي بُني في القرون الوسطى، والباستيل العصريّة.
تختلف ساعات عمل الحافلات، وتعمل خطوطها الرّئيسيّة من السّاعة ٥:٣٠ حتّى منتصف اللّليل، وتتوفّر حافلات نقل ليليّة Noctilien تعمل طيلة اللّيل وحتّى ساعات الصّباح الأولى.
هناك أيضًا ثلاث طرق أخرى، تجعلك تتمتّع بمشاهدة المدينة، وهي:
حافلات باريس للجولات Paris Bus Tours
مناسبة جدًّا لمشاهدة معالم المدينة إن كنتم تزورون باريس لأوّل مرّة.
جولة حافلة ليس كارز روج Les Cars Rouges Bus Tours: تخدم هذه الحافلات رؤية تسعة معالم رئيسيّة في باريس، وهي: برج إيفل، منطقة شامب دي مارس Champ de Mars، ومتحف اللّوفر، وكاتدرائيّة نوتردام، ومتحف دورسيه، وأوبرا؛ متجر غاليري لافاييت، وآرك دي تريومبف/ شامز إيليسيسChamps-Elysées/Arc de Triomphe، والقصر الكبير تروكاديرو). هذه الجولة مُرفقة بتعليق صوتيّ ( بالفرنسيّة والإنجليزيّة، والإسبانيّة، والألمانيّة، والإيطاليّة، والرّوسيّة، واليابانيّة والصّينيّة)، وتمتاز هذه الحافلات بسطحها المفتوح.
مدّة الجولة الكاملة دون المواقف تدوم ساعتين و١٥ دقيقة، ويمكن شراء التّذاكر على متن الحافلة أو بواسطة الإنترنت، وتصلح التّذكرة ليومين بداية من موعد الشّراء.
جولة حافلة لي أوبن ’L Open Tour Paris Bus Tours
توفّر هذه الحافلة أكبر جولة، فهي تمرّ بخمسين موقف حول باريس، مرفقة بتعليق صوتيّ بافرنسيّة والإنجليزيّة وستّ لغات أخرى. يمكنكم شراء تذاكر ليوم واحد أو يومين، تستطيعون استخدامهما لجولات عديدة خلال المدّة المتاحة بالتّذاكر، ويمكنكم شراء التّذاكر من ريل أوروبا.
توفّر حافلة لي أوبن أربع جولات مختلفة، وهي:
أطول رحلة "باريس الكبرى": تستغرق ساعتين و١٥ دقيقة، وتأخذ المسافرين بجولة في أنحاء عديدة من المدينة وأكثر المواقع شعبية بما في ذلك متحف اللّوفر، وبرج إيفل وقوس النّصر.
جولة مونبارناس: تستغرق ساعة تقريبًا، وتمرّ بمعظم الأماكن على الضّفة اليسرى، بما في ذلك الحيّ اللّاتينيّ، ومونبارناس وأنفاليد.
جولة الباستيل: مدّتها ساعة تقريبًا، وتعطي لمحة جيّدة عن مركز باريس وأماكن جذّابة حول نهر السّين، بما في ذلك مركز بومبيدو، وحيّ ماريه العصريّة، وسانت لويس إيل ومتحف بيكاسو.جولة مونمارتر: مدّتها أكثر من ساعة بقليل، وتعطي الزّوّار لمحة عامّة جيّدة عن الضّفة اليمنى الأكثر حداثة، مع أماكن بارزة في كنيسة القلب المقدّس، وكاباريه مولان روج ومنطقة قناة سانت مارتن، ومتاجر باريس الكلاسيكيّة (Grands Magasins).
التسوق في باريس
التسوّق في باريس، أو لنستعمل كلمة أكثر تكلفة؛ "الشوبينغ" في باريس، هو من الأمور المفهومة ضمنًا. قل باريس، وكأنك قلت مراكز ومجمعات تجارية، جادات مع حوانيت فاخرة، بوتيكات "شيك"، دور أزياء ومصمّمون عالميّون، أسواق ملوّنة متنوّعة وجذابة وسيل من الـ"sale" – الكلمة التي يعشقها هواة "الشوبينغ".
لن يمر وقت طويل منذ وصولكم إلى باريس حتى اللحظة التي ستصابون فيها بفيروس التسوّق، فالإعلانات المبهرة، شذى البوتيكات الفاخرة، الماركات الشهيرة ستكون كفيلة بجعلكم تبحثون عن القطعة التي ستشترونها نحو التباهي بها أثناء عودتكم إلى دياركم، والأصح – دياركنّ...
غاليري لافييت (Galeries Lafayette ) هو أشهر وأجمل مجمع تجاري في باريس، لكنه ليس رخيصًا، وهناك مراكز تجارية وأسواق مع أسعار معقولة قد تناسب ميزانيّتكم.
معظم المحلات التجارية في باريس مفتوحة من الساعة 9:00 صباحًا وحتى 19:00 مساء، وقسم من المحلات الصغيرة تغلق أبوابها أثناء استراحة الظهيرة لساعتين. أيام السبت، المحلات مفتوحة فقط في أوقات ما بعد الظهر، وفي أيام الأحد جميع المحلات مغلقة، باسثناء المراكز الكبيرة جدا وتلك الواقعة في المناطق السياحية الأكثر شهرة.
ولمحبي/ات التسوق الباحثين دائمًا عن موسم التنزيلات والحسومات (السيل)، من المفضل أن تزوروا باريس في أحد موسمي الـ"سيل"؛ الأول الذي يمتد من شهر يوليو/تموز إلى نهاية أغسطس/آب، والثاني في فترة عيد الميلاد ورأس السنة (ديسمبر كانون الأول ويناير/كانون الثاني).
توصيات بطّوطة
زحمة يا مترو زحمة
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6822
إن كنتم تستعدّون للخروج من المترو عند وصولكم إلى المحطّة، لا تستغربوا لاستعجال سكّان باريس لركوب المترو دون السّماح لكم ولغيركم بالخروج أوّلًا، فالمعروف عن الباريسيّين أنّهم على عجلة دائمة نتيجة الازدحام الّذي سبّبته السّياحة والكثافة السّكّانيّة في المدينة. لذلك هيّئوا أنفسكم للخروج بالوقوف إلى جانب الباب عندما يقترب المترو من وجهتكم.
Pardon بكل معاني الكلمة
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6818
يتظاهر الباريسيّون أنّهم لا يتحدّثون اللّغة الإنجليزيّة، علمًا أنّ معظمهم يجيدونها بطلاقة. لذلك، تعلُّم بعض الكلمات الأساسيّة باللّغة الفرنسيّة سيساعدكم بالتأكيد، ولعل أهم كلمة يجب أن تعرفوها وتستخدموها هي كلمة "باردون" (Pardon) التي تعني "عذرًا"، "من فضلك"، "عفوًا" وبعض المعاني الإضافية التي تؤدي نفس الغرض. من حسن حظنا أيضًا، أننا نعيش في عصر الهواتف النقالة الذكية التي تتيح لنا استعمال تطبيقات الترجمة الفورية بسرعة وبنجاعة قصوى، لذا ننصحكم بأن تثبتوا هذه التطبيقات على هاتفكم.
في (أكل) السرعة الندامة..
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6819
لا تذهبوا إلى مطاعم مثل ماكدونالدز وغيرها من شبكات المطاعم السّريعة المعروفة، فباريس هي المكان المثاليّ لتشبعوا أنفسكم بأشهى الأكلات، فالمطبخ الفرنسي هو مطبخ غني وشهير ولذيذ إلى أقصى الحدود، ولا منطق في تناول وجبات سريعة تجدونها في بلدكم أيضًا، وتضييع فرصة التعرف على تجربة غذائية جديدة وممتازة يشرف عليها خيرة الطهاة العالميين.
لا تبالغوا في إتحاف أنفسكم
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6820
لا تستغلّوا وقتكم بالتّخطيط والتّنقّل بين متاحف باريس، فهناك كمّ هائل من المتاحف ولن تستطيعوا زيارتها في إجازة واحدة. احرصوا على برمجة الوقت بين المقاهي، والتّنزّه على ضفاف النّهر، والتّمتّع بأجواء المدينة وشوارعها العريضة (البوليفارد) الّتي أعاد تصميمها المهندس المدنيّ المشهور "جورجيس يوجين هوسمان" المعروف بالبارون هوسمان عام ١٨٦٠، ولا تفوّتوا التّسوّق طيلة أيّام الأسبوع ما عدا يوم الأحد، فكلّ الدّكاكين والحوانيت تغلق في هذا اليوم.
"سيلفوبلي" - أشهر ماركة سجائر في باريس
http://up.omaniaa.co/do.php?img=6821
إن كنتم من المدخّنين، وتوجّه إليكم أحد المارّة بطلب سيجارة (سيلفوبلي سيغاريت – سيجارة من فضلك)، أعطوه إن أردتم ذلك، ولكن توقّعوا أن تنفذ سجائركم بسرعة، فهذا الطّلب في باريس متكرّر ومألوف.
