ضربات التحالف تمنع اقتحام »داعش« لكوباني
أخفق تنظيم داعش فجر أمس في محاولة اقتحام كبيرة لمدينة كوباني السورية، حيث تعرض لغارات دقيقة من التحالف الدولي ومقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد الذين يواجهون وضعاً حرجاً نتيجة الحصار ونقص الذخيرة، في ظل إغلاق محكم للحدود من جانب تركيا، الأمر الذي دفع مئات المتظاهرين إلى الاشتباك مع قوات الأمن على الحدود، في وقت تحدث طبيب فرنسي عن مجزرة يتعرض لها أكراد سوريا.
وشنت مقاتلات أميركية وعربية ليلة أول من أمس تسع ضربات جوية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في سوريا، بحسب ما صرح الجيش الأميركي. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 35 من مقاتلي التنظيم قتلوا في الغارات. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «قتل ثلاثون عنصراً من داعش في منطقة الشدادي ومحيطها في محافظة الحسكة في الغارات التي استهدفت مواقع ومقار للتنظيم، في حين قتل خمسة آخرون في الغارات التي استهدفت محيط مدينة كوباني» التي يحاول التنظيم اقتحامها ويواجه مقاومة شرسة من المقاتلين الأكراد.
تفاصيل الغارات
وشاركت في الغارات داخل سوريا مقاتلات وطائرات من دون طيار أميركية وعربية. وجرت أربع من الغارات الجوية في محيط بلدة كوباني على الحدود السورية التركية والتي تتعرض لهجوم تنظيم داعش.
وأصابت اثنتان من هذه الضربات وحدة صغيرة للتنظيم ومبنى وثلاثة مواقع للمدفعية وعربة تابعة للتنظيم في كوباني، بحسب القيادة الأميركية الوسطى. وطال القصف محيط قرية ديهابك التي تبعد كيلومترين عن مركز المدينة، وقرية حلنج في الجهة الشرقية ومجمع السيران جنوب المدينة، بالإضافة إلى العديد من مواقع داعش في الجهة الغربية والخطوط الخلفية لها. وأكدت مصادر في هيئة الدفاع في الإدارة الذاتية بكوباني أن القصف تسبب بتدمير العديد من العربات العسكرية التابعة لداعش، بالإضافة إلى تدمير دبابة ومدفع ثقيل كان داعش يقصف بهما كوباني.
كما ضربت الطائرات مخزناً للتنظيم ومجمع لوجستيات في الحسكة، حيث قتل 30 مسلحاً.
وقالت القيادة الأميركية الوسطى إن الغارات ألحقت أضراراً كذلك بحقل الطبقة النفطي جنوب غرب الرقة، كما دمرت غارة أخرى قطعة مدفعية غرب الرقة. وأدت غارتان جويتان جنوب شرق دير الزور إلى تدمير دبابة وعربة.
اشتداد القصف
وقال المرصد إن القوات الكردية وقوات داعش دخلت في معارك خلال الليل، وإن المزيد من القذائف سقط على كوباني، وإن لم ترد على الفور تقارير عن وقوع خسائر في الأرواح. وقال باروير محمد علي وهو مترجم مع حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري من داخل البلدة إن هجوم داعش اشتد خلال الأيام القليلة الماضية، وإن القصف الذي شهدته كوباني أول من أمس كان الأعنف.
وقال: «القصف عادة ما يهدأ خلال الليل لأن التنظيم يخشى أن ترصده الطائرات، لكن في الليلة الماضية واصلوا القصف العنيف وحاولوا غزو البلدة». واستمرت محاولة الاقتحام حتى ساعات الصباح الأولى أمس.
وسقطت نحو 90 قذيفة على البلدة، وقتل اثنان من المدنيين على الأقل. وقال مراسل لوكالة «رويترز» إن القتال خف أمس، وإن ظلت أصداء نيران الأسلحة الثقيلة المتقطعة تتردد شرقي كوباني.
بدوره، أكد مراسل وكالة «باسنيوز» الكردية أن قوات داعش شنت هجوماً عنيفاً على جبل مطل على كوباني بعد قصفه بالأسلحة الثقيلة، إلاّ أن وحدات حماية الشعب بالتعاون مع وحدات من «بركان الفرات» التابعة للجيش الحر تمكنت من صد الهجوم وكبدت القوات المهاجمة أكثر من 60 قتيلاً بالإضافة إلى تدمير العديد من الآليات العسكرية.
من جهة أخرى، أطلقت سلطات الأمن التركية الغاز المسيل للدموع على متظاهرين موالين للأكراد على الحدود مع سوريا. وذكرت وكالة أنباء دوجان التركية أن نحو 500 شخص احتشدوا داخل منطقة سروج جنوب تركيا وتوجهوا نحو الحدود مع سوريا.
رعب ومجزرة
في الأثناء، طالب الطبيب الجراح جاك بيريس في مؤتمر صحافي في باريس الدول الغربية بأن تقدم «مساعدة إنسانية وعسكرية» للسكان الأكراد، متحدثاً عن رعب ومجزرة يتعرض لها هؤلاء في شمال سوريا. وقال الطبيب بيريس العائد من مدينة راس العين (سريكانيه) على بعد بضعة كيلومترات شرق مدينة كوباني في شمال سوريا: «يتعين رؤية ما يواجهه الأكراد». وأضاف الطبيب الذي شارك في تأسيس «منظمة أطباء العالم» و«أطباء بلا حدود» وهو رئيس جمعية «فرنسا سوريا ديموقراطية» أن ما يحصل «رعب، مجزرة»، لافتاً إلى جروح وحروق وإلى شبان انتزعت أعضاؤهم.
وتابع أن الوضع «يدفعني إلى الانهيار بصفتي طبيباً»، متحدثاً عن تدفق متواصل للجرحى «بينهم 40 بالمئة من النساء» مع انعدام «كل شيء» لتقديم العلاجات الضرورية.
جماعة خراسان
أخفقت الغارات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في سوريا التي استهدفت جماعة من متشددي القاعدة قيل إنها كانت تخطط لشن هجمات ضد الغرب في توجيه ضربة حاسمة لهذه الجماعة.
وعلى الرغم من أن وكالات المخابرات الأميركية ما زالت تقيم نتائج الضربات التي شنت بصواريخ «توماهوك»، قال ثلاثة مسؤولين أميركيين إن المؤشرات هي أن كثيرين ممن يشتبه بأنهم زعماء وأعضاء جماعة خراسان هربوا بالإضافة إلى الشحنات الناسفة ذات التقنية العالية التي قيل إنها أعدت لمهاجمة الطيران المدني أو أهداف مماثلة. واشنطن- رويترز
