فوائد البرقوق الأسود

تمتاز الخضر والفواكه الملونة بتركيبها الكيماوي، الذي يشمل المواد المضادة للتأكسد، وكذلك الهرمونات النباتية أو ما يسمى بالفيتوستروجينات. وهذه العملية تحد أو تحبس أثر الجذور الحرة على الخلايا، ونعلم أن الجذور الحرة هي التي تسبب الخلل على مستوى الخلية، أو ما قد يسفر عن ظهور السرطان وكل الزوائد التي تظهر في الجسم، وليس هناك ما يحبس هذه التسممات الداخلية للخلايا إلا المكونات المشهورة بتفاعلها مع الأوكسايجن لتمنع التأكسد.

وقاية الخلايا من الجذور الحرة

والبرقوق يمتاز بهذه المكونات التي تصنف الآن مع المواد الطبية النباتية Phytonutrients ، وهي المركبات التي يراهن عليها الطب الغذائي، والطب الطبيعي لتكون الحل الملائم للحد من الأمراض المترتبة عن التغذية الغير المنظمة، والفقيرة إلى المكونات الواقية للجسم. وينفرد البرقوق الأسود باحتوائه على مركب حمض الكلوروجينك، وهو على نوعين: حمض الكلوروجينيك وحمض النيوكلوروجينيك Neochlorogenic و Chlorogenicوهي مركبات تصنف مع البوليفينولات، وتمتاز بقوة مضادة للتأكسد، والتي تقي الخلايا من التعرض لخطر جذور الأوكسايجن، وهو مركب superoxide anion radical، وتحمي المواد الذهنية من التأكسد، ويدخل في هذه الخاصية الكوليستيرول كذلك.

ويحتوي البرقوق الأسود كذلك على مكونات البيتا كروتين، وهي التي تعزز الخاصية المضادة للنأكسد، وطبعا فهذه المركبات تعرف بقوته الحافظة لكل خلل فزيائي أو كيماوي يقع للخلايا. ومن جملة المركبات الكيماوية التي تضرب الخلايا الجذور الحرة، ويمثل تأكسد الكوليستيرول تحت تأثير هذه الجذور الحرة أخطر حادث في الجسم، من حيث يتحول من الشكل الحميد إلى الشكل الخبيث، وهو ما يساعد على تكون صفائح داخل الأوعية الدموية فتضيقها، ويقل وصول الدم إلى الخلايا، وكذلك الأوكسايجن، ويترتب عن هذا الحادث أمراض القلب والشرايين. ولنعطي فكرة عن الكمية التي يحتوي عليها البرقوق من البيتاكروتين أو الفايتمين Aفإن نصف كوب من البرقوق الأسود، يزود الجسم بخمس الكمية اليومية التي يحتاجها من هذا المركب.

البوتسيوم وأمراض القلب والشرايين

يحتوي البرقوق الأسود على كل من الفايتمين K، والنحاس بالإضافة إلى الألياف الخشبية الغذائية، ومنها المواد المضادة للتأكسد التي تقدم ذكرها. وبما أن نصف كوب من البرقوق الأسود يحتوي على 635 مغ من البوتسيوم، وهي خمس الكمية اليومية التي يحتاجها الجسم، فإن هذه الفاكهة الجميلة تأتي على رأس كل المواد الغذائية، التي تقي كل الجهاز الدموي والأعراض المترتبة عن الأوعية الدموية، ومنها ارتفاع الضغط، وهناك دراسات شاسعة تهم السكتة القلبية، والتي أجريت على عدد هائل من الأشخاص، وقد لخصها الباحثون في ثلاث مكونات، وهي تناول المواد الغذائية الغنية بالبوتسيوم والمغنيزيوم والألياف الخشبية، وهو النظام الذي يرتكز على الفواكه الملونة والخضر الملونة كذلك والنشويات الكاملة. ولو أن الدراسة استغرقت وقتا طويلا وشملت أكثر من 4000 شخص، ورغم النتائج التي أتت بها فهناك مكونات تنقص هذا النظام. وليستفيد الناس أكثر فإننا نكمله بزيت الزيتون والثمر، وهو النظام الذي جاء في القرآن الكريم الذي لا يصيبه زيغ ولا خطأ، وهذا النظام جاء في سورة النحل لقوله تعالى: ينبث لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب ومن كل الثمرات إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون. وهذا النظام القرآني يرتكز على الزرع، لأنه غني بالنشويات والأملاح المعدنية، وعلى الزيتون، لأن فيه المواد الدابغة، والأحماض الدهنية الغير مشبعة ومركب الإلينوليت، وعلى النخيل لأنه يحتوي على الألياف الخشبية وفايتمين ب، وعلى العنب لأنه يحتوي على مركب الريزفيراترول، الذي يحمي القلب من السكتة وهو فلافونويد معروف بخاصيته ضد أمراض القلب والشرايين وكذلك البوتسيوم، وتأتي الفواكه الأخرى لأنها غنية بالبوتسيوم والمغنيزيوم والفايتمينات، ولذلك قال سبحانه وتعالى في آخر الآية ومن كل الثمرات، ليجمع ويبين أن كل الثمار صالحة مع هذا النظام الغذائي الخاص بكل الأمراض، وليس أمراض القلب والشرايين فحسب. وحسب تقديرنا فإن الفواكه الملونه تقي من أمراض القلب والشرايين، وربما تكون الفواكه نافعة أكثر من الخضر، للوقاية من أمراض القلب والشرايين، وإن كان القرآن الكريم يدخل الخضر من بين الثمار.

ضبط الضغط الدموي و الكوليستيرول والوزن

يحتوي البرقوق الأسود على ألياف ذائبة أو متخمرة حسب التصنيف الجديد للألياف الخشبية، وذلك بخفض الكمية الغذائية التي تمر من المعدة، وتعطيل امتصاص الكلوكوز بعد الوجبات. وتزيد الألياف الغذائية من نشاط الأنسولين، من حيث يمكن ضبط السكر بالنسبة للنوع الثاني بالتغذية فقط. وهذا الحادث هو الذي يحد من ظهور ارتفاع السكر المفاجئ في الدم بعد الوجبات.

وقاية القولون

يعرف البرقوق الأسود بمنعه للإمساك الحاد، ويسهل مرور الأغذية بالقولون ليحمي هذا الأخير من السرطان وكذلك البواسير. ويساعد الباكتيريا النافعة في القولون على النمو Prebiotic وهو الحادث الذي يلعب الدور الأساسي في خفض الكوليستيرول، وحماية خلايا القولون من السرطان، وحيث تجد الباكتيريا النافعة المغذيات مثل الألياف الذائبة، وهي الألياف القابلة للتخمر، تنتج الحمضايات الدهنية القصيرة السلسلة، ومنها حمض البيوتيريك وهو الحمض الذي تستعمله خلايا القولون لتنشط وتبقى متجانسة في بنيتها، وتمثل كذلك هذه الباكتيريا حمضيات أخرى منها حمض البروبيونيك وحمض الأسيتيك اللذان تأخذهما خلايا الكبد والعضلات. وتعرف الألياف الذائبة أو المتخمرة بدورها على خفض الكوليستيرول، بارتباطها مع أحماض الصفراء ومنعها من الرجوع إلى المرارة عبر الدورة الكبدية المعوية.

تسهيل امتصاص الحديد

يزيد استهلاك البرقوق الأسود الطري والمجفف على حد سواء من امتصاص الحديد في الجسم، وربما يعزى هذا الأمر إلى الفايتمين C الذي يحتوي عليه، وفي تقديرينا يمكن أن يكون ذلك راجع إلى نشاط الخلايا بالقولون، نتيجة تخمر الألياف الغذائية بالباكتيريا النافعة، وطبعا لما يكون القولون على أحسن ما يرام فإن الامتصاص يكون كذلك مرتفعا لأن نشاط القولون يكون على أشده.