وفي مجلس السلطان جالسين الوزراء والشعراء والشيوخ والعلماء وكل من له معرفة في امور الحياة يتناقشون في أمور المدنة وأحوالها... كانت هذي هي عادة السلطان وكان مجلسة يوم الخميس يعج بالرجال من كل القبايل
في يوم من الايام ... في وقت مجلس السلطان أمر السلطان الخادم بأنه يصب القهوة لضيوفة مثل العادة ... وكانت عادة صبابي القهوة انهم يبتدون باللي جالسين على يمين السلطان لأنهم الناس الأكثر أهمية والمقربين من السلطان... المهم كان من اصحاب اليمين تاجر كبير ومعروف ... هذا الانسان له خبرة بصنع القهوة ... يعني يشرب الفنجال يعرف شو محطوط بهاي القهوة وكيف تم صنعها..
المهم يوم وصل الفنجال للتاجر وتذوق طعم القهوة تغير وجهه وحس ان فيها طعم غريب ... يعني لاعت كبده وقرر انه يكب فنجال القهوة بدون ما احد يشوفه لان طبعا تعرفون ان هذاا فيه اهانة لصاحب المجس ... المهم صاحبنا كان يكب الفنجال من ورا الكرسي لكن شافه السلطان واستغرب الحركة فقاله بصوت عالي :
" ليش تكب القهوة يا رجال" رد عليه التاجر وان مره مرتبك : " والله يا سلطاننا .. الله يطول بعمرك مالي نفس بالقهوة وانا ما احب اشربها" وطبعا هالجواب في نظر السلطان اهانة ثانية وعذر اقبح من ذنب. رد عليه السلطان وبغضب شديد :
" كيف ما تشرب القهوة وانت تحضر مجالسنا من كم يوم وتشربها؟"
فخاف التاجر وطلب من الملك انه يامنه على روحه ورح يقوله هو وش السبب اللي خلاه يكب فنجال القهوة .. فطبعا السلطان كان متسامح وقاله أنت مأمونولا تحاتي بس تكلم
قال التاجر : " والله يا سلطان قهوتكم صايدة"قاله السلطان : " وش صايدة؟"
قال التاجر: صايده حشرة يعني طايحه فيها حشرة ولو ما كانت صايدة اقطع رقبتي
المهم وافق السلطان وطلب من الخدم انهم يجيبون دلة القهوة وقدر وخلى على القدر ليفه عشان يصفي القهوة من البن ... وسبحان الله يوم كان السلطان يصفي شاف الحشرة متيبسة كانها حبة بن ... وصد على التاجر وقاله : " انت كيف عرفت انه القهوة فيها حشرة؟" وعاد التاجر كان مستانس حده لأن كلامة طلع صح وقال للسلطان : " لأن طعمها كان حامض"
أحمر وجه السلطان من الغضب وسأل الخدم عن هذا التاجر وكم يم صار له يحضر المجلس فجاوبوه انه من يومين بس يمر على مجلسهم... فقالهم خلوه يجي كل يوم وبنشوف اذا هو صدق خبير بصنع القهوة والا هو يصدف وهاي كانت ضربة حظ
المهم اجتمع السلطان بأكبر صانعي القهوة بالمدينة وسألهم عن الأشياء اللي يمكن يضيفونها للقهوة بحيث انها ما تغير طعمها ... المهم خبروه عن انواع من الاعشاب وعزم السلطان انه يخلي هالاعشاب بالقهوة في المجلس الجاي ... ولما كان موعد المجلس واخذ التاجر فنجاله ... صد عليه السلطان وقاله : " ها يا رجال .. فيها القهوة اليوم طعم غريب؟" ورد عليه التاجر: " هيه نعم يا سلطان" عصب السلطان وقال : " وش فيها بعد؟" ورد التاجر :" فيها طعم اعشاب" وذكر اسم هاي الاعشاب.
استغرب الملك وزاد استغرابه وكان موته وحياته انه يلاقي شي يدسه بالقهوة بحيث ما يلاحظ طعمه التاجر
ويوم من الأيام كان واحد من اصحاب السلطان راجع من الحج وعرف بالسالفة فأشار للملك انه يحط قسر (السواك) بالقهوة... خذ الملك بالنصيحة ولما جا وقت القهوة ... سأل السلطان التاجر : " ها يا رجال .. فيها القهوة اليوم طعم غريب؟" ورد عليه التاجر: " هيه نعم يا سيدي السلطان" عصب السلطان وقال : " وش فيها بعد؟" ورد التاجر :" فيها طعم راك"... ومثل ما تعرفون الراك هي الشجرة اللي ياخذون منها السواك.
تفاجأ السلطان وصارت السالفه شغله الشاغل يفكر فيها ليل ونهار ويوم من الأيام جت في راسه فكرة وأمر الخدم انهم يصنعون القهوة من فنجال قهوة اخضر وفنجال قهوة محروق... وصار اللي مر به السلطان ... يوم جا وقت المجلس سأل السلطان التاجر : " ها يا رجال .. فيها القهوة اليوم طعم غريب؟" ورد عليه التاجر: " هيه نعم يا سلطان البلاد" عصب السلطان وقال : " وش فيها بعد؟" ورد التاجر :" فيها طعم نيات وطعم حرق"
وعاد هنيه استسلم السلطان وعرف انه لو مهما حاول يمكر هذا التاجر يعرف وعنده خبره بالقهوة وصنعتها فقال السلطان للتاجر : " خلاص يا رجال انت ما نقدر عليك وكل ما يكتمل القمر ويصير بدر تعال بعطيك اللي تباه من قهوة ودلال وكل شي تباه لضيوفك" ... وهالشي في وقتهم كان اكبر واعظم هدية لأن القهوة كانت أساس الضيافة وطعمها يدلك على معدن اصحابها
