كُنـتَ أمسي.. قريباً.. واليوم بعيد!
كُنـتَ أمسي.. قريباً.. واليوم بعيد!
عندما كنت طفلة من زمن البراءة والجمال.. طفلة كطائر مغرّد يحلّق في سماء الفرح.. يرتِّل أبياتاً مغسولة من حبور.. على أنغام ابتسامةٍ تذوب لها القلوب.. كنتَ حينها قريباً جداً مني! كنتَ أنت سعادتي ودلالي!!
كلما رأيتني صباحاً تغمرني بحضنك الحاني وتطبع على خدي قبلةً سُكّرية أشتهيها منك دوماً..
أذكر حين كنت تحملني فوق كتفيك وتجري بي في حديقتنا الباسِمة..
أذكر حينما تحتلّ أرجوحتي الصغيرة مداعباً فأضربك بغضبٍ بريء وأبكي لتُسكتني بعدها بقطعة حلوى لذيذة!!
كنت وقتها أسعد طفلة في التاريخ حتماً!!
أنت.. أنت من كان يغدقني بحنانه و حلو ابتسامه! أنت من كان يحضر لي كل ما تهف له نفسي من حلوى ودمى وألعاب.. أنت من كنت أتباهى أمامه بأثوابي الملونة.. فـ تطبع على خدي قبلة تردفها بقولك المعتاد: أنتِ أجمل ملاكٍ عندي..
سنين مضت.. لم أذق فيها إلا طعم الراحة والحبور.. سنين مضت .. والآن أضحت سراباً !!
اليوم.. اليوم أرى كل شيء قد انقلب رأساً على عقب !! اختفيتَ واختفت أطيافك خلفك!! كل ذلك حتى دون أن تقول وداعاً!!
ذهبتَ وسلبت مني حبوري وأثوابي وألعابي!! ذهبتَ وحرمتني من حضنك الدافئ .. وقبلاتك العسليّة!!
اشتقتُ إليك.. إلى روحك التي لطالما عشقتها .. إلى نبضك الذي يحيا به قلبي..
أحنّ إلى أيام كنت فيها ملاكي الحارس .. وفارسي المغوار .. و مهدي الآمن ..
عُــد .. أرجوك عُــد .. انظر إلي ما أنا الآن!
ابتسامتي الملائكية التي سحرتك يوماً باتت حزناً يُشفق عليه!
عيناي اللتان عشقتَهما أضحتا صحاري قاحلة جرّدت دموعها حتى جفّت..
روحي المتفائلة طغت عليها أشباح الكآبة مذ فقدتك!
واليوم ويح اليوم كيف أعيش دونك!!
نسيتُ السعادة حتماً.. إلا بضع خيالاتٍ يصنعها لي الأهل والصحبُ!
أرجوك عُـد .. أصبحتُ لا شيء!!
هل تعود؟
ربما .. يوماً ما ..#