أنتَ ذاكرتي .. و ذاكرتي حياتي !
https://pbs.twimg.com/media/CVOrs_eUkAI_od5.jpg
قررتُ أن أنسى ..
حينما كُنتُ ذاتَ مساء ألملمُ أوراقَ ذاكرتي و أضعها
ورقةً .. ورقة .. في حقيبتي ، استعداداُ لِلرحيل إلى حيثُ
يشدُني صوتُ رغبتي لِلنسيان ..
قررتُ أن لا أبتاعَ مُخدراتَ الإدمان على الذِكرى بعدَ اليوم ..
قررتُ أن أعقُدَ صفقةَ بيعٍ لِذاكرتي معَ الموت ..
و أن أقطعَ صِلةَ الدمِ بيني و بينها ..
عَلها ترحُلُ أبدَ الزمانَ عني ..
عَلها تموت .. و تندفِن تحتَ أرضِ النسيان !
تذكرتُ و أنا أضع آخرَ ورقة لِأولِ يومِ لِقاءٍ بيننا ..
حينما كانَ لِسانكَ لا يعرفُ حينها إلا لهجةَ العِشق و الغزل ..
حينما كُنتَ تقول : لَن أترككِ أبداً ..
و كُنتُ أستقبلُ تِلكَ العِبارة و كأنها موسيقى هادئة تُريحُ الأعصاب ..
فَكُنتُ أضيعُ حينها تارةً .. و تارةً أخرى ألقاني مُكبلةٌ بقيودِ عِشقك ..
آهٌ ما أبشعَ هذا السِرداب الذي أستقرُ بِهِ .. مِن بعدِ
ما كُنتُ ملكةً في قصرِ قلبكَ تتوجُني بِالحُب ..
آهٌ كيفَ رضيتَ أن تشنِقَ حُبنا بِهذهِ السُرعة .. و تغيبُ إلى المجهول !
فَوضعتُ تِلكَ الورقة في حقيبتي و أنا ألقي نظرةً سريعةً
على آخرِ سطرٍ بِها .. " ... + ... = عِشقٌ لِلأبد !
حينها حملتُ تِلكَ الحقيبة التي أصبحت ثقيلة و رفعتُها على ظهري ..
حتى أحسستُ بِأنَ المُستحيلَ سَيحدُث و يُصبح لِتِلكَ الحقيبة لِسان
فَتوبخُني قائلةً : أنتِ و ذكرياتكِ تكادُ تُصيبانني بِالغثيان ..
فَمضيتُ و أنا مُنهمكةٌ جداً بينَ رغبتي لِلنسيان .. و الألم ..
مضيتُ و خطواتي تترنحُ حتى كِدتُ أن أسُقطْ ..
تتلاعبُ الأفكارُ بِعقلي .. و كأنها على طاولةِ قِمار
دينُها حُزني .. وجعي !
لا أثرَ لِضوءِ القمر هذهِ الليلة ..
إنها ليلةُ السُقم .. كَفلمِ رُعبٍ اتفقَ أبطالُها على إنهاء
حياة الشبح الذي يُطاردُهم ..
و أنا رُبما أكونُ تِلكَ البطلة التي تسعى في وضعِ حدٍ
لِشبحِ ذاكرتها الذي يُطاردُ راحتها ..
اِحتدمَ الصِراعُ بيني و ذاكرتي حينما استقرتْ خطواتي
على أحدِ الشواطئ المهجورة .. أو رُبما خُيلَ إليَ بِأنهُ مجهورٌ
بِسببِ وحدتي التي كانت تصرُخ بينَ كلاميَ المكبوت و صمت لِساني !
فتحتُ حقيبتي و أخيراً لِأنتزعَ ذاكرتي مِنها ..
إنها اللحظةُ الحاسِمة التي سَتكون خاتمتها .. حياتي أو موتي ..
أقبلتُ لِأفتِتَ كُلَ أوراقي و أنثُرها بينَ رِمالِ ذلكَ الشاطئ ..
و قبلَ أن أفعلَ فِعلتي تِلكَ .. قبلَ أن أقتُلني بيدي ..
أتيتَ مِنَ البعيد و وقفتَ قِبالتي ..
أعدتَ كُلَ شيءٍ إلى مكانه ..
أعدتني مِن بعدِ ما ظننتُ بِأنَ كُلَ الأبوابَ موصده .. و لا مجالَ
لِأن أنمو مِن جديد بينَ بساتينِ الحياة ..
غرستني في قلبكَ و رويتني حُبكَ .. لِأنمو مِن جديد ..
و لو أنني قد بِعتُ ذاكرتي لِلموتِ قبلَ حضورك
لَكُنتُ قتلتني بِيدي .. لِأنَ ذاكرتي معكَ هيَ حياتي بِذاتها .. !
https://lh3.googleusercontent.com/-A...ltfxo1_500.jpg
مِنَ المُمكنِ أن تنسى أيةَ شخصٍ قد يمُرُ في حياتك ..
و لكن لا يُمكنكَ أن تنسى شخصٌ هوَ حياتك !
زهرة الأحلام
11/10/2016