هل أفل نجم الحبسي أم أن هناك من يحاول حجبه*
غياب قائد المنتخب الوطني النجم علي الحبسي عن مباراة كبيرة بحجم المباراة الدولية الودية امام اليابان في اليابان امر يحتاج الى ان نتوقف أمامه كثيراً.* بل أن غياب علي الحبسي عن جميع تجمعات المنتخب من بعد مباراة المنتخب الرسمية امام ايران في* طهران في التصفيات المزدوجة لكأس العالم وكأس آسيا وعدم حضوره جميع المعسكرات والمباريات من بعد ذلك أمر مريب ويحتاج الى توضيح.
هل هي بداية للاعتزال الدولي للنجم علي الحبسي ؟ أم هل هو دليل وجود خلاف بينه وبين المدرب لوبيز كارو؟ واذا كان اللاعب هو من اعتذر لظروف خاصة في كل التجمعات الماضية حسب ما يقال فلماذا لم تتخذ بحقه أية عقوبات أسوة بحالات مماثلة في السابق للاعبين تخلفو عن المنتخب بدون عذر مقبول؟ لماذا لا يوجد توضيح من إدارة الاتحاد ؟ وماذا تقول اللوائح ؟ اذا كان العذر من الجهاز الفني هو إعطاء فرصة للحارس الثاني في المنتخب فايز الرشيدي.. أليس ابتعاد لاعب بمكانة النجم علي الحبسي لفترة قد تقترب من عام كامل عن المنتخب امر سيعود بالسلب على المنتخب لاسيما في ظل التجديد الذي طرأ على اسماء اللاعبين مما قد لا يوجد تجانسا بين علي الحبسي وزملائه في حالة عودته للمنتخب في وقت لاحق؟ ناهيك عما قد يفتحه ذلك من باب للتساؤلات والتكهنات في اروقة المنتخب ، وربما يشجع من حدوث حالات مماثله للاعبين اخرين.
مصادر مقربة من المنتخب أكدت انه يوجد جفاء واضح بين علي والمدرب لوبيز كارو غير معروف اسبابه . حيث كما هو معلوم وكما شاهدنا في مواقع التواصل الاجتماعي ، اللاعب علي الحبسي كان متواجدا في السلطنة اثناء التجمع الأخير للمنتخب الوطني عندما لعب المنتخب مباراتين امام البحرين والأردن . ولكن اللاعب لم يزر اللاعبين في المعسكر ولَم يشترك في اَي من الحصص التدريبية بل شارك في حملة توعوية خاصة بأكاديمية علي الحبسي للاطفال في شواطىء العاصمة مسقط.
السؤال الأخير الذي ربما سيجاوب على كثير من هذه الأسئلة هو : هل تم استدعاء اللاعب بخطاب* رسمي من الاتحاد الى نادي ريدنج الانجليزي كما جرت العاده عند استدعاء اللاعبين المحترفين لاسيما في ايّام الفيفا أم لم يتم ذلك؟ واذا تم إرسال الخطاب او الخطابات في كل مرة ، يا ترى ماذا كان الرد الرسمي من النادي ؟ واذا لم يتم إرسال خطاب او خطابات الاستدعاء في كل مرة فلماذا ؟ ومن المسؤول؟
أخيراً .. سابقا.. كان مدرب المنتخب الوطني يلتقي بوسائل الاعلام في مؤتمر صحفي قبل كل تجمع للمنتخب لإعلان قائمة اللاعبين وتلقي استفسارات الاعلاميين .. يا ترى .. هل من مبدأ “التغيير* والشفافية «ان يتغير ذلك الان وتبقى الأسئلة دون اجابات!؟
قصة «رقم واحد» الهمس الذي تحول لـجهر.. «الأمين» والخبر اليقين!
غياب أثار التساؤلات.. وفتح باب التفسيرات –
أدى غياب الحارس الأمين علي الحبسي عن قائمة المنتخب التي غادرت إلى اليابان لمواجهة (الكمبيوتر) إلى تساؤلات وطرحت الكثير من علامات الاستفهام، ولم يكن السبب مجرد ان وجود الحارس الدولي صاحب الخبرات الكبيرة والقدرات الفنية العالية يحتاجه المنتخب في التجربة اليابانية القوية والمهمة بل لأن الأنظار راحت تنقب في الاعتذارات الأخيرة المستمرة للحارس المحبوب علي الحبسي، وغيابه عن مناسبات ماضية، وتجمعات سبقت كان متوقعا أن يشارك فيها وكذلك بعض التجارب مثال: تجربتي الأردن وتركمانستان.
منذ ظهور الحبسي في مواجهة إيران (الإياب) في التصفيات الآسيوية المؤهلة للدور الثاني من تصفيات كأس العالم التي شهدت خسارة المنتخب وخروجه من دائرة المنافسة على أي من بطاقات العبور للدور الثاني من تصفيات القارة الآسيوية التي تؤهله لمونديال روسيا.
ظل الهمس يدور هنا وهناك والحديث يتبلور في سؤال يقترب أكثر من منطقة الشك ولكن دون يقين يقود لإصدار الأحكام الحقيقية التي تفسر أسباب غياب (الأمين) عن حراسة العرين وهو عند الجميع الحارس الأفضل والأول وظل يمثل عنصرا أساسيا في التشكيلة واللاعب رقم واحد عند كل مدرب لذلك يصبح غيابه أمرًا غير طبيعي ويثير الفضول ويدعو البعض للبحث والتنقيب لمعرفة الطارئ الجديد والأمر الجلل الذي حال دون تواجد (نمبر ون) مع الأحمر في الاستحقاقات الأخيرة.
أصبح الحديث عن واقعة غياب الحارس صاحب الشهرة الواسعة والمكانة الطيبة في نفوس عشاق جماهير المنتخب همسا تتداوله المجالس من دون إبراز شهادات تحمل تفسيرات يستدل عليها بأنها تحمل الحقائق وتعبر عن الواقع وعلى لسان الحبسي نفسه أو مدرب المنتخب الوطني الإسباني لوبيز الذي أشارت له القصة المتداولة بأنه وراء غياب الحارس عن التجمعات والتجارب الأخيرة من بينها تجربة اليابان.
كثر الهمس وتصاعد مده ليبلغ مرحلة التداول والجهر عبر وسائل التواصل التي تعد مجالا خصبا لنشر الأخبار وتحليلها كل وفق قراءته وخبراته وما هو متاح له من حدود لمعرفة القصة والسيناريو الذي يمثل قاعدتها الصحيحة.
حوّلت وسائل التواصل الهمس الى جهر وسرعان ما انتشر الخبر وباتت القصة على لسان الناس كل الناس الذين علموا بتفاصيلها يأملون في تفسيرات وتوضيح يضع النقاط على الحروف ويقفل الباب أمام الاجتهادات ومختلف الروايات.
الرواية المنتشرة
الرواية التي انتشرت حول أسباب وقصة ابتعاد الحارس الأمين عن تشكيلة المنتخب في الفترة الأخيرة وحرمته من السفر مع الأحمر إلى اليابان بالرغم من وجوده في البلاد، وظهوره في تدريبات المنتخب العسكري في ذات الليلة التي كان المنتخب يؤدي فيها أول تدريباته في العاصمة اليابانية طوكيو.
تقول الرواية التي تم تداولها ان ثمة خلافا بين مدرب المنتخب الوطني الإسباني لوبيز والحارس الأول للمنتخب وتعمقت جذور هذا الخلاف، وأدى إلى نقطة عدم تلاقي الاثنين على ملعب واحد بل وحتى على منصة واحدة لمؤتمر صحفي لإعلان قائمة أو الحديث حول أحداث ومجريات مباراة، فالأمر وصل الى دائرة الجفاء المطلق ولم تسلم القصة من زيادات وبعض (البهارات) التي تحمل نكهة كل محلل وفقا لما يريده من هدف أو يراه منطقيًا بما يتوفر له من معلومات.
الجزء الغائب في القصة
تلك القصة التي اعتمدت في تفسيرها لغياب حارس المنتخب الوطني الأول واحتجابه عن الظهور مؤخرًا بوجود خلاف بين المدرب ولاعبه بدأت ناقصة وغير مكتملة الأركان لكونها لم تنجح في إكمال السيناريو عبر الجزء الذي يمثل تلك الأسباب التي أدت الى تدهور في العلاقة بين المدرب واللاعب وكيف حدث الأمر وفي أي مناسبة والتوقيت الذي شهد هذا التنافر بين الثنائي.
غياب هذا الجزء المهم في القصة التي تم طرحها مؤخرًا جعلها تبدو ناقصة وقابلة للنفي في ظل وجود احتمالات أخرى وأسباب غير المعلنة ويمكن ان يكون الخلاف ليس من ضمنها ولا وجود له في الواقع.
التعليق الرسمي
قبل عدة أيام قفزت مسألة غياب الحارس الدولي عن التجارب الأخيرة للسطح وقدمت في شكل سؤال كان منطقيا لمدير المنتخب الوطني مقبول البلوشي الذي ركز في إجاباته على ان للحارس علي الحبسي ظروفا أسرية حالت دونه والتواجد في التجمعات الأخيرة.
تجددت تصريحات مقبول تزامنًا مع رحلة اليابان وغياب الحبسي عنها مؤكدًا أن الأسباب الحقيقية التي أدت الى غياب الحارس الدولي عن القائمة التي غادرت الى اليابان هي أسرية، وهو ما يرد بصورة غير مباشرة عن قصة الخلاف بينه وبين المدرب.
رواية مقبول وحسب ما تشير المعلومات إلى أنها هي المعتمدة أيضا عند مجلس الإدارة الحالي الذي بدأ غياب الحبسي عن المشاركة قبل جلوسه على الكراسي وخلال توليه المسؤولية استمر الغياب، وهو ما حظي باهتمامه وبحثه عن الأسباب عبر استفسار من المعنيين بأمر إدارة المنتخب، ولم تخرج الإجابة عن الظروف الأسرية، ولذلك ربما لم تمتد يده أكثر للبحث أو إيجاد حلول تحسم الغياب.
المعروف أن مجلس إدارة اتحاد الكرة غير معني بالبحث عن غياب أي لاعب في ظل وجود اعتذار وتبرير إداري من الجهة المشرفة، ولكن متى ما ظهرت بوادر الشك الذي يظهر ثمة حلقة مفقودة فعندها يكون بإمكان لجنة المنتخبات البحث والتقصي وذلك وفقا لأهمية الأمر وحجم تأثيره على مسيرة المنتخب.
صمت وتسريب بالنفي
كانت التوقعات كبيرة بأن يكون هناك توضيح من الحارس الأمين يقطع الشك، ويأتي بالخبر اليقين ويضع حدًا للتكهنات والتساؤلات والتفسيرات خاصة وان الأمر ليس مستبعدًا أن يكون قد سبب له الكثير من الإزعاج والاتصالات التي تبحث عن الإجابة القاطعة.
حسب علمنا أن الحارس الدولي علي الحبسي لم يشأ أن يخرج حديثا عبر صياغة رسمية، ولكنه في ردوده على بعض الاتصالات الودية لم يشر إلى حقيقة وجود خلاف وركز على أسباب الظروف الأسرية، ووجوده مع ابنته التي ترقد طريحة الفراش، وهو ما يعني ضمنيًا أن لا سبب آخر وتسقط فرضية وجود خلاف بينه وبين المدرب.
رغم وجود هذه التلميحات في حديث الحبسي التي تنفي وجود خلاف بينه ومدرب المنتخب وتتطابق مع التصريحات الرسمية لإدارة المنتخب إلا أن هناك من يرى في صمت الحبسي أمرا آخر يرجح كفة وجود شيء ما ولأنه لاعب كبير وصاحب تجارب واسعة لا يريد أن يدخل نفسه في أي خلافات أو يدلي بتصريحات حول هذا الأمر.
طائرة لوبيز في المدرج
يعتبر اقتراب رحيل المدرب الإسباني لوبيز عن الإدارة الفنية للمنتخب الوطني الأول بعد اعتذاره رسميًا عن تجديد عقده لفترة أخرى فرصة لنهاية الخلاف وان وجد لذلك يبقى الطرق على الموضوع ليس ذا قيمة تذكر خاصة وان المنتخب لا يشارك حاليا في أي مسابقة رسمية تتطلب تسوية الخلافات ان كانت فعلا موجودة بين المدرب والحبسي أو أي لاعب آخر في المنتخب.
صفحة لوبيز التي لم تستمر طويلا ستنطوي بكل ما فيها من وئام أو خلاف، وهو ما يجعل مسألة التركيز أو الوقوف عند الأمور الخلافية غير ذي جدوى بمثل الأمور الفنية التي تشكل أساسًا للفترة المقبلة وكيفية أن يستفيد المدرب الجديد من بصمات المدرب الإسباني والتغييرات التي أحدثها في المنتخب.
لوبيز نفسه مع اقتراب رحيله لن يكون في صالحه أن تكون هناك أي أحاديث عن خلافات بينه وبين اللاعبين لرغبته في ان يغادر السلطنة بهدوء لا تلاحقه لعنات أو انتقادات أو أي نقطة غير إيجابية في سيرته الذاتية وفترة عمله مع الكرة العمانية.
العنوان لا يمكن طمسه
في كل الأحوال وأيًّا كانت الحقيقة حول الهمس الذي تحول لجهر في البحث عن أسباب غياب الحارس الأمين علي الحبسي عن مشاركات المنتخب الأخيرة يبدو من المؤكد والثوابت أن علاقة الحارس الأمين مع المنتخب لن تصل الى النهاية أو الطلاق، ولو بفعل فاعل لأن الحبسي يعتبر العنوان البارز للمنتخب وقائدا يجد التقدير من زملائه اللاعبين وكل الحب والثقة من الجماهير علاوة على ما يحققه من نجاحات لافتة في تجربته الإنجليزية وتأكيده دائما بأنه الذهب الذي لا يصدأ.
منقول
جريدة عمان
10/11/2016