-
نتاجات الكاتب والشاعر ( شموس الحــــــــــــــق )
جروح نازفة....(فصحى)
آهات الذكرى أحزاني
والشوق اليم أبكاني
وشفاه تشكو من ضمأ
نار في جوف عطشان
وجروح تنزف مهجتها
وقيود السجن وسجاني
ودموع رجال اسكبها
وقلوب تنبض نيراني
والروح يذوبها الالم
تشكو من غربة اركاني
انهكها الصبر وخطوب
تسأل عرافة فنجاني
تزهر من دمعي تذكار
ونجوم الليل وعنواني
وحروف تنزف من الم
ترجمها الشعر بديواني
أشواقي ريح وسيول
فيض في ساحة ودياني
رباه حياتي بلا شمس
يبريها الحب وايماني
وصلاة الفجر ودعوته
وقيام الليل وقرآني
يأسرني الشوق لميناء
وشراع طاف بأشجاني
و سروج تعدوا برجال
لعلاهم صوت ناداني
وابي والعصبة عزوته
وديار الأم وأخواني
ورفيق الروح وتوأمها
كانت في حلي سلواني
وسأدعوا الله وأساله
حب وسلام واماني
فحياتي وعد أنجزه
ميلادي حق انساني
ولعبد لله اخا عمر
ارويها قصة الواني
وشموس تشرق بديار
وغروب يكسوا شطآني
وستبقى ذكرى مؤلمة
ناقوس ذكر نسياني
أحزاني سفر ورحيل
لن انسى دفتر احزاني
فالذكرى تنسج حلتها
أشجان تكسو جدراني
فاليوم كتابي أرفعه
وسارفع كفي وبناني
لسمائي وطن و جناح
كسر اوثاني وهواني
وزمان اوصد خنجره
مالت في شوكة ميزاني
قد حانت صرخة ميلادي
اعلن ميثاقي وبياني
تاريخي موت ودموع
واليوم شروق بكياني
بقلمي/ ناصر الضامري
-
ســــــــــــــدرة 12/10/2014
سدرة...(فصحى)
سدرة الحب وروحي.. أحلى مافي العمر ذكره
وردة حلت بقلبي طالع السعد وبدره
لونها ظل ونور .. مزهريات و زهرة
في ظلام العمر طلت نجمة الليل وقمره
بات قلبي في انكسار سال دمعي بين عبرة
نار شوق في ضلوعي اشعلت في الجوف جمرة
وانطفى نور الحياة حلوها قد صار مره
تلك اقدار القضاء راضيا خيره وشره
رب اكرمني سناها في عيوني كل نظرة
رب احفظها ملاكا في بحار العمر درة
واجمع الشمل بخير من شتات بعد هجره
ذاك ارجوا من الاهي واجب الحمد وشكره
قصتي محظ ابتلاء .. طال شوقي بعد صبره
اين مني هينماتي اين شيطاني وشعره
انها بستان عمري وردة الحب و عطره
شمسها ميلاد نور.. مهجة العمر وسره
طفلة ذابت في روحي اسمها يا صاح سدرة
بقلمي/ ناصر الضامري
-
فيــــــــــــــــاضر 2/11/2014
فياض ....
خنجر والراس عمــــــــه هامته فوق الهمــــــــم
منزله ان حاز قمـــــــــه حد اصحاب الشمـــــم
منهجه قـــول وحكمــــــه ما سمعها في صمـــم
ياسعد من قال اسمـــــــــه عد فيـــــاض اليــــمم
زاهر عالي ونجمــــــــــه لاح من بين القمــــــم
صاحبه لا ما يذمــــــــه طبع طلاب الذمـــــم
سر حبه ما يضمــــــه ما عرف حد النمـــم
العقل يا ناس نعمـــــــه والجهل نار الحمــــم
من مشى دربه يتمــــه زل من دون اللمــــم
بوح صدري لو انظمه قاصر دون التمــــم
سيدي روحي ودمــــه خص قولــي ما عمم
والله غالي يسوى أمه مفخـــــرة بين الامم
بقلمي/ ناصر الضامـــري
-
خاب ظني 25/11/20014
خاب ظني...
مادرى من خاب ظني في عناده قاهرني
من غرامي صار تاجر باختصار(ن) ظالمني
في عيونه مية كذبه باعني ما خاف ربه
اعرفه حبه وحبه هذا طبعه تاعبني
واعتذر لي بعد زله واشتكى بالجوف عله
خل صابر عوق خله والخطأ ما صار مني
قال : -في لحظة- وربي!! يا حبيبي انت حبي
كلها نبضات قلبي ما لها غيرك تحني
قلت : كذبك ما يفيدك والخطا برهان كيدك
الهوى ما صار بيدك شوف قلبك جارحني
هاذي خدعه من حبيبي اعرفه زين وطبيبي
من بعيد ومن قريب اشعر انه ذابحني
صار عادي في حسابه حارمني في غيابه
كل وقتي في عذابه في مزاجه شاغلني
في وصاله مالي خاطر دام قلبه عني صابر
خلني بالليل ساهر والنجوم تسامرني
ذاب قلبي في غرامي ينسى ايامي وسلامي
هذا اخر من كلامي دام ظنه خادعني
ماني راجع في قراري لا يحاول في حواري
عزة النفس اعتباري واحلف انه خابرني
بقلمي /ناصر الضامري
http://im78.gulfup.com/7AsDzc.jpg
-
بحر الهــــــــــــــــــــــــــــــــوى 2/12/2014
بحر الهوى ...... (فصحى)
اليها الشوق من في القلب شاطيها
ومرسى الحب .. والذكرى تشاكيها
اليها البوح ما في الوجد من الم
وراح النفس نور الحب يغشيها
وفي الق هيام الوجد أشرعة
ليوم في سنا الايام نلقيها
اليها الصبر حين البين موعده
شراع الحب يرسى في مآقيها
اذا الايام والاحزان موحشة
نديم الصبر بالآمال يرويها
كنور الشمس قلب زان مبتهجا
ينوء الذل و الآهات والتيها
وان كتبت شقاء في صحائفنا
امان .. صفحة الايام تطويها
رياح الشوق قد لعبت باشرعتي
وموج في بحار لا اجاريها
ضياع الجاه في عتماته عدم
بلا افلاك وسط التيه نفتيها
اليها الحب يامن طال غربته
سفين الشوق حان اليوم نرسيها
وحانت ساعة مالت لموعدها
رياح الوصل هبت صوب عاليها
اليها العود يا من طال موعده
وأشجان من الاحداق أهديها
الى شطآن شمس الحب مشرقة
عجاج الامس قلبي اليوم ينسيها
اليها الحب والاشواق والأمل
اليها الروح قربانا لغاليها
بقلمي/ ناصر الضامري
http://im89.gulfup.com/NWxs3Q.jpg
-
لغة الضاد تشتكي (مقال) 5/1/2015
لغة الضاد تشتكي .. (مقال)
طلبت ابنتي مني – وهي طالبة بالصف السابع – شرح نصا أدبيا في مادة اللغة العربية , وحينما قرأت ذلك النص وهي قصيدة "رجعت لنفسي" لشاعر النيل حافظ ابراهيم, أسرني مدى الابداع في هذه القصيدة , ولم أكتف بقراءتها فقط , حيث بحثت في الشبكة الالكترونية شرحها بالتفصيل وبالتحديد في موقع " منتديات التعليم " , فهي قصيدة تستحق التأمل لأنها تناولت جانب مهم وحساس , وهو موضوع اللغة العربية التي نفخر بها ونعتز بها نحن العرب , كونها لغة القرآن الكريم , وقد لعبت دورا كبيرا في حفظ العلوم والآداب والمعارف .
وفي العصر الحديث, برزت في الاوساط الادبية أصوات تنادي بأن اللغة العربية غير مؤهلة لاستيعاب العلوم الحديثة , ورأى الشاعر حافظ ابراهيم ان يرد على هؤلاء وصور اللغة العربية كأنها امرأة تخاطب ابناءها الذين اتهموها بالعقم وتطالبهم بالعودة الى رشدهم واكتشاف مكامن الابداع والكنوز في هذه اللغة ومفرداتها وتركيباتها اللغوية ومحاسنها , متعجبة من اتهامها بالعجز وهي لغة القرآن الكريم التي وسعت كتاب الله (لفظا وغاية), فكيف لها ان تضيق عما هو دونه كوصف آلات ومخترعات حديثة, متهمة ابناءها بالجحود والنكران وانها لم تجد فيهم الرجال الاكفاء الجديرين بإبراز مكنوناتها , وبالتالي قررت وأد هذا الجمال وهو حي .
عموما , قد تلاحظون مدى الترابط في هذا النص الشعري الجميل ومدى الترابط في الافكار ووحدة الموضوع في هذه القصيدة لاستخدام الشاعر الاسلوب السهل الواضح بدون غموض , متمكنا من استخدام الخيال الذي جسد اللغة العربية وكأنها امرأة او انسان يتحدث عن نفسه , مستخدما استعارة مكنية في قوله "ولدت فلما.." مشبها بالمرأة التي تولد , وايضا استخدم الاستعارة التصريحية بقوله "لعرائسي .." , واستخدم التشبيه البليغ في قوله " ولدت , وأدت .. " .
على اية حال, هذه بمثابة دعوة الى الزملاء شعرائنا في الساحة الادبية للمزيد من الاهتمام بلغة الضاد وعدم اهمالها وابراز مكنوناتها الفريدة واستخدام تركيباتها الجميلة في قصائدنا الشعرية, وعدم الميل الى السطحية العقيمة والركون الى تقليد الاخر . وانا على يقين, ان مجتمعنا وبيئتنا بتنوعها الفريد بين بدو وحضر وساحل وريف ...الخ , غنية بكنوز من المعارف والمفردات , وعلينا ان ننهل من هذا المعين, ونبرز ابداع لغة الضاد.
قصيدة "رجعت لنفسي"
رجعت لنفسي فأتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
ولدت ولم أجد لعرائسي
رجالا وأكفاء وأدت بناتي
وسعت كتاب الله لفظا وغاية
وماضقت عن آي به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسماء لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
شاعر النيل حافظ ابراهيم
-
يا حبيبي يا محمد ...19/1/2015
يا حبيبي ......
انت حب وسلام
قبلة بين الانام
نور مصباح الظلام ...... يا حبيبي يا محمد
انت نور وسناء
يملا الدنيا ضياء
هدي من رب السماء ....... كل ما في الكون يشهد
مهجة الروح فداك
ليس للقلب سواك
قدوة نور هداك .... للورى حق و موعد
لا ذكرتك فاض مدمع
في رضاك الخير اطمع
من هداك القلب يخشع ...... سيد الالباب أحمد
بقلمي / ناصر الضامري
-
غروووووووب ........ (نبطي) 15/2/2015
غـــروب ... (نبطي)
اكتوى قلبي على باب الغياب
في ظلامي زاد شوقي للحبيب
بين آلامي واحلام الشباب
ضاعت البسمة من شفاه الطبيب
وبين احزاني وآمال السراب
سارت الخطوات في درب المشيب
احمل بكف(ن) عناوين الكتاب
وانثر بكف(ن) دموعي والنحيب
من ديار(ن) اشتكى منها العذاب
يوم حالي صار في حكم الغريب
ليتها الايام احسبها حساب
وليتها الاحزان ادفنها وتغيب
هذا قدري يا ملا بين الخراب
كل يوم(ن) صار من عمري سليب
يرتجي المكسور من صبره ثواب
ويرتجي المأسور من فرجه قريب
الصبر يا ساكني عين الصواب
والامل ما فات من لب اللبيب
واختفى المدفون في سر التراب
وما عرفت الذيب من صوت القنيب
لا سألت الليل.. ما رد الجواب..
(وغاب قرص الشمس في حدود المغيب)
بقلمي /ناصرالضامري
-
أبحث عنها (نزارية) 11/3/2015
أبحثُ عنها ... (نزارية)
أبحث عنها كل مكانٍ ..
أبحث في أعماق بحاري
لا أعرف من أسأل عنها؟؟ ..
من صور .. من أهل ظفار؟
أم بغداد .. أم بيروت
هل ذابت بين الأمصار؟
غائبة لو أعرف عنها
من يعلم عني ..أخباري؟
تتركني موت و غياب ..
إطلال.. آثار دماري..
وتلاشت.. حلم وخيال
تغريد.. وحنين كناري..
أربع من عمر و سنين
طافت من عين الاعصار
أبحث عنها كل زمان ..
ذاكرتي من دون خيار..
...
مزقني الحب ولملمني..
بعثرني .. بين الأحجار
ساحرة ..سرقت أحلامي
فاتنة .. باحت أطهاري
أحزان تنسج من ألم
نيران تشعل من ناري
ألوان تخرج من عدم ..
وغياب أنهك أسواري
...
أسأل عنها سرب طيور
تعرف من سكنت أوكاري
حتى أصداف الشطآن ..
ونوارس تحت الأمطار
يا امرأة لو تسأل عني..
مسرفة .. بين الاعذار
تتركني أغرق في بحر..
تأسرني تحت الأخطار
موج.. وظلام.. وجنون
والحب.. شراع وصواري
ومساء أسأله شوقا
عن طيف من دون خمار
البين .. سماء ورياح
العشق .. جناحي و شعاري
أبحث عنها كل مكان ..
أبحث في سر وجهار
…
أسال عنها كل قصور
ما بين غلام وجواري
أبحث عن شمعة غرفتها
ومرايا تكشف أسراري
جدران تكتب ذكراها
كعروس هزت اوتاري
تسكن بروازا ذهبيا
منقوشا بين الاقمار
دفترها حب.. وحروف
ودموع.. تسقي ازهاري
ترسمني قلبا مجروحا
ما بين كؤوس وسوار
تجريد.. بحر فضي
وسماء تنثر أنواري
أبحث عنها كل مكان
أبحث في ليلي ونهاري
...
غائبة في ظل نخيل؟
نائمة بين الاشجار؟
وأفتش في عش يمام ..
وأطوف قفارا وبراري
ميلاد.. أمل.. وشروق
عزم .. جد ..في إصراري
أبحث من عدم .. ووجود ..
كل زمان .. في أسفاري
..
وسأسئل عن إسم (عجوز)
تعرفنا عند الإسحار
وقطيع .. في لون ظلام
أشباح .. تتبع آثاري
و زحام وصهيل جياد
و بريق يخطف أنظاري
بحر.. وسماء.. وجبال..
وسهول.. بيد.. وصحاري
ليل.. ونجوم.. ومساء..
وحبيب نام.. وسماري
قمر .. وظلال.. وضياء
وأنامل تمسك أزراري
شعر.. ورياح ..وعطور
نعدوا .. نمشي .. كالاحرار
وشفاه عطشى .. وعيون
ودموع تسكب أوزاري
أصداء .. وخيال سراب
احلام .. تغزو أفكاري
هل ذاك جنون أم مس
أم رقص جنان في زار
أبحث عنها بين رموشي..
بين دموعي.. بين صَغاري
تكمن في دمعة أحداقي
تسكن أشجاني وقراري
…
الساعة حانت موعدها
سأعود الى ليل دياري
أزهاري تحمل بلسمها..
وشراع يمخر أنهاري
وأهيم الى زيف امرأة
أحزان تعزف قيثاري
مسرفة.. موت و غياب
تهجرني من دون حوار
لا أدري.. شاءت خاتمتي
أم شاءت عني أقداري
أم حظ مالت كفته
ما بين يمين ويسار
يا امرأة كتبت تاريخي
هل ذاك ختام؟؟؟.. مشواري..
واعود اليها طاولتي..
والى بستاني وجداري
واعود الى ظل امرأة
تسكن في دفتر أشعاري!!!
وسأرسم قبلات وداع ..
لا أدري.. هل فات قطاري؟؟؟
لا أدري.. هل فات قطاري؟؟؟
لا أدري.. هل فات قطاري؟؟؟
…
بقلمي ناصر الضامري
-
عنوان القصيدة (مقـــــــــال) 26/4/2015
عنوان القصيدة (مقال)
يقال أن (القصيدة تعرف من عنوانها ).. (والعنوان قد لايجمل سيئا ولكنه يسيء جميلا)
يسرني أن أتناول جانبا مهما قد يهم الأخوة الشعراء في الساحة بسبلة كتاب الشعر وهو موضوع أختيار عنوان القصيدة والقدرات الابداعية في كيفية كتابة العنوان، مستعينا بالاراء ووجهات النظر المتاحة في الشبكة، طلبا للفائدة والتطوير في المستوى ، كون العديد منا لا نزال مبتدئين في كتابة الشعر وبحاجة الى معرفة تقنيات وأسرار اختيار العنوان لقصائدنا. فالقصيدة بمثابة مولود للشاعر ، وينبغي ان يسميه بالاسم المناسب لانها في نهاية المطاف تقترن بأسم الشاعر.
ولعل موضوع إختيار "عنوان" القصيدة يعد أمرا مهما وتقنية لاتقل أهمية عن كتابة النص بالنسبة للشاعر قبل أن يعلن أو ينشر قصيدته، لأن العنوان يعد بمثابة المفتاح للقصيدة ينطلق منها القاريء والمتلقي , ويراعى في عملية أختيار العنوان أن يكون مشوقا، مثيرا، مميزا وملفتا للنظر وجاذبا للمتلقي لكسب المزيد من القراء والمتلقين ، سواء أن يكون كلمة جامعة لما يحمله مضمون القصيدة أو حتى إختيار شطر من القصيدة كعنوان ، شريطة ان يكون مرتبطا بمضمون القصيدة وبالتجربة، وليس من المناسب إختيار عنوانا جافا يخلو من الخيال الشعري والقوة التأثيرية، وبالتالي يسهم في إضعاف القصيدة دون أن تحقق أهدافها الإبداعية أو الإنسانية، حيث أن العنوان يعطي للقصيدة معنى وصورة قوية، ويعبر عن مضمون ومحتوى القصيدة ويعطيها قوة وإثارة وجمالا، بينما العنوان السيء يضعف القصيدة وبنية النص وبالتالي يؤدي إلى أن المتلقي يقرأ قصائد لا علاقة لها بالعنوان.
وفي الحقيقة هناك شعراء كبار في الساحة الشعرية، معروف عنهم قدراتهم الإبداعية في إختيار عناوين ملهبة لقصائدهم كما هو الحال لدى الشاعر الكبير خالد الفيصل والشاعر المرحوم محمود درويش ، وعلى سبيل المثال لو تناولنا المجموعة الشعرية (أنين الصواري) للشاعر البحريني علي عبدالله خليفه وهو عنوان لإحدى قصائد المجموعة ، ويتميز هذا العنوان بالدلالات والايحاءات والصور الذهنية والبلاغية والمعاناة الساحرة مع الظروف القاسية والصراع بين المتناقضات في البحر والبر والليل والنهار، فالأنين صرخة إنسانية مسموعة ، بينما الصواري جامدة لكن الشاعر منحها الحياة وحولها الى إنسان يفرح ويعاني . وفي سبلة كتاب الشعر نجد العديد من الاخوة بارعين في أختيار العنوان على سبيل المثال لا الحصر اخي الشاعر سعيد مصبح الغافري نجد إحدى قصائده أختار لها عنوانا جميلا " عندما يغفو القمر" التي حملت لنا صور جمالية رائعة وابداع ورومانسية، مرتبطة بما ورد في المتن.
في الختام , لا يسعني الا ان أتقدم بالشكر الجزيل للإخوة أعضاء السبلة الذين يبذلون قصارى جهدهم من خلال ملاحظاتهم وتعقيباتهم المفيدة ، ونأمل من الجميع الاستفادة و المشاركة بأرائهم ووجهات نظرهم حول الموضوع أعلاه من أجل عموم الفائدة. وتقبلوا شكري وتقديري (ناصر الضامري)
-
تذكرين ...(نبطي) 19/4/2015
تذكرين ...(نبطي)
تذكرين ليوم شفتك كم هويتك تذكرين
ولا أنا بس يوم سعدي كل وقتي أذكره
تذكرين في ليل سهدي تشتكيلي وتسهرين
واليوم صار الليل وحدي أشتكيله واسهره
حتى الحنين بنار قلبي تشعلي ما ترحمين
ما تذكرين بماي عيني في خدودك أنثره
مرت سنة لو تحسبين الوقت كانه من سنين
ليتك في لحظه تذكرين العمر مره وسكره
حلم العمر كم ضاع منا يا ترى ما تشعرين
حتى الحنان وطار عنا شوف صبرك مصغره
لاتظلمي حلم الليالي والعمر لاتظلمين
ما طال حبل الظلم إلا يوم حال قصره
واليوم جيتك من ظلامي ياترى ما تعذرين
لو تسمعين الروح تصرخ يا حياتي معذرة
وانت العمر لو ماهجيت لكل ذنبي تغفرين
وما تبقى بين حبي والفراق إلا شعرة
المغفرة رب البشر يرحم عباده التائبين
واليوم أطلبها ذليل وانت أهل المغفرة
هاذي حياتي كل سناها بين كفك والجبين
أما بدونك عمري كله أدفنه في المقبرة
بقلمي /ناصر الضامري
-
لا للسيجارة .... (فصيح) 19/5/2015
لا للسيجارة.. (فصحى)
إنما التدخين سم
وانتحار وخراب
ضيق حال في الصدور
إكتئاب والتهاب
يجهد القلب هموما
ينهك العمر عذاب
إختفت منه جيوب
أصبحت دون السراب
ضاع فكر و نعيم
في دخان وضباب
كيف ذاك الشر خل
منه لاتخشى الصحاب
انه ياصاح فخ
ذاك للشيطان باب
ذاك ثعبان تسامى
غارس في الروح ناب
حال سوء للجليس
نال من حسن الثياب
كم سقيم في حماها
شاب في عز الشباب
بين أحزان وهم
ضاق ألوان العذاب
يا حياة كيف تهني؟
بعدما طار الغراب!
يانعيم بات حل
للكلاب والذئاب
إنه محض حرام
بين في ذا الكتاب
معشر الاحباب هيا
كسروا عود الثقاب
واتركوا السيجار عزما
إنه عين الصواب
إنما العمر ثوان
في ثوان كالسحاب
لست أصبو لمنال
إنما هذا عتاب
هذا نصحي للرفاق
أبتغي منه ثواب
طيبات في سؤالي
هل أرى منكم جواب؟
بقلمي/ ناصر الضامري
-
قصة سايلــــــــــــــــــو 18/6/2015
سايلو ...
على الرغم من ضآلة حجمه .. إلا أنه كان شعلة من النشاط .. كلما رأيته لاتخلو يديه من عمل ما .. يحترم عمله .. لأنه مقدس بالنسبة له .. يسعد بإمتداح عمله ... يحسده الآخرون أحيانا .. يثير فضولي غالبا .. خاصة لغته العربية المكسرة.... كان حريصا أن يتحدثها بتكلف واضح .. ينهره عبدالحميد كثيرا .. لأنه مسؤول عن فريقه .. لا يعبأ به في أكثر الأحيان .. لأن مهمته أسهل مما يتصور هو .. يعرف كيف يبرر ما يقوم به .. لايحتاج لمساعدة أحد.. أقترب مني كثيرا.. كنت سعيدا بذلك .. دون أن يعلم.. كنت متأكدا من رغبته في التعليم .. وشوقه إلى ذلك الكتاب .. وأمله بحمله بكلتا يديه .. شريطة أن تكونا طاهرتين .. يعلم أنه كتاب مقدس .. يحاول أن يرتله بصوت له صدى في القلوب.. كان محتاجا للسكينة والاطمئنان .. كان مستمعا فقط .. يجيد فن الانصات .. يبرع فيه .. أخفيت أعجابي المتنامي بشخصه الضئيل .. أقترب أكثر مني .. سألته : عن إسمه ؟ .. أخبرني دون تكلف ..بأدب وإحترام .. قال : أنه سايلو .. بلكنة أعجمية.. وبإبتسامة لم تخلوا من الإستفهام .. أستغل تلك الفرصة السانحة .. أخذ نفسا عميقا ..أسترسل في الحديث .. تحدث بهمة واضحة .. بصراحة لم أفهم ما يقول .. ردد كلامه.. بعد أن جزأه ووزعه على عدة جمل ..إستخدم لغة الإشارة كثيرا.. وكذلك الايماءات المملة .. كان يعتقد أن كلماته قد تكون مفهومة الى حد ما .. خاصة القصد منها .. أذهلني حينما سمعته .. بالفعل كان يقصد شيئا لم يكن في الحسبان .. عكس ما أتوقع .. أكدت له بقولي .. ما في مشكلة !!.. أومأ بهز رأسه كعادته ....إستأذن بأدب ..إبتسم .. مشى رويدا إلى أقرانه .. أستعادت ذاكرتي حديثه معي ..أرمقه من بعيد ..ينظر إلي بنصف عين .. لم يأسف على طلبه .. لم يتردد كثيرا كما كان يتوقع .. تظاهرت باللامبالاة .. ذات يوم .. قسى عليه عبدالحميد .. أمسك يدي لأمر في نفسه .. إستعجل الأمر .. لأنه يدرك شيئا ما في نفسه .. لم يفصح عنه.. أنصت له كثيرا .. بتركيز .. بعض العيون كانت تتبع خطواتنا .. ومناجاتنا .. خلوة في زاوية .. وعدته خيرا .. تنفس الصعداء .. أعرت أمر سايلو أهمية قصوى .. إنها أمانة .. خشية الوقوع في الخطيئة .. من حيث لا أدري .. يكفي .. حسب الموعد كان موجودا .. لانه حريصا ودقيقا .. يحترم المواعيد أكثر مما أتصور .. ذاكرته تسبق تفكيره وزمنه .. لم أستعجل عليه .. بدأت المشوار بخطوة قصيرة .. إستوعبها بسرعة قصوى .. اؤمن بالتدرج .. و التسلسل الزمني والمنطقي .. يدرك حرمة ذلك الشهر .. ويقدسه.. لشعور في داخله لا أعلم مغزاه .. أكد بقوله : ما في خوف !!.. جوابا كافيا .. يخاف من الله فقط .. طمأنني وأنا بحاجة للطمأنينة أيضا .. أستعجل سايلو في خطواته .. وكأن ظله يسبقه .. كبحت جماحه قليلا .. إستوعب بعض التعليمات.. إلتزم فيها .. وضعها في إطارها المحدد .. سبقني الى الموقع .. لحقته بحذر .. وبحذر .. حركات مفاصله تؤكد طهارة قلبه .. بعض أقرانه لايزالون ينظرون اليه بإستغراب .. ينتبهون الى إيماءاته وحركات أصابعه .. يهز رأسه كثيرا مثلهم .. حينما يلتزم الصمت .. ويفضل الإنصات.. يعودون الى أحاديثهم الصاخبة .. لم يلتفت اليهم .. مضى في طريقه .. أخبروني رفاقه .. أكدوا انه جاد .. ألتزم حدود الصبر .. ذات مرة .. سألني عن شيء اثار استغرابي وذهولي .. بدون حياء .. أخبرته عدم الاستعجال .. وهو طاهر في كل الأحوال .. طالما يضم بين أحشائه قلبا أبيضا .. فهم ما أقصد .. وضعه في رأسه ولم يغفله على الإطلاق .. أوشك الشهر أن يودع سريعا .. كعادته .. إطمأن قلبي .. رأيته كانه كاهن في صومعته .. أقتنعت أن الوقت أوشك .. لقد حان الموعد ..كما أقتنع هو إيضا .. إستبدل إسمه وهيئته وكيانه.. في صباح يوم العيد .. وقف أمامهم بفخر .. نطق الشهادتين .. رتل الفاتحة بلسان أعجمي .. صاح أحدهم .. تكبير .. تعالت الأصوات .. جرت دموع العيد قبل موعدها .. تسمى سايلو بإسم سعيد .. لأنه أدرك أن الوقت حان .. ليكون سعيدا.. بعد أكثر من عام .. أخبروني إنه هناك .. بعد نجاح العملية المحرجة .. أبتسمت .. سألني أحدهم .. وعدته سأجاوبه لاحقا .. لأنها خصوصية .. عدت إلى غرفتي .. دونت قصة سعيد في مذكراتي .. مزدحمه بالدموع .. والذكريات الأليمة .. وواقع حزين .
أنتهت ,,,
بقلمي/ناصر الضامري
-
رسالة الى اخي المصاب بمتلازمة داون 27/5/2015
*نص رسالة الى شقيقي عبده المصاب بمتلازمة داون
اليك ايها المشغول في ذاتك.. في تأملاتك اللامتناهية .. قد تكون خطواتك محدودة .. في طريق غير ممهد ... تتوزع على جنباته صخور تعترض الطريق .. رسمها قدرك المتفرد ببراءتك.. تراودني احيانا قراءات سردية لبريق عينيك .. يخترق قلوبنا وارواحنا ..نحن فقط نعرف سر كلماتك ... ومقاصدها .. وتاويلاتها .. ليس من الحكمة في شيء تجاهل تلك الكلمات البريئة .. تخرج حبلى من بين شفاه وليدة .. حبلى بالحب .. تنطق الوانا من الطموح .. احزان تتوالد.. من تحت قميصك الفضفاض .... وتتناسخ .. تزرعها بين ضلوعك المتخمة بالحنين ... أمك هي اول واخر من يشعر فيك ..وفي آلام قلبك ..اراك تقترب كثيرا من حضن ابيك .. تنثر ابتسامات وصرخات الم وشوق .. مزعجة احيانا .. لست وحيدا .. جميعهم ينتظرونك .. على مشارف الطرقات ... يسمعونك كثيرا .. يضحكون في الغالب .. تفهمهم .. تقترب منهم .. لا تعرف الخجل والحياء .. ايماءاتك تختزل الامل والامان .. رغم كل شيء .. كنت تسمع اذان الفجر .. تهرول قبل ابيك .. ترتل .. تسبح .. تركع وتسجد .. تطوي السجادة في المحراب .. لم ندرك ما يوحى لك بعد .. ما ذا تعني صلاتك ؟ .. تسبيحك ؟.. تلاوتك ؟.. تمتماتك ؟.. انها الفطرة الانسانية التي جبلت عليها ... يتساؤلون حينما تتاخر عن الموعد ..تدرك مواقيتهم .. ومواقيت رحلة الصيف .. كنت هناك موضع حديثنا ..حينما ترافقهم تنثر البهجة .. ترسم الابتسامات في وجوه كالحة ..شقت الدموع طريقها في تعرجات تلك الوجوه.. يترقبون كلماتك ..ليس لسبب ما .. فقط لانك تحمل البشرى والامل ..كالمطر .. كشمس الصباح .. كالإبتسامة .. ساعود اليك لا ريب .. سنترافق معا الى الشاطيء الحزين .. سنتحدث بجراءة بفطرتك المعهودة .. نمشي معا .. نضحك معا .. كنوارس البحر المنهكة .. تستلقي على شواطيء دافئة .. امضي أخي لا تأباه .. لا تنظر الى ما وراءك ... وما تحت اقدامك .. امنحني قوة من ارادتك الصلبة .. علمني بما تختزله روحك من صبر .. فانت مثلي الاعلى في الارادة .. مصابيح الشارع خافته .. لم يتبق الا بصيص ضوء .. يتسلل من بين اعمدة بقايا نخيل .. ..صدى نعيق غربان جائعة .. ومواء قطط شاردة .. يتذكرها زمن غابر .. منحوت اسمك هناك .. تبقى خالدا .. كهذه الشمس .. وهذا البحر .. ونجوم المساء .. يعكس غدير الماء صفحة وجهك ...مرسوم على وجه قمر السماء.. تختفي .. تغوص في قلوبنا .. وارواحنا... حينها لا يتبقى للقصة بقية . بقلمي / ناصر الضامري 2011
-
شعاع الشمس 14/6/2015
شعاع الشمس
أجاري من سوالفهم واداري
واحفظ كلمتي من هـ الضياعي
وصون إسم حملته فوق راسي
أبوي العز من زين طباعي
أنا شاعر واحساسي حروفي
ونزفي ما ألف لبس القناع
رصين فـ بنيته سحر ومعاني
أصيل وما عرف لون الصناعي
عذوبة من قصيد لا نظمته
ولو بعض الحكي بس ماله داعي
شعاع الشمس منثور بأسمي
وأنا .. هل كيف من يحجب شعاعي؟
أحاورهم وطبعي ما أجامل
ولا أرضى بدون الاقتناع
حصاة السيل ما حدت دروبي
وأنا ما خاف من يلوي ذراعي
حصوني كلمتي شدة ومهارة
حصانة من هجوم او دفاعي
عزوم رجال في الشريان تجري
و سهمي صاب من ينوي خداعي
ولي في البوح قلب لو أحده
بلي حدود شيطانه شراعي
ولي جمهور يسمع لي بود
ولي أخوان فيهم حس واع
يشــــــرفني كلام لا كتبتـــــــــه
تلون من دما*.. أرض القـــــــــلاع
يأست من الرجا .. وما عدت أنسى
أنين الحال من سم الأفاعــــــــــي
بقلمي/ ناصرالضامري
*دما : الأسم القديم لولاية السيب
-
رسالة الى روح جدتي 12/7/2015
رسالة الى روح جدتي
كالعروس النائمة .. ترقدين طاهرة من درن الدنيا ... في مثواك الاخير .. مطمئنة في خلوتك .. بعيدة عن هذا الزمن الغادر .. وعن دموعي .. وحيدة في نعيمك السرمدي ..غياهب برزخ .. لا تدركه عقولنا .. المح طيف خيالك بين أكوام نجوم المساء .. سابحة في بحر من النور.. اسمع صوتك يناديني قبيل الفجر.. يتردد في أركان روحي .. يشبه صوت أوراق الشجر ..وشروق شمس الصباح .. اسمع وقع خطواتك في دهاليز قلبي .. اشعر بان جمال الحياة تجلى من منظور تلك الابتسامة الشامخة .. لا تفارق عيني ..وذاكرتي .. اسمع تلاوتك العطرة .. خالدة في قلبي .. و ذاكرة اولئك الأطفال .. كابجديات حروفهم الملونة .. واقلامهم الصغيرة .. تخفق حنايا القلب شوقا اليك .. تنادي اسمك .. تزورين احلامي .. بلا موعد .. توقظين سباتي .. تحملين بكلتا يديك تينا وزيتونا .. تحملين الحب ومذاق الأمل .. تغمريني بعطفك كالعادة .. تبتعدين حينما احاول اقترب منك .. لاني اتذكر باني لازلت صغيرا في عينيك .. حينما كنت تضميني .. يزداد شوقي اليك .. اكره لحظات الفقد والغياب .. الى حد الالم .. لا اقوى على ذلك .. امسح دموعي .. يتردد صدى صلواتك ودعواتك .. انام تحت جنح الظلام.. وتحت دفء انفاسك .. لا احبذ الابتعاد عنك كثيرا .. لا احب اللعب مع أطفال القرية .. لازلت احتاجك كثيرا ..ليس خوفا .. انه حبك .. حينما قررت الرحيل خلف السحاب .. انطبقت السماء والارض .. ثمة اشباح سكنتني .. انصهرت في احشائي .. خطفت صمتي الابدي .. اقتحمت عجاج هذا الزمن الاسود .. القرية دونك اصبحت مقفرة .. تشبه قرية الاشباح .. ما اصعب الموت والميلاد .. الوجود والعدم .. ما اصعب القرية بدونك .. تبعثرت قطعان الأشباح في القرية.. تتستر خلف الظلام .. تحمل قناديل صغيره.. سلبوا كل جميل بالقرية .. وثمة اشياء صغيرة ..تبدو لي كذلك .. نسوا اسمك .. وشالك الاخضر .. لايزال معلقا على حبل في احدى اركان تلك الغرفة .. المظلمة الا من نور طيفك .. بحثت عنك .. سقط شعر راسي .. نضب الكلام .. اذرع غرفتي ليل نهار .. يتسلل نسيم الشتاء .. وقمر المساء .. وكل الفصول .. سافرت مع الرياح الموسمية .. لاتزال ريحة خبز الصباح عالقة بانفاسي .. وبأناملي الطفولية.. ستعودين لاريب .. سانتظرك عند حلول المساء .. تحت الريح والمطر.. فوق الرصيف المكسور .. رغم الظلام .. وعواء كلاب الليل .. تكسر صمت الابواب والاسوار .. سينتظرك الأطفال هناك .. عطشى لحكاياتك .. أشرعة تاريخك تجوب بحار ذاكرتهم .. و أسمك المشع بالنور والحب .. تنثرين شعاع الأمل .. توزعين هدايا العيد.. تنثرين الحرية في سماء تلك المدينة الفاضلة .. المنسية تحت أقبية الزمان .. تتزين بازهار الربيع .. واوراق الغار ..على رأسها اكليل .. كالنخلة الباسقة .. تحمل عش صغار يمامه .. في وجه الريح .
-
لوحة دموع شمس 26/7/2015
لوحة دموع شمس
أعشق ذلك الشاطيء .. أركض فيه وحيدا أغلب الاحيان .. حينما لايزال صبية القرية نائمون .. أتبع النوارس الجائعة .. أحب اصطيادها.. شقي ذلك الشاطيء.. رسمت على ضفافه ذكريات طفولتي .. كتبت قصصا وروايات على صفحات رماله .. لم أجد لها أثرا في اليوم التالي .... أبحث عنها خلف الكثبان .. خلف سرب طيور سوداء .. لم تخني الذاكرة.. أعود.. لم تعد تنتظرني .. كعادتها قبل غروب الشمس .. أتذكر عصاها الغليظة .. حكاياتها .. نساء القرية تثير فضولي .. احلامي لاتزال صغيرة .... أمقت تلك القطط الجائعة .. ظلالها معلقة على جدران بيت جدي العتيق .. لم تكبر تلك الاحلام في نظري .. كما لم تكبر تلك الطفلة .. حملت اسم شمس.. مضت تتثائب .. تقهقه .. ترسم خطوات صغيرة .. تمسح دموع شوق..تنادي ليل نهار .. تنتظر من يرسم البسمه على وجهها البريء.. تبحث عن أنامل تمسد شعرها .. عن حضن دافيء .. تعبث بالأحلام .. تسمع تلك القصة القصيرة .. تتأمل كثيرا .. تضحك كثيرا .. تزرع بذور الامل ..أبحث عن الرفاق ..أسمع تاويلاتهم.. حتى وقت متاخر .. فتاوي الأحلام .. جاثم على سرير علوي.. احزان تملأ صدري ليل نهار .. أرسم وجه تلك الطفلة ودموعها .. لوحة طفولية .. دموع شمس .. خلفها ينام البحر .. اقرب الى روحي وانفاسي .. تغمرني بذكريات بسيطة .. انتظرها عند الشاطيء .. أحيانا خلف الزجاج .. تسأل عن هديتها .. تحمل هديتها .. لوحة دموع شمس.. تقرا تذكارات خلف اللوحة.. أقرب للتجريد .. خبأتها تحت الفستان .. قرب دقات قلبها .. اشعر بالنبضات .. امل الحب..تتذكر همسات في اذنها .. تتذكر خصوصيتها بين اشقائها .. تمشي بحذر وتأني .. لا تلتفت كثيرا للوراء .. اختفت شمس عن أنظاري .. كما اختفت لوحة دموع شمس.. أشعر باناملها على كتفي و وجهي .. اشعر بنظرات الاعجاب والفخر والشوق .. ذهبت بعيدا .. عادت الى غرفتها الصغيرة .. تتامل بفخر تلك اللوحة .. تضم وجه شمس.. ودموع شمس .. تسائلت كثيرا عن سر الدموع .. لم يكن احدا يستطيع ان يلمس اللوحة ..أو يلمس الدموع .. لم تنم تلك الليلة .. لم يغمض لها جفن .. تخشى نسيان الحروف المرسومة على اللوحة .. تخشى تبخر الالوان الخشبية .. ومياه البحر.. شمس فخورة بما تشاهد.. فخورة بأسمها المنقوش على أعلى اللوحة .. يشبه كثيرا اسم جدتها.. لم يكن لديها شك انها كانت شمسا.. تنير طريق العمر .. أبتسمت جدران الغرفة .. اكدت صحة مشاعرها واحساسها .. ابتسمت شمس .. وغاصت في اعماق ذكرياتها .. أغمضت عينيها .. لم لا ؟.. كانت هي وحيدة دون اخوتها في تلك اللوحة .. لم تنم شمس في تلك الليلة .. وحيدة في غرفتها .. تترقب عقارب الساعة .. نجوم الليل .. موعد الالم والدموع.. ذكريات تشبه النجوم .. قريبة من امها .. تمسح أمها جبين طفلها الصغير.. أنهكته الحمى.. تخشى عودة الحمى مرة اخرى .. تتاكد من انفاسه المنهكة ..تترقب صوت الهاتف .. تحبس دموع عطشى .. ليست كالاخريات .. امرأة من زمن اخر .. على صهوة فرس جامح .. كتمت كل شيء ..لم تبح بالاسرار .. لم تكلم احدا .. لم تشتكي لاحد .. عاهدت الصبر والالم .. لا تعرف شيئا غيره .. شامخة بعزمها الاستثنائي .. كانت طفلة صغيرة .. في مدرسة جدتي .. لا تزال تنبش دفاتري واوراق قصائدي المبعثرة على رفوف الملابس .. واوراق الشجر ..وعلى ضفاف الحب والامل .. صمتت كثيرا .. تاملت زوايا الغرفة والاماكن واركان المنزل .. سمعت حركة بسيطة هزت سكون الليل .. تحرك مقبض باب الغرفة بهدوء .. انفرج الباب رويدا رويدا.. خيال صغير يدخل الغرفة وسط الظلام الحالك .. احدث صوتا وصريرا خافتا .. كانت شمس .. هل يعقل .. لم تنام حتى الان ؟؟؟ .. دخلت الغرفة .. في يدها اللوحة .. قفزت الى احضان أمها .. جلست تتامل اللوحة .. تسأل امها ؟.... أين أبي .. همست بصوت طفولي : شمس تبكي لانها تهوى البحر ... ابتسمت أمها .. رغم الحزن .. صمتت قليلا .. قبلتها.. لم تستطع حبس دموعها .. نامتا على السرير معا.. استيقظتا بسماع تمتمات مؤذن الفجر..
-
كلاب سوداء 4/8/2015
كلاب سوداء
قبل أذان الفجر .. استيقظت مذعورا.. حلم أزعجني كثيرا .. لا أعلم رؤية أم حلما .. اتلمس وسادتي وغطائي الاسود .. وكذلك جسدي .. استذكر تفاصيل الحلم .. كل تفاصيله عدا أجزاء بسيطة ... مفقودة .. لم أجد لها تأويلا في ذاكرتي.. فتحت ستارة سريري.. لونها أبيض ..أسمع رفيقي.. يقرأ سورة يوسف ... تجري دموعه .. يقلب ذاكرته .. همست بصوت خافت .. بالكاد يسمع همسي .. في نهاية المطاف.. سمعته يقول صدق الله العظيم ..كسرت خلوة صومعته الضيقة.. تعود على ذلك .. خاصة عند صلاة الفجر.. وبعد الصلاة .. يستفتونه أحلامهم أحيانا ..أولئك البائسون.. لايكسر خواطرهم.. اطلقوا عليه معبر الاحلام .. انه كذلك .. قراءاته المتراكمه في كتاب بن سيرين .. أعوام تربو على الثلاثة مضت .. وهو يقرأ كتب مهترأة .. عديدة لا أتذكر عناوينها .. أصبحت بالية .. بسبب إزدحام الأنامل والكفوف .. وبصمات صدئة بفعل الدموع .. سألني : خير !! .. أكدت له أنه خير.. قلت: أن البرد قارس .. مسحت عيني بكلتا يدي .. اخبرته : انه حلم كئيب على غير العادة.. بصوت خافت .. تحمحم ونظر الى بعطف .. مسح شفتيه بابهامه وسبابته.. أبتسم .. قال : مساحة ضيقة من الحرية.. تجاوز للاسوار .. دون أن يعلم أحد بذلك .. والا حرمت سنة النوم.. حينما تتجاوز الحدود الدنيا المسموحة بها هناك.. حينها قهقه الرفيق بصوت مسموع .. ضحك بطعم البكاء ..ثم أنصت لي كما ينبغي .. سردت له تفاصيل الحلم ..أردفت قائلا .. شروق شمس الصباح .. دار يعم بها الفرح .. أطفال تلعب بالتراب والطين .. نساء منهمكة في أعمال نسوية بالقرب من غياهب بئر القرية .. رجال تستظل شجرة .. كان أباؤهم يستظلون تحتها ايضا ..لايتذكرون كم عمرها .. أقترب كلب أسود من باب الدار ..أطل برأسه من الباب .. أنيس ليس كأقرانه في القرية..كما يبدو.. لم يدخل .. لانه يعلم أنه غير مرغوب فيه .. نجس بطبيعة الحال .. أعطيته قطعة خبز تجاوزا مني .. شمها كثيرا .. لعقها بحذر .. نظر اليها بين قدميه الممدودتين .. ونظر الى الدار من فرجة الباب الضيقة .. لم يعره احد اهتماما .. الا أنا .. شعرت بمودته نحو الدار .. بسط يديه .. وكذلك لسانه .. أمعن النظر الى الدار كثيرا.. لم يكن ناكرا للمعروف .. حينما طرد قطة أقتربت من باب الدار .. نبحها ثم هربت .. فضوله يثير أطفال القرية.. كثيرا .. يتتبع حركاتهم وقفزاتهم .. ينزق لصرخاتهم .. اهتمامه مبالغ فيه .. يراقب كل شاردة وواردة .. أدركت انه الحارس الامين للدار .. مضى اليوم دون ان يتحرك من محله أو يبارح موقعه.. لم يؤذ احدا .. رغم اقتراب بعض صبية القرية منه ..عند غروب الشمس .. لفت الانتباه كلب آخر .. اقترب من قرينه .. كان أسودا..عيناه حمراوتان.. ذنب طويل ملتو .. يقطر لهاثه من التعب ..وقف بجانبه أمام باب الدار ..أراقبهما حثيثا .. أتتبع حركاتهما .. يتبادلان النظرات يخططان لشيء ما ..حذران في ايماءاتهما.. أشعر بتشابههما كثيرا .. كأنهما من رحم واحد .. يتبادلان شفرات سرية .. لم أتمكن من فك تلك الطلاسم .. دون مقدمات .. دون سابق انذار .. قفزا فجأة .. أطلقا العنان لاقدامهما .. سابقا الريح .. عدو ينبأ بكارثة .. ضد الريح .. كسرا حاجز الصوت ..أفواهما فارغة الا من لسان أحمر يتدلى بشفق .. هروب ينبأ بخطر ..من المحتمل أنهما سرقا شيء ما .. لم أتنبأ به على الاطلاق .. سلكا طريق القرية المعبد .. يشبه لونهما الاسود .. أمتزجا مع الوانه .. تركا وراءهما أسئلة عديدة .. عدوهما يثير فضولي.. كما يثير فضول صبية القرية .. يعدون خلفهما .. دون سبب واضح .. عاد الصبية بعد أعياء شديد ..عدت الى فناء الدار .. استنطق المشهد.. أسمع صدى عواء الكلبان.. تردد في الاتجاهات الاربعة .. في الفصول الاربعة.. يبدو ان الكلبان اختصرا الطريق .. التفت نحو الرفيق إعتلى سريره.. يمسح دموعه برداءه الاحمر .. نهض واخذ نفسا عميقا.. واستطرد قائلا .. انها مجرد أضغاث أحلام !!.. اسدل ستارته .. اكمل قراءة سورة يوسف ...
ناصر الضامري (بقلمي)
-
مقترح/ لنعي المرحوم الشاعر حمد الخروصي16/8/2015
نعي المرحوم الشاعر حمد الخروصي
لانملك غير الدعاء والترحم على روح المرحوم الشاعر حمد الخروصي ، وهو قامة شعرية غنية عن التعريف ورمز وقدوة للشباب النابض بالوطنية والحب والامل .. ألتقيته سريعا وغاب عن ناظري سريعا.. وترك في القلب ذكريات خالدة .. أقترح لادارة سبلة كتاب الشعر المبادرة في طرح مسابقة او فتح المجال للكتابة او الرثاء لروح المرحوم كمشاركة وتخليد لذكراه رحمة الله عليه .. واستميحكم عذرا أن أبادر في رثاء المرحوم بهذه الكلمات البسيطة "نام بسلام" أرجو القبول..
نام بسلام
كلي امل اني اشوفك لحظة بعد الغمام
ودي احضنك واشتكيليك سيدي شوق وامل
لحظة لمحت لصورتك انسان عاشق في هيام
والحب ف عيونك حويته يوم شفتك في عجل
انسان شاعر في الوطن الوان من عذب الكلام
نبض الحروف بكلمتك أشجان من سحر و مثل
لا ما اصدق نور اسمك غاب في كوم الظلام
لا ما اصدق موعدك لا حان ساعات الاجل
محتاج اسمع قصتك في الحب وصروف السلام
أقدار مرت ساعة واليوم دمعي قد همل
أيام نورك يا حمد في دنيتي بدر التمام
هل يا ترى بدر المشاعر من سما عمري افل
لا ما افل ... مادام اسمك حاز أوصاف الامام
منزلك عالي طلته ما بين كيوان و زحل
ما غاب شاعر كلمته لو طار من سرب الحمام
لا ما يموت الحرف .. من انسان أوطان وأهل
ذكراك تبقى سلوتي وسط الاماني والزحام
كلما أنادي يا حمد .. أقمار طلت في خجل
مثلك شهيد بمنزله نام بسلام في سلام
حرفك رسالة خالدة.. ,نبض العوالي للأزل
بقلمي / ناصر الضامري
-
مغترب .... (فصحى) 12/7/2015
مغـــتـرب .. (فصيح)
أنا من ديار عانقت
ألق الحضارة والحقب
يمن السعيد إذا سألت
فموطني ولها أجب
داري وأرضى والردى
مآساتي إني مغترب
ألم الحنين يضمني
والقلب عندي مضطرب
همدان حمير فزعتي ..
قحطان يعرفني النسب
نبع الأصالة موطني ..
تاريخ علم وأدب
وعقيدتي الإسلام عند
الله إني محتسب
وعروبتي وعد وعهد
في مواثيق العرب
كرار يعرفني الوغى
وكذا الكريهة و اللهب
وإذا الحياة كريمة
في معدني أصل الذهب
والبحر أشرعتي السماء
ولا يخوفني الغضب
في البيد محراث وساعد
لا كلالة أو تعب
وخميلها جنات عدن
زان رمان وعنب
أكتافي تحمل بندق ..
عز الكرامة في الخطب
في كفي ترقص خنجري
فنان يطربني الطرب
الحب يسري في دمي
والشعر إحساس عذب
نور العروبة موعدي
ان غاب عني أو غرب
هيهات .. أني يعربي
حاز ألوان القصب
حتما أعود لموطني ..
وأنا إليها أنتحب
صنعاء اني قادم ..
طال الطريق وإن قرب
بقلمي/ ناصر الضامري
-
رسالة الى ابي (بقلمي) 16/8/2015
رسالة الى ابي
رغم نواميس الظلام .. اثقال الزمن .. الحرمان .. سنوات الصبر .. مرارة الانتظار .. يعرفني منذ الصغر ..أقلده في كل صغيرة وكبيرة.. رافع الرأس .. بكل شموخ.. منذ أن غرس في روحي بذور الحب .. امل مشرق .. لغد مشرق .. مضى الليل والظلام.. مضى مهزوما مدحورا .. انه العزم يا ابي .. انها ميلاد حرية بيضاء .. انه صباح العيد .. أقبل رأسك .. اناملك الطاهرة .. وقار لحيتك .. كبريائك .. اتذكر لحظة الميلاد .. كنت بعيدا هناك .. روحك معنا .. تعلمني ابجديات العيش .. ابجد هوز الحياة.. ميثاق الشرف .. تاسرني سماك الصافية .. نفحات ايمانك .. افاق بلا حدود .. نجوم تملا السماء .. باب الصبر والايمان .. ربيع الالوان.. تسكن حنايا روحي .. تسمو بانسانيتك .. كلمات لم تنصفك بعد.. لسمو مقامك وقدرك .. لانك قدوة أبدية .. وطريق عمري .. وملاذ صبري .. ستبقى رمزا خالدا.. تشبه اسمك .. مباركة خطواتك .. لم يعرفوك بعد .. لم يقراوا تاريخك .. وجذورك .. اخترت طريقا آخر .. نهايته ذلك البريق.. كم انا محتاج لك هاهنا .. دعواتك .. سجدتك .. ترنيماتك ..اسمك محفور في روحي .. وكرامتك .. امسك عصاك .. تحرث الارض حبا .. تنزع نصل خنجرك .. طال الانتظار ..ذبلت هدايا العيد. .. نظرات محدودة .. بصيرة عمياء .. تتربع على عرش الكرامة .. طار حجاب الظلام .. اهترئت ستائر الليل.. يخترقها بريق جبينك .. و وهج نورك.. يملأ المكان والزمان .. تتعاظم ذاتك .. تسمو.. اتلذذ بمذاق الصبر .. ومفرداته .. ورحيق الايمان .. ترفرف راية حمراء .. على صدور ثملى .. وجرح ينزف.. يسقى التراب .. يطفيء النار .. دموع المآساة .. تناثرت بقايا كؤوس الصبر .. تمطي جوادا اشهب.. يسابق الزمن .. يغمرني بردا وسلاما .. تتراقص طيور الليل امام عيني .. تبحث عن ملجأ.. كانها مذبوحة بخنجر اثري صدء.. تتخبط في عتمة الظلام.. تتوارى بعيدا ... قبل شروق الشمس.. قبل بزوغ فجر ابلج .. لم أتمناه ابدا .. لقد طويت السماء والق الحرية .. تناثرت ورود.. سقط مطر الشتاء .. الطريق وحلا .. لن تتراجع قيد انملة .. كما عهدناك .. حينما اعود .. أعانقك ..أرافقك ..الى الأبد .. ساعود لا ريب .. سوف تزف البشرى عما قريب .. أعلم ان الانتظار صعب .. والزمان صعب ..والامل صعب .. لينبت الزهر من جديد .. لتشرق الشمس .. ويهدأ البحر .. وتتلألأ النجوم .. سنقهر المكان والزمان ..سنختصر الطريق .. لن أتأخر.. أعلم ان الانتظار منهك.. والصبر مسرف .. والدموع قاهرة .. الا ان لقاءك يختزل الدنيا .. يختصر الحروف .. يبعث الامل من جديد ..
بقلمي ناصر الضامري
-
قهر الرجال ....(بقلمي)1/9/2015
قهر الرجال ...
لا أعلم كنت نائما أم ماذا ؟.. ربما نائم بطعم الصحو .. أحلام يقظة مشتتة .. كل ما أذكره اني لا أرى شيئا أمامي ..معصمي يؤلمني ..لا أدري ما يدور في تلك الحافلة المقيتة .. تلك الرحلة الى مجهول .. برفقتي أشباح مجهولة.. أدرك انها حافلة متسعة .. خرجت من مكان يقع قريبا من البرج.. أستدارت الحافلة حول البرج ..شبه دورة كاملة .. سمعت دقات الساعة.. كأنها الحادية عشرة.. هي كذلك .. مضت في طريقها .. أتجهت نحو الغرب .. الشعور بالنعاس يغمرني .. أتلذذ بنعيم الصبر .. أقتربت تلك الحافلة من أودية سحيقة .. أسمع صداها يتردد في أذني .. جبال ضاربة في أعماق التاريخ ..سفوحها محفورة في الذاكرة .. أتذكر عجوز منهكة .. تتأمل الوادي ..أتذكرها حينما جلست القرفصاء.. تسقي القطيع من نبع.. لم يتبق منه الا النذر القليل..ترمق بعينيها بقايا ضلوع ذئب ضامره .. يتردد في مشيته.. تتذكر طفولتها .. وما تبقى من زينة تلك الليلة.. أبتسمت ..تعالت أصواتها .. تثير القطيع .. تستفز نبضات قلب الذئب.. عبرت الحافلة ذلك الجسر .. قريبا من واحة نخيل .. أخترقت حفيفها .. أشم حبوب طلع.. قديمة منذ سنين مضت.. بالقرب من الوادي .. بقايا اطلال مبنى طيني عتيق .. نحت تاريخه على ضفاف بالية.. لايزال ذلك الوادي يحمل بقايا مياه .. كانها ثعبان يتلوى وسط الوادي.. يتردد صدى البيادر .. ثمة جذوع يابسة .. عشش فيها اليمام .. بقربها بقايا ساقية .. تعصف الريح بصخب القيض .. لازلت نائما .. غارقا في احلام اليقظة السوداء .. في الطريق شعرت بقرب شخص ما .. أزعجني كثيرا بصخبه.. التزم الصمت فجأة .. أستفز أنصاتي له .. على الرغم انه احيانا يردد كلمات تبدو لي غير مفهومة.. لاأدري ما ذا تعني .. يرددها لمرات عديدة .. يلعق دموعه بلسانه ...وبقايا دماء جروح على معصم ضعيف .. كان ظلام ما يكتم الأنفاس.. ألتزمت الصمت .. اسمع قرقعة.. وحشرجة أحيانا .. وريحة دموع .. أسئلة لم أعرف أجوبتها بعد .. يلاحقني شبح.. حلقت بعيدا .. سافرت كثيرا .. تذكرت كثيرا .. لا أحتمل الغياب أكثر مما مضى .. عدت الى بقايا ذاكرتي .. عالقة في دفاتري .. عدت الى تلك اللحظات البطيئة.. ترددت عبارات بصمت مرعب .. أخيرا وقفت الحافلة.. بالكاد اسمع ثمة همس .. كلام يدورحول شيء ما ..يبدو بغيض.. بعد شعور بالملل والانتظار .. وقفت هناك .. خطوات غير واعية بالمصير والمجهول.. خطوات متثاقلة خرجت من الحافلة كالعجائز .. جلست بالقرب من اريكة ..تطايرت وجوه .. هرب مرعوبون خوفا .. وقفوا مصدومين .. في مكان مجهول .. مشهد مجهول .. مؤلم .. اسئلة تدور في الخلد .. ترددوا كثيرا ... أنه الخوف...لا ندري؟ ..... تراجعت الأنفاس .. في شهيق وزفير .. أبصار زائغة.. تتأمل بغير صدق .. أشباح ووجوه واجمة .. ألتفت الى الشمال .. صدمت .. أنه هو؟؟؟... صديق قديم .. ثمة تمتمات لكلمات ضائعة..لماذا ؟؟.. لا أعلم .... غمغمة يصحبها دموع .. البصر شاخص الى مجهول.. أرواح معلقة لم يتبق منها الا رائحة اشبه بعبق أزهار ذابلة .. لست وحدي كما يبدو لي.. وجوه عابسة .. تضمر كراهية لكل شيء .. لايزال ذاك البائس يردد كلمات غير مفهومة .. لايزال يلعن تلك اللحظة المجهولة .. إنها صدمة له كما يبدو.. الموقف غير مستوعبا..ثمة ذوبان داخلي غير مرئي .. أمنيات تشبه الكابوس .. ارتسمت على صفحات تلك الوجوه الخائفة .. قد تسمى احيانا بأسماء مقيتة .. سئمت من استنجاد اصوات بائسة .. بعد عناق دام طويلا .. استنهض الدموع .. اقسمت كثيرا .. الخطوة الاولى ..تسلل بعض النور مابين الرموش .. أخترقت الأعماق .. عالم اليقظة المقيت .. وجوه لا تزال نائمة .. غارقة في احلامها .. وكوابيسها .. أدركت حينها اني صحوت .. أتفرد بمشهد قهر الرجال .. والاطلال .. وزهور الربيع ..
ناصر الضامري .. (بقلمي)
-
نـــذر يعقـــوب .. (بقلمي) 17/9/2015
نذر يعقوب
أتذكره طفلا .. يلعب بالقرب منا .. يشاغب بلطف .. يضحكنا أحيانا .. حينما أزورهم في المساء .. له طلة فريدة .. تشبه نجمة لامعة .. ابتسامة لا تفارق الذاكرة .. عنيد أحيانا .. يحب التفرد بقراراته.. يمقت الاخرين .. لايتدخل في شؤون من حوله .. خاصة في العابة البسيطة .. يحترمها كثيرا .. يقدرها كثيرا .. يتشقلب أحيانا .. كبر يعقوب .. لم يعد طفلا كما كنا نتصور .. صبيا يافعا .. ظهرت على صفحات وجهه بعض علامات البلوغ .. لم يكن الا شخص يعتمد عليه .. أسمعه كثيرا .. فصاحة لسانه تسبق عمره .. ذو مواقف رجولية نادرة .. أختصر طفولته بسرعة .. جريء في كثير من الاحيان .. لايتردد حينما زارني هناك .. رغم بعد المكان .. وكذلك بعد الزمان .. ببساطة ليس كالاخرين .. عزمه ذو بأس شديد .. لانه أقسم .. ونذر .. ولن يتردد في نذره .. أثار استغرابنا .. وقلوبنا .. لم يفارق حديثنا ذلك اليوم .. لطالما مر طيفه في الرؤى هناك .. بدون تأويل .. وأنا في الشرنقة.. بين غابات الألم .. عبر الآفاق.. أستباح حرمة الجدران .. والاسوار .. كنت على يقين بأنه لايصدق كل ما يسمع .. وما لايسمع .. وما يبصر .. وما لا يبصر .. يعرفني كثيرا .. ويدرك خبايا الروح .. أشعر بقربه مني .. وهم يعرفونه ايضا .. فاجأني بهدايا العيد .. وحلوى العيد .. في احدى المرات.. اختفى يعقوب.. لم يكن بين الوجوه .. ليس كعادته .. دون مبرر .. سألتهم عنه؟!! .. عرفت لاحقا انه مسافر .. بعيدا عن ذاكرتي .. عذرته .. حدثني قلبي باشياء عديدة .. تكرر الامر في زيارة اخرى .. وأخرى .. شعرت بخوف ما .. سألتهم مرة اخرى عن سر اختفاءه من القوائم ؟ .. جاوبني أحدهم دون تردد.. وبكل صراحة .. انه انتقل الى جوار ابيه.. لم يعد له اثر .. خفت صوته وبريقه .. كان عذرا مقبولا الى حد ما .. طلبت منهم السلام عليه.. وعلى بقية قوائم الشرف .. يتصدرها يعقوب .. اختصرت الزيارة .. عدت سريعا.. تجمع أولئك حولي كالعادة .. سألوني كثيرا.. عن أشياء بسيطة ..تعالت الاصوات كالعادة .. واختلفت الاراء.. تعددت وجهات النظر .. كنت احترم وجهات النظر .. اقدر التاويلات .. تشابكت الكلمات والحروف .. خفت الكلام تدريجيا لدرجة الملل .. قال أحدهم بصوت جريح .. اختلافنا لايفسد للود قضية ... كان خاتمة الكلام .. بعد انصات دام طويلا .. تبادلوا النظرات الاخيرة .. ثم تفرقوا حتى موعد المساء .. كما فارق هو اطار ذاكرتي.. أختلقت لنفسي أعذارا مقبولة .. تشبه البحار والمحيطات .. أشرعة تصارع موج البحر .. والاعصار .. وسنوات القحط .. تشبه اسئلة الرفاق .. تعبت الاجنحة من تحليق السماء .. تكسرت الاشرعة ..ذات يوم .. في طريق العودة الطويل.. كان بعضهم معي .. ولكن صامتين .. طال الطريق لاسباب أجهلها .. تعددت الوجوه .. حينما اقتربت كثيرا .. لم تبدو لي تلك القرية غريبة.. عند قارعة الطريق .. دلفنا من باب القرية .. تجمع فتيان القرية عند قارعة الطريق .. كان بينهم.. أنه يعقوب.. رأيته يقف هناك .. شاهدته هناك.. كأنه مشغولا .. كان يذبح بقره .. رفع كلتا يديه .. أدركت انه أوفى بنذره .. واصلت المشوار .. حينها عرفت السبب .. شعرت انه ليس كغيره من رجال القرية .. في الحقيقة صورة اخرى . . غير تلك الماثلة امام عيني .. شيء لم أتوقعه .. بل لم يكن في الحسبان .. يبدو ان يعقوب عند وعده .. أوفى بنذره .. حينما عدت من السفر الحزين .. أتذكر حينما زارني لاول مرة .. أتذكر قسمه .. كان صادق الوعد.. كما كان بارا لوالديه .. وكل من سكن قلبه ..
ناصر الضامري (بقلمي)
-
مرايا امرأة .......(فصحى) 9/8/2015
مرايا امرأة.. (فصحى)
في ليلة سافرت في عينيه
كم ذوبتني لمسة بيديه
يروي بهمس قصة من شوقه
أفراح دمع بللت شفتيه
ركب النجوم وفي السماء محلقا
يشكي الغرام .. كما أنا أشكيه
أهداني حبا ..لم يبارح مهجتي
يجريه في الروح ولا يطويه
كم كنت أرنو إلى حروف شفاهه
لا أقوى نار الشوق في كفيه
وبكى بقربي .. لا أصدق ما أرى
دمع الحبيب اذا الهوى يبكيه
ويقول: إني كالملاك مجنحا
أسمعني شعرا لايجامل فيه
يروي الغرام .. كأنما كلماته
قد لامست روحي بما يرويه
قد قال سرا.. كم أردد سره
أقسمت !! أن السر لن أفشيه
وهدية.. حملت أنامل حبه
وسط الشموع فوردت خديه
ألماسة .. في معصمي قد لفها
فتجملت كفي بما يهديه
وبكيت شوقا ، ثم قام وضمني
بل لمني حينا على كتفيه
ونسيت أني لا أصدق ما أرى
كعروسة.. وأنا أزف إليه
أزهوا بفستاني و طوق زهوره
إعجاب طفل .. قد لمست لديه
وبلا شعور.. كم رقصت كوردة
ويدي ممسكة على زنديه
ودفنت عشقي في جنون قميصه
من يفقد العشق فلا يعطيه !
ونثرت شعري في نسائم ليله
وتسللت روحي إلى مقليه
سكرى.. أقبل غرة بجبينه
ويديه ثم جثوت في قدميه
لا أدري.. كم هجعت اليه ضفائري
ولكم ضممت يدي في صدغيه
ومن المساء تمايلت نفحاته
حتى غفوت كطفلة بيديه
عكست مرايا الروح نور غرامه
كالشمس تشرق في سنا خديه
و صحوت بين وسادتي.. مذهولة!
أين الحبيب ؟.. فلا أصدق فيه!
هل ذاك حلم؟؟ والخيال ووحدتي..
والحلم آه .. ذاك من يفتيه؟؟؟
قد زارني حلم الحبيب وطيفه
فلعمري.. كم أرتاح لو ألقيه..
وأنا المتيم والهيام صبابتي
والعشق سري..والنوى يفنيه
هل أكتم الحب بقلبي نحوه؟؟
أم أنني أعلنه ؟؟..لا أخفيه
عطشان قلبي من هوى نزواته
ياصاح.. غير الحب لن يرويه
بقلمي / ناصر الضامري
-
طفل من حلب 3-9-2015
http://i.alalam.ir/news/Image/650x37...33_25f_4x3.jpg
طــفــل مــن حــلـب !!
يغفو في ظلمة وحدته
في صيف مساء .. كالمسجون
يسأل في صمت لعبته
عن قطعة خبز أو زيتون
وأزيز رصاص .. يرعبه
يهرب .. أو يبقى كالمجنون
نيران .. سرقت بسمته
لا يدري ..هل ذاك الملعون؟
يبكي ..بل يصرخ في ألم:
قد حرقت اغصان الزيتون!!
...
أبتاه .. حياتي في كمد
في صدري ويلات ..وحروب
وظلام دمار .. كالجوعى
خوف في عيني ..كالمرعوب
ودماء في كفي ..عطشى
ومصير في صدري مكتوب
أرهقني الحزن وأنهكني
وغياب في وطني وغروب
لا أدري .. هل ماتت أمي؟
أم تاهت بديار ودروب
..
في عيني ألم ودموع
وطفولتي نار وشرار
لم أعرف ابدا .. يا ابتي
الا اشلاء ودمار
الا امواتا ودماء
وجياعا خلف الاسوار
فدمائي في دجلة سر
تذكار بين الاحرار
فخياري موت أو غرق
أركب أمواجا وبحار
سأنام وحيدا يا أبتي
في شاطيء بعد الأسفار
فإذا لم أصحو .. فسلام
و وداع ..من دون حوار
سأطير الى دار خلود
كالنجمة بين الأقمار
لاتنسى ..أمي تسألها :
بل تسأل أغصان الاشجار
أعروبتي.. أفلت ام ماتت؟؟
ام سكنت روح الثوار؟؟
بقلمي/ ناصر الضامري
-
مذاق الألم 7/10/2015
للألم مذاقات مختلفة.. وللاحزان ألوان باهتة .. العيون غارقة في دموعها .. الوجوه تشبه ظلام الليل .. تسكن الاشباح تلك الجدران .. نزل ضيقة عتيقة .. تفوح منها روائح نتنة .. بعد منتصف الليل.. تتعالى صيحات أفواه منهكة.. خطوات مقلقة .. جلجلة مقيتة ..مخالب تذرع صحراء قاحلة .. تتناثر فيها أشلاء.. تنعق غربان الليل.. فوق رؤوس نصف مدفونة.. تترقب بقايا الالم والجراح .. اي عالم ؟ .. تلك أجناس اتعبتها الفصول الأربعة..والانتظار.. انكشفت سوءة معركة الظلام.. سقط الجنود أمام أول حصن .. لم تبق لهم الا شهادة الموت فقط ... جربوا كل شيء .. نسجوا الاكفان .. كتبت الوصية .. كانت هي شبه نائمة على وسادة عتيقة ..غارقة في مأساتها .. تغمرها أحزان موغلة في أعماقها ..تترقب أن يقرع باب البيت .. توقعت وصوله من السفر.. توجست خيفة من إستمرار غيابه.. يراود أفكارها .. أقض مضجعها.. لا تزال كفوفها تحمل أمل .. كل ما تبقى لديها.. لاسباب معلومة لديها ..فتشت بقايا ذاكرته.. لم تجد شيئا في اكوام ملابسه.. سوى قصاصات .. عنونها ذلك البائس اليها.. أخفى حروفها وكلماتها .. دفن وصيته بحبر سري .. الوقت مدرك .. كان الوداع الاخير .. تتذكر تلك البائسة الميلاد الاول .. والصرخة الاولى .. تعرف أسراره منذ المهد .. تدرك مدى قربه منها .. قصة حفظتها عن ظهر قلب ..سهرت كثيرا .. كل شيء يشهد.. لا تعرف سوى الليل والنهار .. الشروق والغروب ... مرسومة على صفحات القلب .. سطرتها دموع .. ازهرت ورودا .. مكتوب على حروفها.. الموت او الغياب .. عيون تنبض بالامل والالم .. لم يتبق شيء .. حتى هدايا العيد .. أختفت من كفوف الأطفال .. كم هي بعيدة تلك القبلة..قميص يقطر دما.. مكتوبة في العيون.. ساطعة كالشمس .. لم تبارح الروح .. كانت هناك حاضرة .. كنجوم الليل .. كتبتها من جديد بذات الدموع .. سمعوها مرات عديدة .. ذات مساء .. بكى احدهم .. تذكر أشياء منسية .. وفي النصف الاخير من الليل .. جاءت الريح .. طارت الكلمات من بين يديه .. حملتها الريح .. الى قدر آخر .. الى نافذة وقفت تلك الصابرة أمامها.. كانت واقفة منذ ليلة السفر.. تترقب الأمل والحياة .. عرفت الرسالة .. عرفت سطورها ونبضات كلماتها .. ومصدرتلك الكلمات.. ليست غريبة .. قرأتها بتأني .. أدركت ما بين السطور... كما شاءت .. نادت اطفالا نائمين .. غارقين في سباتهم .. وأحلامهم .. قرأتها لهم .. ضمتها .. رسمت ابتسامة.. وفرحة أخرى ... أكدت لهم أنه لم يسافر بعد .. لم يعد بعد .. تداولوها بينهم حتى الصباح.. مسحوا الدموع.. تذكروا أشياء جميلة وصغيرة .. حينما علموا بالقصة.. اختبأوا خلف الجدران .. خلف الابواب .. غطوا وجوههم .. وقلوبهم .. سألوها.. سافرت الاوراق مع الليل .. الى شاطيء عبث به أولئك الأطفال .. سكنوا ترابه .. سافروا مع الريح ..
(بقلمي) ناصر الضامري
-
عيوووووون الذيب ....(نبطي) 6-10-2015
ملف مرفق 4594
عيون ذيب..(نبطي)
يمشي بليل دون برق المشاهيــــــــب يهديه ظل من عوالي نجومــــــــــه
في أرض قفرا نايفات عراقيــــــــب ولهان ساري ما خبرها علومــــــــــه
والعتم يخفى من عيونه لواهيـــــــب بين الظلام وبين ليـــــل وسهومـــــه
دلف.. وصوت بين فد و مقانيــــب عسال ذيب إن عوى من همومــــــــه
ياذيب مني كل أمان وتراحيــــــــــب والظامي شده في الهزيم وغيومــــه
دام أن وصله يا أديب على الطيـــب نار لضيف شعلت في قدومـــــــــــــه
وش علومــه من ملاذ المواجيــــــب عيت عيون الذيب تحكي كتـومـــــــه
لو أنه ضامر في ضلوعه بلا نيــــب ينصي في عينه من فتات اللزومــــه
خالي المفالي لا جناح ومخاليـــــــب يكشخ .. وداره في حياة معدومــــــه
لاصاب فيها ناب طلس ولا ذيـــــب لاهوب يسري في المخالب سمومــه
يشكي جروح في الطواري معاطيب من فزعة الذيب.. الضواري هجومــه
خمص ضلوعه من شحوم الاطاييب والذرابة في عيون مهزومــــــــــــــه
ياذيب نوك صوب أهل الرعابيـــــب هذا نصيبك من زواد مقسومــــــــــه
ناب عوى بين الطعوس المضاريب في عيون ذيب عاد كم من يلومــــــه
فزعة عساس لا يجار ولا بيثيـــــب نبح الكلاب تهاب ذيب وسدومــــــــــه
مأواه درب بين واد وغرابيــــــــب يبعد عن اللي مكنت في خصومــــــــه
يالله بلطفك انت من يعلم الغيـــــب والرزق .. رب ينقصه او يدومــــــه
ماضاع حق من وراه المطاليـــــب والذيب دمه في ثبات وعزومـــــــــــه
بقلمي/ ناصر الضامري
-
جوع الرجال 19/10/2015
جوع الرجال
في غمرة الليل الطويل .. عيون شاحبة .. رياح قلقة .. برد مؤلم .. نجوم ساهرة .. تؤرق الوجدان .. في منتصف الطريق .. قرب غدير ماء آسن .. أناخوا الركاب هناك .. أفترشوا الرمضاء .. ترجلوا من سروج جياد هزيلة .. هوادج ابل ضامرة .. انها مشقة السفر .. مرهقين من وعثاءه.. وغبار الطريق .. تعالت أصوات .. رغاء وصهيل .. كانوا قريبين من طعوس مجهولة الهوية .. سمعوا أخبارا .. وقصص غريبة .. وضحكات مستهترة.. نفضوا عوالق من أجساد عتيقة .. ومن قلوب وجلة .. وعقول متعبة .. مسحوا غشاوة عن أعين أرهقها السهاد .. سمعوا بما لم يسمع من قبل .. اندهشوا كثيرا .. أخذتهم الصدمة بغتة .. علموا انها أمر عظيم .. أستغفروا الله من هول ما سمعوا .. تناجوا كثيرا .. تساءلوا .. تضاءلت الانسانية ؟.. الى هذا الحد ؟ .. أكدوا ذلك بما لا يدع مجالا للشك .. عادوا الى مضاجع أليمة .. خلفهم حقيقة مؤرقة .. بعضهم لم يستوعبها حتى ذلك الحين .. ناموا بقلق .. طارت كلماتهم بلا حدود ..تجاوزت.. وصلت الى حيث وصلت .. تهافتت الاقلام .. والمدونات .. والاحلام .. كموج البحر المسافر .. في عواصف المحيط .. بعثرت الحقيقة أوراقا وحقائبا.. أقدار ساقتهم الى هناك . . ما بوسع أيديهم شيئا يفعلونه .. الا مجرد كلمات .. لعلهم سيصلون الى حيث لم يصلوا من قبل.. قلوب صدئة .. مرسومة على وجوههم .. اسوار موحشة .. أبواب صامتة .. مرت الايام والسنين .. ذات يوم .. خبت نيرانهم .. جفت ينابيعهم.. حزموا البطون من الجوع.. مطوية خيامهم .. تركوا خلفهم بقايا فتات خبز ..وبقايا دخان نار .. وبئر معطلة سوى من قطرات ماء .. وزخات مطر اسود .. أختفى الظلام بعد أن أرخى سدوله .. طارت خفافيش هاربة من نور شمس حزينة.. أستيقظت أفواه جوعى.. من سباتها الشتوي .. اعلنوا قرارا بجراءة .. دون تردد .. هذه المرة ليس في تلك الساحة .. بعيدا عن الهرج والصفير .. والتصفيق.. عيونهم عرفت أسرارا.. سمعتها ام ثكلى .. واطفال يؤلمهم الفراق .. مضت أياما وليالي .. قلوب ورعة .. تنبض الما .. أعتداوا عليها.. في مناسبات كثيرة ..وعديدة .. مضوا سائرين الى خط الافق البعيد .. تساقطوا.. اثر الجوع والالم .. ثمن ما ينتظرون.. نحتوا تاريخهم على صخرة بالوادي .. قرب جبل قديم .. ذيلوها بامضات دون خوف او تردد .. بقايا اثار ابل وخيول .. خلفها عواء كلاب خائفة .. ذئاب شرسة توارت خلف الكثبان .... تركوا لهيب النار.. شدوا الرحال ومضوا بعيدا.. رحلوا حينما كانت الوجوه باسمة.. لم يتركوها خلفهم .. أخذوا كل شيء .. تركوا لنا بقايا ذاكرة.. تواروا خلف حدود النظر .. واشرقت شمس يوم آخر .. لم تشرق من قبل.. تحمل عهدا آخرا.. واملا آخرا .. على حين غفلة .. خبت جذوة النار .. اصبحت الديار مقفرة .. ونحن هنا نترقب وصول صحيفة الصباح .. تمضي عقارب الساعة.. وروزنامة الايام ..نسمع عن انسانية يتيمة .. ومعنا آخرين عقدوا العزم .. حددوا اهدافهم.. وخارطة الطريق .. اقسموا يمينا غليظة على مواصلة الصبر .. انكروا ذواتهم .. عشقوا التراب .. مضى الشتاء .. سرقت حكايات جدتي .. تعاقبت الفصول .. تناسخت أرواح الهزيمة والنكوص .. تهاوت رؤوس من قممها .. الى قعر هاوية سحيقة .. عرفت مصيرها .. عند آخر الطريق .. ونهاية المطاف .. ونهاية النفق المظلم .. عرفوا دموع الرجال .. جوع الرجال .. صبر النساء .. بطولات اطفال .. في انتظار شمس الصباح .. وهدايا العيد .. وخبز اولئك الجوعى .. بعد أن بزغ الشروق .. عقروا الناقة .. عقروا الجوع .. وبرد الشتاء ..
-
رسالة الى جدي 5/11/2015
رسالة الى جدي
أزف اليك سلام الله ..جدي العزيز.. ارسله عبر اثير الريح والسحاب.. من غياهب هذا الظلام الاسود .. الشؤوم يكسي العيون والقلوب.. أنهك هذا الدهر سنوات عمرك ... متعب انت من هذا البحر .. من شواطيء الاحزان .. تتأمل امواجه .. ترمق طواف اشرعة ملهوفة.. يحثها حنين الشطآن.. تصدح باناشيد الصباح .. تغزل خيوط شروق شمس .. فوق أمواج البحر .. تلاشت شجاعتك امامها .. شيئا فشيئا تكسرت ايام صبرك.. اتذكر الاعصار .. والأساطير المدفونة في تلك الاعماق .. كهياكل الصيادين .. يتلاعب بها التيار .. والطوفان..أعلم أن المرض أقلقك كثيرا .... تماهت قصص بطولاتك ما بين صفحات بحارك .. عرفتك كثيرا .. وعرفتها كثيرا .. نوخذة تعبر محيطات .. اجهدت بمغامراتك .. ومجاديف صبرك .. تحطمت الاعاصير امام صخور عزمك .. لا تعرف الكلل .. مثل اعلى بين اقرانك .. ها انت تقف كالصواري امام عين الريح .. تتقن فنون الصبر والملاحة .. واساليب التحدي .. عرفوك احفادك وذريتك قدوة حسنة .. سطرت اسمك على جبين هذا الزمن الغابر .. تذكارا لا يتكرر..حملوا لواءك خفاقا بسماء تاريخك .. حملوا عصاتك البالية .. جوانبها متآكلة بفعل اناملك البيضاء السخية .. اكتحلوا بنور جبينك .. لم تفارق ابراجا وصروحا .. لم تبرح عنا طرفة عين .. نحفظ ابجديات اسمك.. واسم تلك العظيمة الصابرة ..لازالت تدور في حلقة الذاكرة .. كاسمها الازلي .. تلك التي رحلت عنا وعنك بسرعة لم نتوقعها .. تغمرها السعادة والرحمة .. تركتك في شرنقة صبرك وعزمك .. تنخر الوحدة سنوات عمرك .. تركتني حفيدا صغيرا ..أبحث عنها .. أسأل عنها .. يتردد صداها في أذني كل صباح .. مرسومة ابتسامتها على صفحة وجهك .. كم كنت اعشقها مثلك .. تلك العفيفة .. كم كنت أعشق الجلوس بين يديها .. تسمعني كلمات الحب والامان .. ها انذا اليوم بعيد عنها .. وبعيد عنك .. على رغم قربكما من نبضات روحي .. لم اهنا بعد .. لم ترو ضمأي بعد .. سرقني الزمان والمكان .. اخذتني الاسوار العالية والقمم البعيدة .. تتلاطم امواج الليل على جدراني .. ورياح الصبر .. تعرفني نجوم السماء .. انها ثمن .. علموني اولئك.. صبر الرجال .. وعزم الاحرار .. لن ارضى بغير ذلك .. لن أقنع بالانفال ..لن اساوم أبدا.. هذا قدري المكتوب.. سابقى حفيدك.. لانك جذوري .. اعشق هذا التراب المقدس.. خالد في روحي واعماقي .. كهذه القمم الشامخة .. منذ الازل .. لن تبهرني بريق النجوم.. لن تغويني نرجسية مقيتة .. أندحر الظلام .. أنبلج نور في الافق البعيد.. اعلم ان دموعك غالية .. لانها دموع آخر رجال.. في هذا الزمن المتخاذل .. تشبه هذا البحر ..زاخر بالجود والعطاء ..اختزل الموج اسمك .. لا تابه كثيرا بمثالب قدري..رغم الصمت .. فانا جئت الى هنا.. وقد سبقني قدري .. جئت وسبقتني احزاني.. منذ الطفولة .. قبلت التحدي مثلك .. روحي تحملها حقيبة وطن .. بذرت في سنابل الحب والحرية.. سقيتها بدموع أم ثكلى .. انهكها طول الانتظار وسنوات الصبر.. ومواسم الاحزان .. اعدك سيدي باني ساقبل جبينك عما قريب.. ليس بقريب .. ليس ببعيد .. احتسي فنجان قهوتك قبل الغروب ..اسمع حكاياتك مع هذا البحر .. وبالقرب منا تلك الكبيرة بصبرها .. المكابرة على الالم .. شقية بزمنها وبزمني انا.. ضحية أقدار لم ترحم ..لك البشرى والمجد .. لك الحب والسلام .
بقلمي/ ناصر الضامري
-
فلسطين أمي ...(أنشودة) 26/11/2015
فلسطين أمي ...... (أنشودة)*
فلسطين أمي
ونبض بدمي
ومجد البطولة
منذ الطفولة
ومهما كبرنا
ستبقى أملنا
بلادي سليبة
وعني غريبة
كحلم الصغار
وشمس النهار
..
شتات..يهود
حصار..حدود
وقدس السلام
دماء الحمام
فأين الأماني؟
وصوت الأذان
إلى دار جدي
وأشلاء مهدي
سأمضي ..سأمضي
فلسطين أرضي
..
خصام .. حروب
شروق.. غروب
وبغداد تبكي
وصنعاء تشكي
وفي الشام نار
خراب .. دمار
خليج حزين
وقلبي أنين
ودار الأمانة
أرض الكنانه
طواها الظلام
وطار السلام
..
فلسطين حبي
ودار في قلبي
إليك أعود
وعنك أذود
وأزرع غصنا
وحبا وأمنا
وتبقى نشيدي
وأرض الخلود
فلسطين أمي
ونبض بدمي
بقلمي/ ناصر الضامري
نهج أنشودة (فلسطين داري ودرب انتصاري)* وهي مطلع قصيدة للشاعر الراحل سليمان العيسى لم تبارح ذاكرتنا وقلوبنا وعقولنا منذ الطفولة والابتدائية ..
-
شلة مطعم درويش ... (بقلمي) 12/11/2015
شلة مطعم درويش
كم هو الشوق ضربا من الجنون .. اتجرعه ليل نهار.. يكاد ان يتحول الى سم قاتل.. تكاد الغربة ان تعصف بي .. يكاد الغياب ان يصبح سرمديا .. مدى ما له نهاية .. سفر بلا حدود .. غربة مظلمة .. تطويها اسوار عالية .. أبواب لا تعرف الريح ..نوافذ يحيطها الظلام.. وجوه واجمة..صبر يشبه الليل.. لم تحتمل ذاكرتي وجع الحنين لاولئك الرجال .. يطوفون افق خيالي .. ليل نهار .. حتى الاحلام .. كانوا طرفا فاعلا فيها .. اتذكر تفاصيل جلساتهم هناك بعد الغروب .. اكثر من ثلاثين عاما.. لايزالون معا .. لايزالون صغارا ..اتذكر ذلك الزمن الجميل.. أتامل المكان ... اتذكر الجوع .. لم احتمل الشوق .. اتجاهله في الغالب .. اسماء محفورة في سطور دفتري .. وكلماتي الحزينة .. ووحدتي .. لم أكن ادري .. أن الزمن يطوي صفحة .. ويفتح اخرى .. لم أتوقع .. نهاية القصة .. وبدايتها .. قد تكون حكمة الزمن .. واقدار هذا الدهر .. لم أتوقع عودتي من السفر .. اجلس بينهم .. اسمع حكاياتهم .. يستمعون لحكاية سفري .. وغربتي.. لم يستوعبوا قصة غربتي في الغالب .. تبدو غريبة الى حد ما .. لم يتوقعونها .. لكنهم على وعد .. ان الصبح قريب .. والموعد قريب ..والسفر الى هناك قريب .. الى كوخ العجوز .. التاريخ لن يرحم احد .. ولن تبارح الذاكرة حكايات شلة مطعم درويش .. لا يزال ذلك الاعمى يقود كرسي صديقه المشلول .. لم يبارح ذلك الصديق كرسيه طول اليوم هو الاخر.. لانه لم يعد يشعر برجليه .. يستخدم حاسة النظر .. كما يستخدم الاخر حاسة اللمس فقط ..تجمعهما الابتسامة .. اشجان الحديث.. يجمعهم السفر .. كراسي المطعم .. هموم الطريق .. يفرقهم شتات الزمن والتاريخ .. يتبادلون حكايات واحاديثا في طريق مسيرهم الى جلسة مطعم درويش .. احيانا لا يجدون احدا .. يجلسون في كل الاحوال .. يطلقون همومهم .. اسماء تظل عالقة في عمر السنين لن تكرر ..لايزال مطعم درويش كما هو .. لايزالون كما هم يتذكرون تفاصيله.. احدهم جلس في زاوية بعيدة.. يفكر في امر ما .. يمسح ذقنه .. يبدو قلقا لامر ما ..ابتعد عنهم قليلا.. سافر بعيدا .. في احدى الليالي .. قام درويش بالمرور عليهم .. يحمل أشياء جميلة .. واخبارا سعيدة .. اثار استغرابهم .. لم يكن كذلك .. كانت تفوح منه رائحة غير زكية..عاد الى مكان لايزال يحمل اسمه.. شلة مطعم درويش .. رمزا وفخرا للضيافة .. لم يكن يخجل من اسمه .. حتى لو كان قديما .... لا يزال يحتفظ بابتسامته .. لم تظهر على وجهه ملامح التغيير .. يبدوا انه الان اكثر قبولا بينهم .. رغم غضبه.. بسبب حرمانه من اللعب معهم.. حينما كان صغيرا .. يتذكر ألم العصا .. جلس بقربهم .. يحتسى فنجان شاي .. يتحدث سريعا .. قام سريعا .. اختفى سريعا .. لم يتغير درويش .. هذه طبيعته .. تركهم يتبادلون اطراف الحديث .. يحملون هموم الزمن ..يتذكرون ماضيهم العريق .. يسألون احيانا .. دون جواب .. يحللون .. يأولون ..يصلون الى درجة من عدم الاقتناع .. يقهقهون .. دون اسهاب .. اسماء تذهب واخرى تعود ..ولايزال ذلك المهموم يمسح اطراف ذقنه.. لم تنقطع به السبل .. انتفض حينما تذكر الامل الاخير .. يسمع احدهم يتذمر لدرجة الملل .. ينادونه .. الظلام سرمدي .. يسوده السكون والصمت احيانا .. يتآمرون للنيل من الآم الزمن .. للحد من تطاوله .. يهربون من جحيم الظلام .. وضيق المكان .. الى مكان آخر .. يحمل هدوء موج البحر .. بالقرب من تلك النوارس الشرسة .. المهموم لا يزال منزويا في كرسيه .. اخيرا اقترب منا .. أفصح عما يدور بخلده .. طبعا بعد تفكير ممل .. مسح ذقنه كعادته .. بكلتا يديه .. اقترب اكثر .. اكد لنا أنه قرر الزواج .. أخيرا .. تفاجأ صديقه الاعمى بذلك القرار .. يعتقد أنه لا ينقصه شيئا ليتزوج .. الاخرون ليس احسن عنه .. تبدو حياة الوحدة مملة في عينه .. شعر بتحرك كرسيه .. يدفعه صديقه الاعمى .. لم يعطه مجالا لان يكمل حديثه .. كان صمت الاعمى مثيرا للشفقة .. عكس ما توقعنا .. حزن بلا مبرر .. مشى الاعمى في ظلامه.. يدفع كرسي صديقه المشلول .. مضى دون تعليق .. انظارنا تلاحقه .. قرر أن يقطع الطريق .. دون أن يسمع توجيهات صديقه كالعادة .. في منتصف الطريق .. وقع ما لا يحمد عقباه .. صوت دوى في مسامعنا .. اعقبه صمت .. اعقبه تدافع .. تجمهر .. كلام غير مفهوم .. كانا ممدودين أمام الحافلة ... آثار دماء تغطي اجزاء من جسديهما .. يبدو انهما قررا السفر معا .. غياب ابدي .. وعقارب الساعة تدور ..
بقلمي/ ناصر الضامري
-
قصيدتي عمان ... (فصحى) 18/11/2015
قصيدتي عمان
أعمان أسم خطه الإنســــــــــــــان
أم ذاك مجد صاغه السلطــــــــــــــــــــان
فاليوم انظم في هواك قصائدي
فلك المحبة والعلا شوالشــــــــــــــــــأن
تاريخ مجد للأمان منـــــارة
يرنو لها الأنسان والأوطــــــــــــــــان
اصل الحضارة .. و العروبة نبعها
إن الزعامة قصة ولســـــــــــــــــان
الحب ينشد من حروف جمالها
وملاحم تصغي لهـــــــــــــــــــا الآذان
قابوس فخر والحضارة نهجه
بالعز مجدا قاده الربــــــــــــــــــــــان
كم عانقت هام السحاب صروحه
كم فاخرت من فكره الوجــــــــــــــــــدان
فالعيد عيدك ياعمان محبة
فليفخر الإنسان والجيــــــــــــــــــــران
والأرض تزهو والسماء توهجت
وتراقصت من سحرها الـــــــــــــــــــوان
إني عهدتك ياعمان سماحة
فلك الولاء يظله الأيمــــــــــــــــــــــان
ولك المحبة والسلام وفخرنا
فعمان انت الرمز والعنـــــــــــــــــوان
فاذا سألت عن السلام واهله
فقصيدتي .. ان السلام عمــــــــــــــان
بقلمي/ ناصر الضامري
-
دلمــــــــــــون .... (فصحى)15/12/2015
دلمون* ..(فصحى)
ودلمون عانقت قلبي وذوقـــي وفي الروح لها حبي وشوقي
ديار اسمها قد زان فخــــــــرا الى العلياء تسمو نحو فــــــوق
سأذكرها رجال لست أنســــى لهم في القلب نبض بين خفــق
فهم ذكرى ينوء الجود منهـم وعز الدار من غرب وشـرق
فلم تحص مكارمهم بقـــــــــول ولن تجز محاسنهم بــــورق
وغرقـان بسترة مــــلء قلبـي فهل زان المنامة ذاك غرقـــي
جفير في مقامك نور عينـــي محرق تأسر الروح بصـــــدق
رفاع والبسيتين وكــــــــــــــل لعمري انها فخر بحــــــــــق
ديار عانقت مهد الحضـــارة تميم.. بكر..وائل من في عرق
فأمجاد هنا خطــــت لسومر وأنــــــدوس حضــــــارات بألق
فعذرا أخوتي طول المقـــــــام وعذرا ذاك من طيشات نـزق
فشكرا طال أعداد النجــــوم وما لا حـــت رعــود بين برق
سلام الله أرسله لدلمــــــــون سلام ذاك مختوم بعشــــــــــق
بقلمي/ ناصرالضامري
* إهداء بمناسبة إحتفاء مملكة البحرين بالعيد الوطني وذكرى تولي جلالة الملك مقاليد الحكم بتاريخ 16 ديسمبر
-
قلوب منهكة 20/1/2016
قلوب منهكه
اعتاد على زيارة تلك الغرفة الكئيبة .. كل صباح .. يقلب كتاب تفسير الاحلام .. منهمك في جمع بقايا ذاكرته .. موحشة صفحاتها .. راى في المنام ما لايراه المستيقظ .. يتذكر كان هناك بارحة امس .. بالقرب منها .. خارج حدود المنطق .. لم يبرح شاطيء الجبيل .. اكل من يدها رمانا وتينا .. كلتاهما تلعبان بالقرب منه .. وتطيران بجناحيهما .. في اروقة المنزل .. مشغول بمحادثة ابيه .. في امر لايتذكره على الاطلاق .. اكد انه لم يصدق ما شاهد .. كان مجرد حلم او رؤية .. كان اقرب للواقع .. كالعادة تترقرق دمعة في مآقيه .. تغلغلت الاحزان في احشائه .. وازهرت اشواكا .. وشوقا .. انهكته تلك الاسوار .. كانها غربة اللاعودة .. جلس بجواري يتامل كتابه .. يسالني .. يستفتيني .. لا استطيع ان افتي رؤياه .. اجهد نفسه في سرد روايته مرة اخرى .. على الرغم من اني كنت سمعتها من قبل .. اصغيت له كما ينبغي .. غمغم بحسرة محزون .. اخبرني عن سحر شروق شمس.. وشواطئ فضية .. اخبرني عن ابجديات الموت .. والفقد والغياب ..اخبرني عن فتيات حالمه .. وليلة سقوط فاطمه .. افلت من سماءه .. ومن بين يديه .. لم يمض طويلا لحقتها غاليته .. رحلت الدانة ايضا .. دون رحمة .. لتوسلات قلوب منهكة .. رحلت الى فردوسها .. كالبراق طارت بجناحيها ..طارتا كالفراشتين .. كان سباتها عميقا .. لم تستيقظ في الصباح .. لم ترحم الاقدار ..في ليلة لم تكن مقمرة .. طارت الى سماء الخلود .. تركتهم وسط زوبعة شتوية .. جدران تصرخ من الفجيعة .. اي عزاء .. اي سرادق تبريء الدموع .. لم يعد للمساء طعما .. وللابتسامات صدى .. اطبق الصمت على الدار ..ذات يوم قرر السفر خارج الحدود .. هربا من الاحزان والالم .. هرب الى تلك الكثبان .. عند واحات النخيل .. ومرابط الخيل .. حينما وصل قبل الغروب .. استقبلوه بقلوب غمرتها السعادة والحب .. نسيم يهب من وراء تلك الكثبان .. وفي المساء .. شعر باشباحا تعدوا.. ووحوشا تنتظر .. لم يبارح مكانه .. تحسبا لعواقب وخيمة قد تعترض طريقه .. شعر بنصل خنجر ينغرس وسط خاصرته.. وضعوا القيود في معصمه .. اقتادوه الى حيث لا يدري .. خلف جدران بالية .. لم يستوعب الامر.. زلزلت عقله وكيانه .. لا يعلم ما يدور حوله .. امطرت السماء حجارة .. تتساقط على راسه .. تعصر قلبه .. بصر اربعة جدران تدور حوله .. اقتلعت الروح .. لحقهم نور عينيه ذات نهار .. وصل هناك .. يتوسل اليهم .. يرجوهم .. دون جدوى ..استعطفهم ..استرحمهم .. دون مجيب .. جمع كل قواه امام تلك العاصفة الهوجاء .. منهكة وعودهم .. لم تشفع له الانسانية والغربة .. خر صريعا امامهم .. سقط امام اعينهم .. سالت دماءه الطاهرة على ترابهم .. اغمضوا عينيه .. واروه التراب .. انتقل الى جوار ربه .. لحق بركب فاطمة والدانة .. لم يرحمه .. ولم يرحم تلك المسكينة .. الوحيدة .. سافر في غمضة عين .. وحينما علمت تلك المسكينة بالامر .. خارت قواها وشهقت .. هوت الى قعر من الظلام .. لم تعد من هول الصدمة كما كانت .. بلا حراك .. عدا انفس تزفر فقط .. سلسة احزان قاتلة .. لم تنته بعد .. خطفته الاقدار.. بين اسوار الالم .. وحكمة السماء .. اي قلب.. اي امل تبقى .. سكنت الاحزان رموش عينه .. واحشاء الروح .. سكنت زوايا جسد تلك الام المسكينة .. رمقته يحني راسه بين قدميه ..تتساقط دموعه .. تتناثر احزانه والامه .. لفت انتباه الاخرون .. للعذاب الوانا في عينيه .. يلهث الياس نحو قطرة ماء .. توقف الزمن .. لعن قطيع العميان .. ولد الامل في عيونهم ميتا..
-
صمت فاطمة 11/1/2016
صمت فاطمة
عدت الى هناك .. بعد سنوات..نور الصباح لايزال يتناثر على أمواج البحر الهادئة .. زهور الربيع تحمل عبقا من ذكريات الغربة .. أنفاس لا تزال تلهث .. أحلام أنثى تتفجر حزنا.. لم يعد ذلك الطفل رضيعا .. يرافقني احيانا الى صلاة الفجر .. بدافع الفضول .. وصحبة الرجال .. يتذكر حديقة الديناصورات .. ابكته خوفا من انيابها البارزة .. هناك ضاع مشوار العمر .. وخارطة الطريق .. كان أول عشاء .. على مائدة المساء .. بعد غروب الشمس .. كانوا هناك جميعا .. اقتربت طفلتي فاطمة مني .. ذات صباح .. لايزال صمتها غريبا .. موحشا .. الى حد الجنون .. تعشق الالغاز والاسرار ..وغموض الالعاب السحرية .. اقتربت اكثر.. جلست بالقرب مني .. كما عودتها من قبل .. ترغب في همس كلام ما ... فقدت لغة الحوار كثيرا .. ربما نسيتها .. أبهرتني بلطفها .. كان حديثها ذو شجون .. شقيقها يستمع لنبرات صوتها .. كحمل وديع .. يستمع بانصات خلف الباب وهو يراقص لعبته المملة.. سبق ان حاول تحطيمها.. بعيد لكنه قريب .. واصلت فاطمة حديثها .. تخلله ابتسامات .. احيانا استغراب .. تساؤلات جدلية دون حدود .. بالغت في حديثها دون اسهاب .. ايماءاتها مبالغة ايضا .. من المحتمل اني ادركت مجمل مقصدها .. اشعر احيانا كاني لست معها.. ربما كان الزمن سببا مقنعا .. سنوات مضت .. قطعت حديثها .. توقفت مع شيء من الصمت .. كأنها تذكرت شيء ما .. يدور في مخيلتها .. عيون شقيقها تذرع جسد فاطمة باستغراب .. اختفت هاربة الى غرفتها .. لحقها هو بفضول .. خرجت سريعا .. في يدها دفتر المدرسة .. لم يكن جديدا .. وفي الاخرى حقيبة مدرسة .. تبدو انها استهلكت لاكثر من عامين.. قلبت الدفتر بشغف .. لم تجد الصفحة التي تأمل الوصول اليها .. اخيرا وجدتها .. كادت ان تتمزق .. صفحة محشورة بين اخواتها.. بعد ان فقدت الامل.. وضعتها على طاولة امامي .. اكدت انها تلك الصفحة بالفعل .. لازلت حائرا .. ارشدتني الى اهمية قراءتها.. لانه طلب معلمتها .. تعتقد انها راشدة .. منحتها الدرجة الكاملة .. عززت معنوياتها وعزمها .. انصفت قصارى جهدها في الواجب المنزلي .. كررت طلبها مني للقراءة .. اثارني بريق النجوم .. ملئت الصفحة .. الى جانب عبارات الاطراء .. لكن دون توقيع ولي الأمر.. لاسباب من المحتمل ان هي تدركها .. وربما معلمتها .. ولكن بشكل قاطع كنت انا اعرفها وكذلك امها .. ابتسمت .. ناولتني قلما .. على رغم فوات الاوان .. رسمت توقيعا في اسفل الصفحة .. بعد تأمل دام كثيرا .. قلبت الدفتر كثيرا بقصد .. وبدون قصد ..أعجبت بما أشاهد .. تذكرت طفولتي العابسة.. وحقيبة مدرستي المهترءة .. تذكرت باني لم احظ بذات الاهتمام .. والمتابعة .. لفت انتباهي عنوان الدرس .. قصة قصيرة .. كتبتها بنفسها .. عنوانها حلم فاطمة .. استاذنت بادب .. التزمت الهدوء.. أعطتني فسحة من الوقت .. شرعت في القراءة .. كانت تصحح لي بعض الكلمات .. لان حروفها مفقودة .. وحبرها اصبح شفافا .. لغة طفولية .. مفهومة الى حد ما .. سردت فاطمة قصتها قائلة :"ذات ليلة معتمة .. نامت فاطمة على سريرها .. استهلت منامها بدموع دافئة .. كالعادة .. لانها تتذكره.. وكذلك امها واخوتها .. تتذكر صباح العيد .. نامت دون ان تقبل جبين ابيها .. تاخر في مواعيد المساء .. راودها أمل صغير .. كطفولتها .. كحضن ابيها .. قبلات ابوية .. خصها كثيرا بالقبلات .. دون سائر اخوتها .. همس في اذنها .. وعدها باشياء عديدة .. تتذكرها.. مليئة بذكريات طفولية .. وتذكارات بطولية .. وحكايات واساطير .. مسرورة بذلك الوعد ..رحلة الى الوادي .. فرحة .. لدرجة انها قفزت .. اخبرت أشقائها .. جهزوا حقائبهم كالعادة .. انتظروه مبكرا عند الباب .. كانت فاطمة تراقب الساعة .. في انتظار وصوله مبكرا .. سألوها اخوتها كثيرا .. طمأنتهم .. تأخر كثيرا .. لاتدري ما السبب .. اعطته بعض المبررات .. دون اقناع .. فقد اخوتها الصبر.. لان الشمس على وشك الغروب .. لم يصل بعد .. أكدت انه لن يكذب عليهم .. أنه صادق الوعد .. سألت أمها .. لايزال الامل كبيرا .. تشبثت بالامل .. وبخيوطه في وجه الريح .. حينما غاب قرص الشمس .. كأن الخيوط تقطعت .. تبدد الامل .. هواجس غريبه .. تتأمل وجه امها الشاحب .. وسلوكيات اشقاءها المريبة .. شاهدت امها .. هرولت الى الهاتف .. لحقتها .. لعلها تجد جوابا مقنعا .. حديث غير طبيعي .. لحقته دموع .. وتساؤلات ليس لها حدود .. أكد ابوها انه لن يعود تلك الليلة .. توسلت أمها كثيرا .. دون جدوى .. كأنه قفل الخط دون انذار ..هربت أمها .. غطت وجهها لاسباب لم تعرفها.. رغم تساؤلاتها .. تأكدت اخيرا .. ان حلم الوادي قد سرق.. في ذات الوقت .. شاهدت شقيقها يركض نحو سطح المنزل .. لحقته بفضول .. لربما لديه اجوبة لتساؤلاتها .. هرب الى الظلام .. فوق سطح المنزل .. شاهدته ينادي القمر .. أقترب القمر منه كثيرا .. لدرجة انه لمس وجه القمر .. سأله : عن مكان ابيه .. انصت.. تمتم القمر حديثا في اذنه.. لم تفهمه.. هرب القمر .. ركض شقيقها الى سلم الدار .. تفاجأ حينما رأته وسط الظلام .. كما تفاجأت هي .. لدرجة انها نزقت من هول الموقف .. استيقظت مذعورة .. ادركت انه كان حلما" .. انتهت القصة .. وددت تكرار قراءة تلك القصة مرارا.. اكدت لي فاطمة انها كتبتها بنفسها.. دون مساعدة احد .. كانت فرحة .. لانها لمست اعجابي بالقصة .. مسرورة للغاية .. اخذت الروح .. طارت الى السماء .. رسمت احلامها هناك .. كانت ملاكا باجنحة من الحب والامل .. ملأت الكون ضياء .. والقت شعاعا من الامل .. دقت نواقيس النسيان .. عادت الى رموش العين .. تحمل البشرى وطالع السعد .. ترقص الروح فوق اناملها.. تسمع صدى اناشيد طفولتها واحلامها .. شعرت ان شقيقها كان واقفا بالقرب منها .. كان هو الاخر معجبا بما سمع .. تشبه قصته كثيرا .. قرر ان يكتب قصته ..تشبه شخوصها وزمانها.. باسلوب اخر .. لانه يحب الابداع والابتكار .. لا يؤمن بالتقليد .. كانا بقربي كثيرا .. اشعر بدفء ذراعيهما .. بالقرب من صفحة وجهي .. ليس الاثنين فقط ..
ناصر الضامري (بقلمي)
-
سأرحــــــــــــل..... 18/1/2016
سأرحل....(فصحى)
لاني أراك.. فلن أتــبسم
سأرحل عنك ولن أتوهم
سأمضي بعيدا .. لأني حر
سأمشي وحيدا.. ولا أتألم
إذا شفت عيني تبوح كلاما
فلا تسأليني.. فلن أتكلم
وإن غيبتنا صروف الزمان
فلا تشتكين ..لأنك أعلم
لأن الوصال في حبك نار
وقربك هم.. وليلك مظلم
وما عدت اهوى ربيع الحياة
وما عدت انسى .. وما عدت افهم
اذا كان قلبي وقربي عذابا
سأكتم حبي ولن أتندم
ولن أهوى غيرك طول الزمان
سأرسم قلبا وإسما وأحلم
ألملم حبا غواه الغرام
وأشلاء قلب هواه تسمم
فهل تعذريني .. لأني كتوم
وأني جريح ..و قلبي متيم
بقلمي / ناصر الضامري
-
لمحة عن الرمزية في الشعر الحديث 21/1/2016
لمحة عن الرمزية في الشعر الحديث
في مستهل عصر النهضة ظهر شعراء جاؤا بمواضيع دون أي ابداع في القالب الشعري وسموا بالمجددين في التقليد، ثم ظهر جيل جعلوا للخيال والعواطف المكانه الاولى في انتاجهم الادبي فسموا بالرومانسيين وجاء آخرون لونوا اشعارهم بالواقعيه وسموا بالواقعيين ثم تابعهم آخرون عرفوا بالرمزيين. فالرمزية هي اتجاه فني يغلب عليه سيطرة الخيال على كل ما عداه ، وتجعل الرمزية لها دلالة على الوان المعاني العقلية والمشاعر العاطفية وطغيان عنصر الخيال، فمثلا الليل ليس بالضرورة ان يرمز الى الظلم والقهر . من جانب اخر ،هناك رمزية لا تخلوا من مضامين فكرية واجتماعية تدعوا الى التحلل من القيم الدينية والخلقية في بعض الاحيان بل تتمرد عليها مستترة بالرمز والاشارة.
الرمزية هي الايحاء ، أي التعبير غير المباشر عن النواحي النفسية التي لا تقوى اللغة على ادائها، وهو ما يتيج لنا ان نتامل شيئا اخر ، والرمزية تعني ايضا الخفاء ويجب علينا عدم الخلط بين الرمز والغموض، و هي الابتعاد عن عالم الواقع وما فيه من مشكلات اجتماعية ، وكذلك البحث عن عالم مثالي مجهول يسد الفراغ الروحي ويعوض عن غياب العقيده الدينية ، بحيث وجد الرمزيون ضالتهم في عالم اللاشعور والاشباح والارواح، كمثل المصطلحات التي تعبر عن اجواء روحانية مثل الغروب الذي يوحي بزوال امر ما .
اعتبر الرمز نوع من التجديد في الشعر مخالف للطريقة التقليدية ، ويمثل الرمز موقفا ابداعيا ، يرى ما لا يراه الاخرون في مدارس الشعر المختلفة ومذاهبه المستحدثة منها الرمزية، لذا فأن اللغة تحيد عن مسارها العادي لتصبح لغة هي بمثابة الاشارة بمعنى الدلالة، والغرض من الرمز في المقام الاول هو تكريس فلسفة الفن الشعري وتفرد لغته بعيدا عن الوضوح والمباشرة لخلق عالم مغاير وهذا يعود للشاعر ورغبته في غير المألوف. ومن الامثلة في الشعر الحديث بدر شاكر السياب وامل دنقل وادونيس وغيرهم، ولا شك ان السياب يعد ملهم القصيدة العربية الحديثة شكلا وبنية ومعنى، بما أنه عاصر فترات سياسية عاصفة الى جانب معاناته من تجارب شخصية عميقة اثرت في شعره اضافة الى المرض ، كل هذه العناصر كانت مدعاة لاستخدام الرمز في الشعر وبشكل اساسي.
أعاد الصياغة/ ناصر الضامري
من مقالات مختلفة من الشبكة
-
عفوا سيدتي ..11/2/2016
عفوا سيدتي...
عفوا سيدتي ..
عندما تبكي الرجال مقهورة امام عتبة بابك..
فاعلمي انك غير عادلة في حبك..
واعلمي ان الدموع التي يذرفونها ..
ستسقي ضفائر شعرك ..
لتزهر تيجانا وورودا ..
وحينما تموت الدموع بين رموشك ..
فاعلمي ان المدينة الفاضلة اضحت محض اطلال وخراب..
تنعق على جدرانها الغربان ..وتاوي اليها كلاب القرية الشريدة ..
واعلمي ان الظلام ليس سرمديا ..ستشرق الشمس لامحالة ..
ستتسلل خيوط الصباح .. وستطير العصافير ..
وتختفي خفافيش الليل ..
وحينما تعلمين انك بطلة قصائدي ..
ذلك لا يعني شيئا سوى اني قد لففت حبلا على عنقي ..
من اجل ان اموت تحت ثرى اقدامك ..
واعلم اني اعلم انك لن تبكينني يوما ..
مهلا سيدتي .. لازلت اتنفس عطرك المسائي ..
تبحر اشرعتي برياح ذكرياتك ..
تغوص في اعماق بحارك ..
حيث قيعان تسكنها هياكل قراصنة المحيطات...
عفوا سيدتي .. امهليني قليلا لعل في العمر بقية ..
لافتش عن بقايا ذاكرة مزروعة بقضبان نخيل ..
وغابة من الاحزان .. امهليني قليلا..
لان نساء الدنيا اختفت من ذاكرتي .. ودفاتر اشعاري ..
لم يعد الليل قصيرا ..نديم الدموع السرمدية ..
فضاء الم وغياب لا متناهي ..لا املك مفاتيح تلك القصور ..
يرعبني نباح كلاب حراسة ..ونظرات حراس مرعبة ..
انزق من جلبة غلمان وجواري القصور..
متعبة خارطتك ..كأن خيوط الصباح تسللت جدرانك واسوارك ..
ترسم قصائدا وقلوبا واحلاما صغيرة ..
عفوا سيدتي .. أتعلمين انك تقتليني كل يوم عشرات المرات ..
وحينما ياتي المساء تبعثيني من قبري لاكتب قصيدة اخيرة ووصية اخيرة ..
صفحتها السماء وحروفها نجوم الليل ..
وانت كالقمر في صفحة الظلام ..
وحينما يافل قبل الصباح ..
أموت للمرة الاخيرة بين ذراعيك ...
-
صبر أم 1/3/2016
صبر أم
خيوط الحرية والامل.. مجرد حلم هناك.. نسجت قميصا .. لونه أحمر.. كدماء قلوبنا المنهكة .. كأعيننا الغاضبة .. ضم جسد طاهر .. من الصعوبة بمكان ان تجده هناك.. خرقا للمباديء .. مبالغة في الكرم.. كعادتهم .. كأهل البادية .. قرأنا الصحيفة البغيضة .. محفوظة في ادراجهم الصدئة..أوراق مهترئة.. تحسبا لهذا اليوم .. قراؤها بصمت .. أعقبه قهقهة كاذبة .. اتذكر دموعها.. والم خداع ..حرية محدودة .. حتى وقت متاخر.. نعود ادراجنا الى الجدران الاربعة..ومواعيد الطعام ..خارجه عن المالوف.. لا تشبه تلك الاروقة .. أيام بغيضة .. بدون لون الشمس.. ورحابة السماء.... خلوة الليل السرمدي .. ظلام مجهول.. قصص الرفاق واساطيرهم.. الصورة المفقودة في ذاكرتي .. طفلي الصغير ..ابتسامته..توقيعي على شهادة.. ثلاثة فصول كالحة... كانت الغفوة الاولى .. سريرا علويا .. اقرب الى النجوم والسماء .. فضاء رغم الضيق .. اقتربت من الروح.. ايقظني صوت احدهم .. وبعثر مساراتي .. وشتت افكاري .. قفزت مسرعا اليه .. ينتظرني خلف الباب .. كانه مرعوب .. هو اقرب للحذر .. همس لي .. اكدت له أنه الشخص المقصود .. سالني .. صدم كثيرا .. لم يفهمني .. لم يستوعبني .. انصت كثيرا.. ثم هرب من وجهي بعيدا .. اختفى خلف الظلام .. خلف الجدران .. تطارده اشباح الحقيقة .. كأن ما سمعه اقرب الى الخيال .. تحدث واخبرهم .. لم يستوعبوها ايضا .. صدمتهم بالم فظيع .. عرفوها جميعا .. جلس يفكر كثيرا .. يبحث عن الصواب .. يقارن كثيرا .. اتعبه طول الانتظار .. وقائمة الاسئلة المتوالدة كل دقيقة ..يسمع ابنه المفقود .. يخشى العواقب الوخيمة .. المشي خلف الجنائز.. رغم انه اعتاد على غسل جثامين الموتى.. تناقل الخبر كثيرا .. تداول كثيرا .. لا زالت صامتة تتامل السماء .. وهلال العيد.. حجب عنها .. خوفا من الصدمة .. لاشك انه خبر مؤلم.. وقفت الى جانب النافذة .. تطل على ظلام حالك .. وسحاب اسود .. يخفي خلفه قمرا.. وامالا مفقودة .. خلعت غطاء الراس .. يشبه الليل .. التحفت بالصبر .. تمتمت دعاء .. مسحت آخر دمعه جرت على صفحات وجهها العابس .. ليست مجرد أم .. في تلك اللحظة .. تشبه نور الشمس .. تعلم جيدا انه لم يعدها بشيء .. لم يكن مشغولا في اجتماعاته .. انه هناك لا ريب .. قلب ذو احساس صادق .. لم تكذب شعورها .. تعلم ان حديثهم مشبوه.. لاريب .. الا هو .. تعرف انفاسه .. وخطواته .. ذات يوم .. ركع أحدهم.. اخبرها بالحقيقة .. لم تتفاجا .. تعرف الحقيقة من قبل.. ذابت الشمس في كفها ... جفت المحيطات.. تناثرت الجبال.. لم يعد شيئا مستحيلا .. الا قصته .. ليست كالامهات .. تعرف القسوة منذ الطفولة .. لم تفهم القصة بعد .. لم استطع التحدث معها .. اعتاد على حضنها.. صمت كثيرا.. اغرورقت العين بالدمع الاسود .. اكدت انها منهكة .. بسبب الانتظار.. وطول الصبر ..انها طاهرة .. هدهداتها ..كلماتها ..يرقص في يدها .. يضحك كثيرا ... لحدود النوم .. قبل اكثر من اربعين عاما .. لا زال يتذكر .. دروس الصبر .. تسال عن شمس الصباح .. ارمقها احيانا من فرجات الباب الضيقة .. احسدها.. أتذكرها لحظة الوداع .. لحظة الميلاد والالم .. وغصة الشوق والحنين.. وحينما تختفي .. اعود الى الجدران الاربعة .. افتش اوراقي .. واوراق البرتقال .. لا اجد تذكارا.. يبعث املا ..
بقلمي ناصر الضامري
-
رد واهداء الى اخي الشاعر حرف وشعر 29/2/2016
اسمع ندى الايمان وازري من سقط
حتى ولوج العير في سم الخياط
واذكر بليل قام في حب وزمط
وسأل ثبات الحال من هول السخاط
ياصاح ماسك دين لو عقدي فرط
جمرة بكفي لو تحديت السياط
سنة محمد خير والامة نبط
رحمة امان وحب و م الشر احتياط
اجر الصلاة وزاد في وقت القحط
صل وصل وزيد من اثرو وطاط *
حتى وضوء الليل لا عزمي حبط
مالي بشيطان يزيد الاحتباط
الوقت عدى وسار عمري في غمط
مالي بدنيا من سواد الانخراط
ما يكف الدين لو حج وفقط
صوم وصلاة الفرض دام الانضباط
هذا زمان سار في درب الزلط
ما بين زاني وبين انجاس اللواط
وتسلقت اغصان في عود السبط
وانتشى منا زمان الاختلاط
حرف وشعر والقوافي من خطط
من شاعر ما خاف من سحب البساط
*اثرو وطاط تعني اعداد باللغة المهرية