الأفكار مراوغة ..
تختبئ في تلافيف الروح .. تنحشر في زوايا القلب ..
تغيب عن وعيك لتوهمك بأن لا وجود لها ..
وفجأة .. تنفجر أمامك .. من أين أتت .. وكيف .. لا تدري !
عرض للطباعة
الأفكار مراوغة ..
تختبئ في تلافيف الروح .. تنحشر في زوايا القلب ..
تغيب عن وعيك لتوهمك بأن لا وجود لها ..
وفجأة .. تنفجر أمامك .. من أين أتت .. وكيف .. لا تدري !
تشعر بأن ملايين الكلمات تتزاحم في رأسك .. كلها تريد الخروج وتُثير ضجة في ذروة حاجتك للهدوء
تهرب إلى أوراقك .. تكتب كثيراً .. وتمحي أكثر ما كتبت .. أو ترمي الأوراق في أدراج المكتب ليطويها النسيان أو حتى يحين وقتها ..
القليل جداً يصلح للنشر في زمن الضحك الهستيري .. والبكاء الهستيري .. والصراخ !
لا تريد أن تجذب إليك الأنظار أكثر ..
تريد أن تسرق لحظات سكينة في الظل والظلام
من الشائع أن عدم اهتمام الناس بك .. مؤلم
ولكني عرفت مؤخراً .. أن الاهتمام أيضاً قد يكون مؤلماً بنفس الدرجة وربما أكثر...~
تتقافز أمامك صور الخيبة .. الخيانة .. الخذلان ..
شعورك العميق بالفقر .. بالخجل .. بالوحدة .. والغربة .. الغربة .. الغربة .. آهٍ من الغربة !
صور الحزن القابع في الزاوية .. الجميع ينظر إلى الحزن كأنه طفلٌ جائعٌ مشرد ينتظر إحساناً وشفقة ..
ولكنه ليس كذلك .. ليس دوماً على الأقل ~
تقرأ كل شيء .. كل الرسائل .. وكل الكلمات ..
تنتبه إلى كل التفاصيل ..
تصيبك كل السهام ..
تؤلمك كل الدموع ..
ولكنك مكمم الفاه ..
الكلمات أسيرة .. لا تستطيع الخروج ..
كارثة .. إذا كنت تهتم لأوجاع الآخرين .. خصوصاً تلك الأوجاع التي انغمست يدك فيها
والكارثة الأكبر .. إذا كنت مضطراً للصمت !
سفنٌ بلا مرافئ ... ~
هل تًتَنَدَّبُ الأَرْواح ؟
كن قوياً بلا قسوة .. كن ليناً بلا ضعف ... فإن الحياة تحترم أهل القوة .. وتحب أهل اللين ..~
الغياب…. كلمة تتسع معانيها كلما طالت مسافة السفر
فهل تكفي ورقة واحدة كي تشرح معناها؟
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/i...Q4sSfrdMmqJ3Gg
على أية حال هي ورقة واحدة، وأترك لكم أن تملؤوا بقية الأوراق من دفاتر غياباتكم
لستُ أنسى الاحتفال الذي أقاموه لوداعي ،
كان كل شيءٍ فيّ يودعهم ، فيكبر فزعي من اتساع المسافة بيني وبينهم !
“ لا تنسي الرسائل ”…. هكذا قالوا، وكان بودّي لو أسطُرَ رسائل كثيرة حينها فأنقل لهم ما لم تستطع عيناي أن توصله لهم …
وعندما اجتزتُ مسافة الغياب تضخّم شعوري بالبعد خلف شطآن السفر…
كتبتُ رسالةً طويلة،… وأخرى لعلّ الأولى لم تصل،… وثالثة فلعل الثانية وصلتْ في ظروفٍ منعَتْهم من الردّ،… ورابعة…
ثم جاء الردّ في بطاقة عيدٍ تقول: “كل عام وأنتم بخير”!…
تناثر الياسمين حولي ، وفاح عطر الليمون ،… وعدتُ إلى الكتابة لهم ،… لكن ما من جواب !
تذكرتُ عباراتهم : “ لا تنسي الرسائل ”!…
نعم ؛ لن أنسى الرسائل ، ولن أنسى أيضاً أنكم ستقرؤونها ثم تودِعونها أدراج النسيان !
أنا وحدي أذكركم ، فكل واحدٍ منكم ذكرى تؤنسني … وتوجِعني ، أما أنتم فجمْعٌ واحدٌ تتساند أحاديثكم معاً وتلهيكم عن ردٍّ على كلماتٍ جاءت من بعيد!!!
كانَ ذاكَ شجنٌ لبعضِ فيضٍ لسابقِ ذكرى
خطرَ على الباال ..
وعلى البال كل التفاصيل كانت حاضرة ... !!!